أصدرت الباحثة انتصار عوض السبكي، كتاب بعنوان "قيم القادة السياسيين وأثرها في القرار السياسي"، تحاول من خلاله تلخيص السمات المشتركة للقادة السياسيين في مصر خلال 100 سنة الماضية وعلى رأسهم رؤساء مصر الثلاثة، حيث تقول في كتابها "ارتبطت عملية الزراعة بعملية التدين، هذا بلاشك ما انعكس علي المجتمع الريفي وعلي القادة السياسيين تجاه نظرتهم للأمور التي تتسم بالرتابة"، كما تستعرض عدة قيم أخرى مشتركة مثل البيروقراطية وتباطؤ معدل الدوران في السلطة، وسلطوية النظام السياسي واستبداده وتطرفه وهي قيمة آتية من أن مهنة الزراعة تعتمد علي المركزية وإصدار القرارات المنفردة التي لا تقبل النقاش والحوار، وحينها يصبح الحاكم كبيراً للعائلة في الريف، وهذا منهج كما يعرفه كثيرون بدأه الرئيس السادات. وفى السياق ذاته، تنتقد سياسة الرئيس مبارك التي برأيها لا تسمح بتبنى الأفكار الجديدة لأنه يحب الإستقرار، اما الرئيس عبدالناصر فنظامه وصفته الباحثة بأنه "علماني" فقد ألغى ناصر المحاكم الشرعية وأقام بدلاً منها محاكم مدنية عام 1956، كما أنه أضاف العلوم العصرية إلي الدراسة في الأزهر عام 1961، بالاضافة إلي قيم العمل الجماعي والانتماء والتماسك والصراع، والقيمة الأخيرة في حياة عبدالناصر تتجلى في الدسائس والمؤامرات بين أفراد نخبة ما بعد الثورة، حيث ضم الكتاب فصلاً بعنوان "من يحكم مصر غدا" يقوم فيه الكتاب بتحليل القيم السياسية للكل من جمال مبارك ومحمد البرادعي المرشحين الأبرز للانتخابات الرئاسية القادمة. ومن جهه أخرى، يخلص الكتاب إلي أن الفارق الأساسي بين جمال مبارك والبرادعي يكمن في عدة نقاط، أهمها طبيعة وتكوين النخبة التي تحيط بكل منهما، فنخبة الأول تتكون من زملاء الدراسة والعمل من أمثال فاروق العقدة رئيس البنك المركزي، وجمال محرم رئيس الغرفة التجارية المصرية الأمريكية، وغيرهم وأنه رغم تقديمها باعتباره رمزاً للإصلاح فإنه يتبني الكثير من أفكار والده، كما أنه ينادي بقيم معاصرة ولكن بأساليب قديمة فيختزل الحرية في الاقتصاد والرأسمالية في الخصخصة والإصلاح الاقتصادي في بيع القطاع العام والاستثمار في بناء المنتجعات في الساحل الشمالي وهكذا، بينما يختلف الأمر فيما يتعلق بخطوات البرادعي لتحقيق التغيير، رغم أنه لا يوجد في منصب سياسي أو حزبي مثلما هو الحال مع مبارك الابن، فهو يوجه خطابه السياسي إلي المجتمع كله وليس لفئة محددة، ويقدم نفسه باعتباره "قائد مرحلي" وليس قائدًا للأبد محددا رؤيته الإصلاحية مستلهما إياها وطرق تنفيذها من زعماء سابقين مثل غاندي وسعد زغلول.