شهدت قاعة بيكاسو بالزمالك معرض " المهرج الضاحك الباكي " للتشكيلي عمر النجدي بحضور عدد كبير من الفنانين التشكيليين والنقاد والأكاديميين ولفيف من المهتمين بالحركة الفنية في مصر. د. صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية والذي افتتح المعرض قال: بلا شك التشكيلي الفنان عمر النجدي واحد من جيل متمثل في حامد ندا وعبد الهادي الجزار وعبد العزيز جاويش ، فهو أمين على الفكر الذي قامت عليه تجربته مابين الفلسفة الإسلامية وتفاصيل الحياة اليومية ، فيها ثراء وحضور ينطوي على هذه الموضوعات بدءاً من المهرج الذي فيها نوع من الدراما الإنسانية العالية جدا، كما نحس أنها طبقات من تجربة سابقة أوهي جزء من نسيج النجدي بشكل عام، هذه النوعية استطاع أن يخرج منها مجموعاته عروسة المولد، الحصان، المهرج أو البلياتشو بصورة درامية، يصور فيها الصراع ما بين الحياة، ووظيفته الأولى رؤية الناس واعتقد أنه قدّم تجربة جديدة من خلال الفولكلور، والمعالجة الجديدة التي استخدم فيها الإكلريك على سطح خشن، واستطاع أن يخرج منها العربات الشعبية ومنها عربات الكارو وعربة البلياتشو في مجموعاته المختلفه سواء باستخدام ألوان الإكلريك أو باستخدام ألوان الزيت . أما د. سامي رافع التشكيلي وأستاذ الفنون الجميلة قال: عرفت الفنان عمر النجدي منذ حوالي خمسين سنة، ويعد واحداً من كبار الفنانين المصريين أمثال عبد الهادي الجزار وحامد ندا وغيرهم. وأرى أن لديه شعور رحب واطلاعات غزيرة، فهو غزير الإنتاج وعنده غيرة كبيرة على الفن، فكان دائماً وباستمرار يقدم لنا كل سنة أو سنتين معرضاً. أما الناقد د. عز الدين نجيب قال: لقد سعدت بوجودي في معرض الفنان الشاب الرائد عمر النجدي، شاب لأنه قضى عمرًا مديدًا ، ولكنه فنان قادر على إبداع أعمال أقرب إلى أعمال فن الشباب، فيها حس قوي بالحياة، كما نرى في اللوحات مهرجان وسيرك والحياة العائلية والأسر، وحب البلد والصبايا، وكيف أن الإنسان قادر دائمًا إن هو يحب ويلعب ويرقص ويغني ويدهش العالم من حوله، الفنان عمر النجدي له تاريخ طويل منذ الخمسينات وحتى الآن، اختار لنفسه استلهام الفنون الشعبية، فهذا المعرض نرى فيه الحس العالي بالحياة الشعبية البسيطة، نوع من التعبيرية الحرة، التلقائية، والاحتفالات بالمناسبات الشعبية، عروسة المولد، كل هذا الإبداع قدمه بلغة شديدة الإحساس، غزيرة جدًا، التجريدية، التكعبيية أحياناً، لكن في النهايه تظل مصرية صميمة، تظل قادرة على حمل الهُوية المصرية إلى أي مكان في العالم، يُعرف من خلالها أن هذا الفنان فنان مصري أصيل، وفي نفس الوقت هناك لوحات تقف بجوار أو على مستوى الأعمال العالمية، وهذا كله تحت شعار الأصاله والمعاصرة، نتمنى للفنان الكبير والقدير عمر النجدي مزيدا من الصحة وطول العمر ومزيد من الإبداع . وفي رأي د. أشرف رضا مدير الأكاديمية المصرية للفنون بروما الأسبق أن "النجدي" قدم مجموعة جديدة من أعماله في فن التصوير، وهو فنان متميز، مفرداته خاصه به سواء في الشخصيات أو في الرموز، التيمة الخاصه بالمهرج والبلياتشو، كما نرى أيضا الأعمال المدهبة التي يتميز بها في مجموعات فريدة ومتخصصة، لوحة البلكونة شخصيات مصرية خالصة، أعمال كثيرة جدًا من إنتاج 2013، يضاف إليها أعمال من تاريخه الفني العريق، فيها تجانس لوني عال جدًا، في مجموعات لونية متفردة، ومفردات خاصة به، انطباعات مختلفة في كل لوحة تحس بأن اللوحات كل منها يكمل الآخر ، كل الأعمال والمجموعات الجديدة تكمل مسيرته التي بناها في عشرات السنين بأسلوبه الخاص دائما والذي يوحي بالتكعبية أحيانا والسيريالية أحايين أخرى ، مدارس فنية عديدة ومتعددة يستعملها الفنان عمر النجدي في معرضه الجديد . الفنان التشكيلي أحمد عبد الكريم فأكّد أن عمر النجدي ، قامة من قامات الفن التشكيلي له رؤية جمالية لموضوعات متعددة يغلب عليها الطابع المصري ، موضوع الستات في البلكونة ، وكأننا في يوم فرح أو يوم زفة ، موضوعات مثل موضوع العروسة ، الزفة الشعبية ، يوم طهور المولود ، يوم الميلاد ، تمت بحرفية عالية جدا ، حيث لم يقف الفنان عند حدود البورتوريه ولا الخط العربي ، ولكنه عنده لوحات تنم عن خبرة عالية جدا في استخدام الألوان والتكوينات الأفقية والرأسيه ، الأمر الذي يعطي أكثر من شكل ، نحترم ونقدر خبرة وفن الفنان القدير عمر النجدي . وفي لقاء لنا مع الفنان عمر النجدي الذي خاض رحلة طويلة من الإبداع والعطاء للفن استمرت لأكثر من نصف قرن قال : فكرة إقامة معرض المهرج نبتت في ذهني من خلال الحياة التي نعيشها خلال الثلاث سنوات الأخيرة ، للأسف الشديد هذه الأعمال التي قمت بعملها كانت نتيجة للزوبعة أو الزوبعات التي حدثت في الأعوام الاخيرة ، والبحث عن نظرة تفاؤلية ، والتفاؤل يأتي من الألوان الخاصة بالمهرج ، رغم أنه مهرج ، إلا أنه ضاحك وفي بعض الأحوال باك ، فهاتين الصفتين من الصفات الإنسانية المدهشة ، لذلك قمت بإقامة هذا المعرض ، وقدمت فيه المهرج في أوضاع كثيرة جدا ومختلفة تماما ، كل لوحة عمل آخر ، مختلفة الحركات والألوان والأشكال ، كل هذا اختلاف ، لكن هذا الاختلاف يجمعه مضمون ثابت ، مضمون واحد ، هذا المضمون هو الإنسانية التي يعيشها الإنسان المصري في هذه الزوبعة الزمنية ، التي إن شاء الله ستزول قريبا ، ليست هنا نظرة تشاؤمية ولكنها نظرة تفاؤلية ، فكرة إقامة هذا المعرض جعلتني أرسم لوحات مقابلها لها ، نجد في المعرض مثلا لوحة البلكونة ، البنات واقفين بيشاهدوا المهرج في الشارع ، وكأن هناك حائط ، البنات يروا المهرج وهو يتجول أمامهم في حركات بهلوانية ، منها المقنع وغير المقنع ، لكن في النهاية نبكي ونضحك معه .