لا أشغل وظيفة حكومية.. ولأسباب متعددة لم أمارس أي نشاط سياسي في حياتي، ولم أنتمِ لحزب أو جماعة سياسية (ولا أنوي)، ساعدني ذلك كله علي الاحتفاظ بحريتي حيث أكتب ما يمليه علي ضميري، ضميري المحكوم بثوابت لا أحيد عنها في كل طروحاتي ومنها احترام عقائد الناس وعقولهم وثقافتهم، ومنها استقرار هذا الوطن وسلامه وأمنه، تلك مقدمة نختص بها من يحاول تجريح هذا الطرح في هذا السياق حيث جدل محتدم علي الساحة يسوغ ويسوق لمقولات تنطوي علي إثارة وتهييج أكثر مما تحتوي علي فهم وإقناع. إن من حق هذا الشاب أن يعرض نفسه علي الناس كمصري يطمح كغيره في هذا المنصب الرفيع، حيث يكذب من يقول بأن هناك مانعًا شرعيا أو دستوريا يمسك علي الشاب ممارسة حقوقه، أما كونه ابن الرئيس فتلك ميزة تضيف لرصيده نقاطا ولا تنتقص منه بأي حال من الأحوال، ونؤكد هنا أنني أقصد حقه في الترشح للمنصب، أما حقه في الفوز به فتلك قضية مختلفة تماما يتم فيها الخلط عن عمد للتغرير بعقول العامة والدهماء.. وراكبو هذه الموجة مختفون وراء لافتات براقة، يدعون أن لديهم البديل الأصلح، بينما لا أري شخصيا في كل هؤلاء، عدا رجل واحد استدرجوه إلي شراكهم وشوهوا صورته، لست أري إلا شعارات خبيثة وتصفية حسابات وتمويل مشبوه لدفع هذا البلد إلي الفوضي العارمة وأنهار الدم التي يخيل لهم أفقهم المريض أنها الطريقة والفرصة الوحيدة للانقضاض علي السلطة وإدارة هذا الوطن علي هوي مموليهم، حيث لم يتمكنوا من اقتناص الفرصة يوم قتل السادات ويظنون أنهم استوعبوا الدرس وهم في الطريق لتهيئة الأجواء لخلق فرصة أخري ومستعدون لاقتناصها، فما بين أحداث المحلة وأحداث الإسكندرية وقتيل البانجو ومذبحة نجع حمادي واعتصامات ومظاهرات وفتن يزرعونها ويسقونها ويرعونها لتنفجر بين عنصري الامة في طول البلاد وعرضها، بين كل تلك الاحداث هم يبحثون عن ثغرة للانقضاض، وجر هذا الوطن إلي الوراء إلي عصور مظلمة ومستقبل مجهول. وهؤلاء الذين يعتقدون أن الشاب يشكل خطرا عليهم لا يستطيع أحد منهم أن يثبت وجود أي عائق (شرعي) يمنعه من الترشح لرئاسة أكبر دولة في المنطقة، فهو مسلم، وهو ذكر بالغ رشيد، ومتعلم تعليم راق، ومتحدث لبق متفهم لقضايا وطنه، وهو يعيش في المطبخ السياسي للبلد لأكثر من عقد كامل ويعرف تفاصيله وأسراره، كما أنه يجوب البلاد طولا وعرضا يساعده سنه وحيويته المطلوبة بشدة، أما كونه رجل أعمال فهي ليست سبة ما دام لم يثبت أنه حصل علي مزايا أو تسهيلات بسبب كونه ابن الرئيس، أما مروجو الفتن والشائعات لإقصاء هذا الشاب عن طموحه المشروع، فهم الخائفون المرتعدون من قيام دولة مدنية حديثة يتساوي فيها البشر أمام الدولة والقانون، ولا يميز بينهم اللون أو الدين أو الجنس، الخائفون المرتعدون من انطلاق مصر الي مكانتها التي تستحقها بين الامم، دولة حديثة يسود السلام بين مكونها البشري وتسود الحرية عقول الناس لتتمكن من الابداع والابتكار، الخائفون المرتعدون من ديمقراطية تعبر بنا عبورًا آمنًا من مرحلة حكم العسكريين (الذين شرفت يوما بالانتماء إليهم) إلي رئيس مدني يمشي في الشارع وينتخب غيره ويصبح لدينا رؤساء سابقون.. الخائفون المرتعدون من كشف الفساد المؤسسي المستشري في كل أجهزة الدولة، نعم فساد ممنهج تغذيه وتنفذه وتؤصل له جيوب منتشرة في كل كيان الدولة، بغرض إفشالها وشل نظامها لتأليب الناس عليها وتغذية سخطهم وتهييجهم وتحريضهم ومن ثم تجييشهم ودفعهم للصدام. لكن الامل كبير في المصريين الذين طالما انحازوا لأمن واستقرار وسلام هذا الوطن، المصريون أصحاب الرصيد الحضاري الذين يعرفون نتيجة الفوضي التي يخطط لها أعداؤنا، والذي يعتقد أن أعداءنا غرباء عنا وبعيدون منا فهو واهم، إن أعداءنا أقرب مما نتخيل وهم متنمرون جاهزون للانقضاض علينا من الجهات الأربع، حيث نوايا خبيثة مبيتة في الشرق والغرب والجنوب والشمال، ويومها لن نلوم سوي أنفسنا.. إن الامل كبير في المصريين في تفويت الفرصة علي هؤلاء الذين وضعوا نصب أعينهم هدف تدمير هذه الامة وتقطيع أوصالها لنصبح دولة مخيمات، ونلحق (بالاشقاء) في العراق والصومال والسودان وفلسطين واليمن. إن الامل في المصريين أن يستشرفوا المستقبل الزاهر لأولادهم وأحفادهم في ظل نظام يساوي بين البشر مساواة مطلقة فهي الضمان الوحيد والأكيد للانطلاق نحو مجتمع الرفاة والعدل. هذه وجهة نظري ولغيري كامل الحق في رفضها أو قبولها ولابأس من تكرار القول بأن هذه السطور لا يبتغي من ورائها إلا هدف واحد وهو مصلحة هذا الوطن (من وجهة نظري بالطبع).