يرى المترجم أحمد صلاح الدين أن المترجمات العربية تعاني ندرة في الكتب التي تتعرض للأدب الروسي الحديث، برغم أن هناك العديد من الأدباء الروس ممن يكتبون أدبًا جيدًا جدير بالقراءة والترجمة. كذلك يرى أن هناك غيابًا ملحوظا في الأسماء الجديدة عن الدوائر النقدية والأدبية وجماهير المهتمين بالأدب الروسي. ويصدر كتاب "ورثة تولستوي.. على جسر كوزنيتسكي"، للمترجم، والصادر عن مصر العربية للنشر، خلال أيام، وهو مؤلف يتناول الأدب الروسي الحديث والمعاصر، يحتوي على عدد من الدراسات، والمقالات النقدية والإبداعية، والنماذج الإبداعية المترجمة. ويوضح "صلاح الدين" أن ثمة علاقة بين الأدب الروسي والعربي قديما، بدأت في القرن العاشر الميلادي من خلال حجاج الأراضي المقدسة من الروس المسيحيين. وكان كتاب "المسيرة" الذي قدمه الرحالة دانيال أول كتاب يتحدث عن الشرق في تاريخ روسيا. ثم تطور هذا الاهتمام، يستطرد صلاح الدين، في عهد بطرس الأكبر قيصر روسيا، وكان هذا مقدمة لعملية الترجمة التي بدأت مع كراتشكوفسكي، المستشرق الروسي، والشيخ عياد الطنطاوي، صاحب كتاب "تحفة الأذكياء في بلاد الروسيا". وقد كرمت الامبراطورة الشيخ عياد لمجهوده الكبير في الترجمة ونشر اللغة العربية، إضافة لدور الجمعية الأرثوذكسية الفلسطينية في تأهيل المترجمين العرب. وازدهرت حركة الترجمة بين الروسية والعربية في القرن العشرين، حيث قدمت أعمال توفيق الحكيم، نجيب محفوظ، يوسف إدريس وغيرهم للقارئ الروسي. كما تعرّف القاريء العربي على أعمال كُتّاب روسيا العظام ومنهم: تولستوي، دستويفسكي، جوجول، وتشيخوف من خلالها. لكن حقيقة، يضيف صلاح الدين، ضعفت حركة الترجمة بين الروسية والعربية، وندرت الكتب التي تتحدث عن الأدب الروسي بمصر، والأدب العربي بروسيا، بعد سقوط الاتحاد السوفيتي باستثناء محاولات يقوم بها أفراد دون دعم رسمي. وينفي "صلاح الدين" في رأيه، وصمة المحلية التي يلصقها بعض النُقاد العرب بالكتاب، ويشير إلى أن لدينا العديد من الكُتّاب المتميزين جدا على مستوى الحكاية، وعلى المستوى الفني والتقني كذلك. فالأمر يتعلق بكيفية تقديم هذه الأعمال للعالم، نحن في حاجة إلى الكثير من العمل حتى يعرفنا العالم. وعن صدى الأدب العربي في روسيا، يقول "صلاح الدين": وجهت هذا السؤال لصديقي الكاتب الروسي الموهوب دينيس جوتسكو، فرد أنه يعرف القرآن، وألف ليلة وليلة، وأنه قرأ في شبابه شعر أبي نواس، والمتنبي. وحديثًا لا يعرف سوى "عمارة يعقوبيان" لعلاء الأسواني، و"أسعد الله مساك" لنجيب محفوظ، إضافة إلى مختارات من قصصه "شهرزاد". وهذا بالطبع يشير إلى ضعف وجود الأدب العربي في روسيا اليوم. أحمد صلاح الدين، مترجم وباحث في الأدب الروسي، درس اللغة الإنجليزية في كلية الآداب جامعة عين شمس، ودرس اللغة الروسية بجامعة رودين بموسكو، ثم أدب روسيا في النصف الثاني من القرن ال19، وشرع بعدها في دراسة الماجستير في الأدب المقارن، من أعماله:"الحياة في مصر"،- تحت الطبع - ترجمة لعمل المدون الروسي الشهير ديميتري كارياجين، يتحدث فيه عن رحلاته إلى مصر وانطباعاته عنها.