الحب.. هو شعور بالانجذاب والإعجاب نحو شخص ما، وقد يبقي الأمر طبيعياً في التلهف لمعرفة أخباره أو سماع أحاديثه، خاصة إذا كان أحد الشخصيات المشهورة كأحد الفنانين أو الفنانات مثلا، وهذا أمر طبيعي، لكن من غير المألوف أن يتعدي هذا الإعجاب حدوده إلي درجة يصل معها الأمر إلى حد الهوس بالفنان. ولعل الصحافة الفنية عبر السنوات الماضية تزخر بمثل هذه الحكايات العجيبة "لمجانين المشاهير".. فهناك مجنونة حسين فهمي والتي ظلت تصارح زوجها بحبها له وتجمع صوره متخيلة شخصه في زوجها الذي اضطر في النهاية إلى طلاقها، وليس أكثر صدى من مجنونة عادل إمام التي حاولت ا قتحام منزله بعد تعديها على الحراس، لمنعها من مقابلته والتقاط صور تذكارية معه، وأيضا ذلك المجنون الذي حاول التحرش بالفنانة"منة شلبي" أمام منزلها وتقبيلها عنوة.. تصرخ سارة عبد العزيز "22 عاماً" طالبة بكلية الإعلام- باعجابها الشديد بالمطرب العراقي كاظم الساهر قائلة: كلمة "أحبه" أقل بكثير من مشاعري تجاهه، أنا فعلا مجنونة ب"كاظم الساهر" وواحدة من عضوات جمعية "محبي كاظم" إذ إنه الفنان الوحيد الذي له رابطة نسائية تحمل اسمه، وتضيف: مهما تكلمت فلن أوفيه قدر حبي، فأنا لم أترك أي حفل له دون أن أحضره، وقد مر بجانبي أثناء إحدى الحفلات فلم أصدق واصطدمت بصديقتي وفقدت الوعي على الفور. وعن شعورها من معجبات كاظم تقول: أغار منهن جميعا وأتمنى أن أقتلهن عندما أكون في حفلاته، لأن كاظم لي وحدي فقط. حب مرضي ولا تختلف تلك المشاعر التي رصدناها في عيون "أميرة إسماعيل" 18 عاماً، طالبة بكلية الآداب، مجنونة "عمرو دياب" والتي تقول: إنها تجد كل كلمة من كلمات أغنياته تعبر عنها وكأنما وجه عمرو الكلمات إليها وحدها دون غيرها، فهي تجمع كل ألبوماته وتحفظ كل أغنياته فضلا عن الحفلات التي أقامها فهي تحفظ أيضا تواريخها وتصرخ قائلة: لقدكنت في قمة سعادتي حينما فاز بجائزة "ميوزيك أوورد" مرتين وتمنيت لوسافرت معه لحظة فوزه بها، مضيفة: إنها تجمع كل أخباره وصوره في غرفتها وبداخل كتبها، معربة عن خيبة أملها إن لم تتزوج شخصاً يشبهه. أما"محمد سعيد" 20 عاماً، طالب بكلية التجارة فيؤكد غرامه ب"محمد منير" وأغنياته التي يعشق من خلالها شكله وأداءه الذي يري أنه لا يضاهيه أي فنان، ولذلك فهو يقلده في تصفيف شعره وشكله قائلا: أنا مهووس به لدرجة أنني من كثرة تقليدي له استطعت التوصل إلى نبرة صوته في أداء أغنياته التي أؤديها لزملائي في الجامعة الأمر الذي أدي إلى دخولي المستشفى أكثر من مرة وضياع صوتي عدة مرات لأنني "أكثر محبيه في الدنيا". مجنون سندريلا "ولأنها رقيقة مثل فراشات الربيع" عبر هاني حتاتة، 20 عاماً، طالب بكلية التجارة عن عشقه للفنانة مني زكي، مؤكدا أن عشقه لها وصل لدرجة الجنون، ويحكي هاني قائلا: كنت في قمة حزني وقت زفافها، الذي حضرته مع صديقي أحد مساعدي مصور الفرح، الذي طلبت منه اصطحابي بحجة مساعدته، وقد كنت في غاية السعادة برغم تعاستي لزواجها وعلى الرغم من كونها أكبر مني إلا أنني أتمني انفصالها عن زوجها "أحمد حلمي" حتي أتمكن من الزواج منها، وسأبذل ما في وسعي لأقدم لها ما تريد. مهووس شيرين ودون تردد يؤكد أحمد سالم، 25 سنة، حبه الشديد للمطربة شيرين قائلا: بالرغم من أن البعض قد يراها أقل جمالا من مثيلاتها إلا أنني أعشق سمارها وشقاوتها ونبرة صوتها حيث تشعر أنها بنت بلد مصرية جدا، وقد شاهدت فيلمها الوحيد أكثر من 100 مرة. ويضيف: أنا أعرف رقم هاتفها وأتحدث إليها كمعجب وأخاف من مصارحتها بحبي، وأتمنى أن أصبح منتجاً كي أقوم بإنتاج الكثير من أفلامها وألبوماتها لتبقى البطلة الوحيدة دائما بلا منازع. عاشقو نجوم الكرة ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، فكما أن للساحرة المستديرة عشاقها، لنجومها أيضا مجانينهم وهذا ما يمكن أن ينطبق علي نيرمين شريف، 22 سنة، طالبة بكلية الهندسة التي عشقت حازم إمام لدرجة أنها أقدمت علي لعب كرة القدم، كما أنها تجمع كل صوره وحلقاته البرامجية في كل القنوات، وتقول: تمنيت أن أراه أو أصل إليه بالرغم من خوفي من ذلك لأنه قطعا لن يهتم بي وهذا سيتقتلني. اكتئاب المعجبين وعلي جانب آخر يؤكد خبراء النفس أسباب هذه الظاهرة التي امتدت منذ القدم بشراء مقتنيات من رحل من الفنانين ويدفعون أثماناً باهظة تصل إلي ملايين الدولارات. وعن ذلك يقول د. سمير عبد الفتاح، أستاذ علم النفس : إن التعلق بالمشاهير عرض مرضي، قد يتحول لمرض نفسي خطير، تبدأ المرحلة العارضة بالإعجاب وتقليد النجم في مظهره وحركاته، ثم يلي ذلك سعي المعجب المريض لمقابلته، وحين يفشل يصاب بالإحباط واليأس وينتابه الاكتئاب المفضي إلى هلاوس وعدم الرغبة في الحياة، وفي حالات أخرى يصل الأمر لإيذاء نفسه أو من حوله أو حتي إيذاء نجمه المفضل وعدم الرغبة في الحياة. ويضيف د.عبد الفتاح: إن العلاج في تلك الحالة يكون أكثر صعوبة في المرحلة الأولي، ولذا يجب التنبه من قبل الأسرة قبل وصول الفتي أو الفتاة إلي المرحلة العدوانية، فالتشخيص المبكر لهذه الحالة يساعد علي سرعة الشفاء. وينبه د. محمد غانم، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس إلى خطورة أن يهرب الأشخاص من عالمهم إلى عوالم أخرى يتجسد خلالها أشخاص آخرون يرونهم تحت الأضواء يبادلونهم المشاعر والأحاسيس وليس ذلك في الفن فحسب بل يهرب الكثير أيضا إلى كرة القدم باعتبارها المتنفس الوحيد لبعض الفئات ويشعرون أن نجومها يشاركونهم هذا الاحساس، وقد يلجأ هؤلاء إلى ذلك بدافع من الملل الذي يولده الفراغ خاصة لدي الشباب. ويشير د. غانم إلى أن المشاهير ذوي التأثير على بعض الأشخاص من صغار السن ممن ينبهرون بمكانتهم الاجتماعية ومستواهم الاقتصادي مما يولد افتتنانا ويثير دوافع الشخص للتعلق بالنجم المفضل وهذا الأمر يجب معالجته في حالاته الأولى قبل أن يستفحل بالضرر على صاحبه بمعالجة الأسباب الداعية له كملء الفراغ بالأنشطة المفيدة ومحاولة خلق علاقات إيجابية بالأصدقاء والمقربين، مؤكدا أن الإعجاب بالمشاهير أمر طبيعي لا خوف منه على سلوك الناس ولكن يجب ألا يتجاوز حدوداً معينة بما لا يحمد عقباه.