تسود العديد من المخاوف عقب إنشاء الكيان اليهودي مستوطنة جديدة تضم أكثر من 1000 أسرة إسرائيلية علي الحدود المصرية قرب قطاع غزة. وهنا تساؤلات عن أسباب إنشاء المستوطنة وما الذي يمكن أن يحدث بسيناء من متغيرات جراء هذه المستوطنة التي تضم العديد من العائلات الإسرائيلية المتشددة وعددها 13 عائلة وبناؤها في الصحراء الواقعة بالقرب من الحدود المصرية.. فيما قامت مجموعة من الشباب المتدينين بالإضافة لعدد من مستوطني (جوش قطيف) بزيارة للموقع للوقوف علي عمليات تجهيز البنية التحتية التي يجري أعدادها للمستوطنة. وحول المشاكل الأمنية التي قد تواجه المشروع ذكر مسئول امني للقناة التليفزيونية الإسرائيلية انه ليس هناك خطر من كون المستوطنة قريبة من حدود قطاع غزة أيضا وعلي مسار المتسللين الأفارقة الذين يعبرون الحدود المصرية .. موضحاً أن الجيش الإسرائيلي سيقوم بنشر قواعد صواريخ مضادة لصواريخ القسام وسيعزز من الوحدات الأمنية لمواجهة المتسللين للمستوطنة. وتعود مخاوف أبناء سيناء من المستوطنة إلي عدة أسباب كما يري عشرات البدو، حيث يقول محمود الترباني - من سكان قرية وادي العمرو الواقعة علي الحدود المصرية - الفلسطينية المحتلة: إن المستوطنة ستؤدي إلي انتشار تجارة المخدرات عبر الجانبين خاصة ان هناك أصحاب مصالح في استمرار تهريب الحشيش والبانجو إلي إسرائيل واستبدال الهيروين والكوكايين منهم.. وقال: إن هذا الآمر خطير جدا، ولابد من بحث كل السلبيات من بناء المستوطنة، أما احمد السيد وهو أيضا من سكان الحدود، فقال: إن الهدف واضح من إنشاء المستوطنة وهو الاستيلاء علي المياه الجوفية المصرية واستغلالها بجانب مستوطنة نيتسانا الحدودية أيضا، وبالتالي يظل الشريط في مصر صحراء جرداء في حين يصبح في إسرائيل مزروعاً .. وطالب باستغلال مصر للمياه الجوفية وزراعة الحدود فيما ابدي العشرات من البدو مخاوفهم من استهداف المستوطنة الملاصقة للحدود بعد بنائها من قبل المقاومة الفلسطينية وبالتالي إمكانية تضرر الجانب المصري من الصواريخ وتعرضه لمخاطر، وهو أمر تقصده إسرائيل، بما يؤدي إلي توتر بين الجانبين ورفع دعم سكان سيناء لقطاع غزة، وهو فكر إسرائيليي. ويقول د. محمد كمال سليمان مستشار وزارة الزراعة المصرية: إن إسرائيل تستغل مياه مصر الجوفية منذ سنوات طويلة خاصة إن مياه الأمطار والسيول في سيناء في حدود من 90 - 235 مليون متر مكعب في السنة، وتتمتع سيناء برصيد معقول من مصادر المياه الجوفية .. ويمكن استخدام نحو 80 مليون متر مكعب من المياه الجوفية سنوياً .. منها 10ملايين متر مكعب من الخزان الجوفي الضحل (المياه السطحية) و70مليون متر مكعب في السنة من الخزانات المتوسطة والعميقة .. خاصة في مناطق وسط سيناء مثل رأس النقب وعريف الناقة ونخل والبروك والقسيمة والحسنة والكونتلا والمغارة وصدر الحيطان والقاع وغيرها.. واستطرد قائلاً: قامت إسرائيل بحفر آبار جوفية بالقرب من الحدود المصرية، وتري أن بإمكانها استغلال انحدار الطبقة التي يوجد بها المخزون المائي صوب اتجاه صحراء النقب، حيث تقوم بسرقة المياه الجوفية من سيناء علي عمق 800 متر من سطح الأرض، كما كشفت تقارير برلمانية وعملية أن إسرائيل تعمدت سرقة المياه الجوفية من سيناء عن طريق حفر آبار ارتوازية وذلك باستخدام آليات حديثة قادرة علي سحب المياه المصرية . وأوضح سليمان أن فكرة إنشاء مدينة حصينة علي الحدود خاصة في سيناء كانت نابعة منه وطرحها علي المسئولين، وهي عبارة عن بناء مدينة عملاقة تتعلق بالتوطين بداية من مدينة رفح المصرية والاتجاه جنوبا حتي منفذ العوجة الحدودي.