دائماً يكون عند رسامي الكاريكاتير فن التعبير عن السياسية، والقدرة على التنبؤ بالأحداث من خلال رسومات تعبيرية، تستشرف الواقع أو المستقبل، بالإضافة إلى أن هذه الرسومات تؤرخ للأحداث، ليس بالضرورة من حيث الوقائع، ولكن من حيث الآراء والأحداث. وسبب تعقيد ما يحدث في مصر من أحداث سياسية، وصعوبة الحصول على الحقائق مباشرة، شارك العديد من رسامي الكاريكاتير حول العالم في الملتقى الدولي للكاريكاتير، الذي نظمتة الجمعية المصرية للكاريكاتير بالتعاون مع مؤسستى (فيكو ودوم) للثقافة، حيث إختارت اللجنة التي ترأسها الفنان أحمد طوغان، وعضوية الفنان جمعة فرحات ومحمد حاكم، ومحمد عفت، ومحمد عبلة، أكثر من 500 عملاً من أصل 1600 عملاً كاريكاتيرياً، ل 250 فناناً من أصل 270، من 64 دولة حول العالم. غير أنه كان من الملاحظ -حسب بعض الفنانين- أن الرسومات التي تناولها معظم الفنانين المشاركين، اتسمت بالإيجابية في عرض ما يحدث داخل مصر، وهو الأمر الذي يعكس تدخلاً أو ضغوطاً من لجنة الملتقى، على المشاركين لعرض أعمال معينة، حيث تناول المعرض الأول "مصر في عيون رسامي الكاريكاتير"، وعبّر المشاركون من مختلف دول العالم من خلال رسوماتهم عن مدى إعجابهم بالحضارة المصرية. وأيضاً المعرض الثاني بعنوان (القسم الحر)، حيث تناول المشاركون التعبير عن أفكار جديدة في شتى مناحي الحياة، بجانب مجموعة من رسوم البورتريه لكبار الشخصيات المصرية في جميع المجالات، سواء السياسة، الأدب، والفن. وأكد القوميسير الفنان فوزي مرسي، عن سعادته بمشاركة أكثر من ستين دولة حول العالم، في ملتقي الكاريكاتير المصري، وأكد أن الحدث يؤكد قوة مصر الناعمة، وإنجازاً تاريخاً للثقافة المصرية، رغم الأحداث السياسية التي تمر بها البلاد، وأشار إلى مشاركة فناني الكاريكاتير من مختلف بلدان العالم دعاية مهمة لمصر لا تقدر بثمن. وأضاف فوزي مرسي المنسق العام للملتقى، أن اللجنة رأت أن تقتصر الأعمال المشاركة على موضوعين رئيسيين، أحدهما بعنوان "مصر في عيون رسامي الكاريكاتير"، حيث عبّر للمشاركون عن في هذا القسم عن مدى عشقم للحضارة المصرية، في حين كان الموضعو الثاني عبارة عن "قسم حر"، ومن خلاله عبّر فنانو الكاريكاتير بأفكار جديدة في شتى مناحي الحياة المصرية، بالإضافة إلى قيام عدد من الفنانين برسم مجموعة من البورتريهات لشخصيات مصرية في مجالات السياسة والأدب والفنون، ونفى أن تكون اللجنة قد وضعت شروط أمام الفنانين لعدم تناول الأحداث السياسية التي تمر بها الدولة، وأكد أن جميع المشاركين فضلوا التعبير عن مصر برسوم إيجابية من خلال حضارتها. أما عمرو عكاشة –رسام كاريكاتير- فيرى، أن اللجنة وضعت قيوداً على فناني الكاريكاتير المشاركين في الملتقي لعدم التعبير بلوحاتهم عن الأحداث السياسية التي تمر بها البلاد حالياً، وأكد أن ملتقي رسامي الكاريكاتير في مصر، رغم أنه يعكس قوة مصر الناعمة في العالم، لكنه أبدى إنزعاجة من إقتصار الملتقى على رسومات للحضارة المصرية، وبورتريهات للشخصيات البارزة في مصر، وكان من المفترض إستثمار تجمع فناني الكاريكاتير لتصوير ما يحدث في مصر من الناحية السياسية، من أجل تصحيح الصورة، لأن وسائل الإعلام الدولية تصور الأحداث بشكل خاطئ. واتفقت في الرأى دعاء العدل –رسامة كاريكاتير- أنها كانت تريد التعرف عن قرب مدى رؤية ووجهة نظر فناني الكاريكاتير في الصراع السياسي داخل القاهرة، بالإضافة إلى كيفية تصوير الولاياتالمتحدةالأمريكية كحليف لجماعة الإخوان المسلمين عبر الرسوم الكاريكاتورية، وأيضاً ما حدث في 30 يونيو، وأوضحت أن فن الكاريكاتير مثل أي وسيلة أخرى في التعبير، لكنه يمتاز بقوة التأثير،ومعرفة ما يكفي من الآراء حول أي قضية معينة.