أو لتسجيل آرائهم السياسية والاجتماعية، أو للفضفضة، والذكريات والهواجس المكبوتة أو لتشجيع أحد الاندية الرياضية، أو تسجيل مقاطع من أغاني محببة لديهم، وأسوأ ما فيها أن تحتوي علي تعبيرات ورسوم جنسية فاضحة، ولم تترك الظاهرة مكاناً، فنحن نراها علي جدران المحلات وأسوار محطات المترو.. وفي حمامات المدارس والجامعات والمساجد. وتتنوع موضوعات الكتابة حسب بيئة الكاتب، فهي لاتقتصر علي بيئة أو شريحة اجتماعية معينة. عن الظاهرة.. وأسبابها.. ودوافع الشباب نحوها كان لنا هذا التحقيق. يقول فوزي فاروق طالب: نحن نحب الكتابة وأكتب لأنني احب الكتابة ولا اجد مجلة او جريدة تنشر ما اكتبه ولا اجد متنفساً للكتابة فيه إلا الجدار وكما يقال الجدران دفاتر المجانين ولا نجد من يقرأ إلا أنه في الفترة الأخيرة هناك من يقرأ الآن واعلم انه لن يستجيب أحد ولكن هي المتنفس لي والكتابة علي الجدار لغة عقلية ببحتة واكتب بلا خوف وكلها عبارات عن عواطف بهذه الطريقة واضاف الطاهرة تكشف عن خلل مجتمعي هو ان الاشخاص الذين يقومون بالكتابة علي الجدران وخصوصا في الحمامات العامة هم اشخاص يتميزون بالعداء لكل شيء مما يدفعهم لتجاوز القيم الاجتماعية المقبولة في الظلام وغياب ثقافة الحوار في مجتمعنا وغياب الثقة بالاخرين وغياب ثقافة الاهتمام بالمرافق العامة وهي انحراف عن السلوك السوي ولا شك ان الاهتمام بالمشكلات السلوكية للشباب من اهم واجبات المعلمين لأن المشكلات السلوكية علي اختلاف انواعها تعكس خللاً ما في اسلوب التربية المدرسية وهذا يعني عدم تحقيق الأهداف المرسومة للسياسة التعليمية وتحد من الاستفادة من الإمكانات التربوية والتعليمية المتاحة في المدرسة والتي تؤكد تربية النشء من احترام اموال الناس وممتلكاتهم ثم يقوم هو بإفسادها من خلال ما يكتبه علي تلك الجدران إما بذكر أسمائهم أو ألقابهم. وطالب د. جمال فاروق بالأخذ علي أيدي من يفعل هذه الأفعال سواء من قبل الوالدين او المدرسة او الجهات المسئولة حتي يكون ذلك ردعاً له وحتي تحفظ الحقوق ولا يتمادي اولئك الاشخاص فيما هو أشد من ذلك ومن الاسباب التي ادت الي انتشار الظاهرة استخدام الجدران للدعاية والاعلان من قبل بعض المرشحين والتباري بالالفاظ والتشاجر ونري من يكتب في الحمام للذكري الخالدة فأي ذكري هذه؟.. إن عدم اعطاء الشباب الفرصة للتعبير عن آرائهم ولو كانت خاطئة يجعل الجدران هي منفذهم الوحيد لتفريغ ما بداخلهم وهذه الاسباب لها نتائج تظهر في الاعتداء علي املاك الغير والمرافق العامة بدون وجه حق وكذلك المنظر غير الحضاري والذي يعطي صورة سيئة عن البلد واهلها وتشويه جدران وخدش للحياء. وتقول فاطمة مسعود هذه الظاهرة منتشرة بكثرة وهذا مؤسف بالتأكيد لانه يعكس بالدرجة الاولي عدم وعي وانخفاض المستوي الثقافي وعدم القدرة علي التعبير الفظي عما يدور بذهن كل منا خاصة عندما نريد الافصاح عن شيء ولا يتوافق وقيم الاسرة واخلاقياتها الاجتماعية واشعر بالمتعة من خلال قيامي بهذا العمل ولا تعنيني الاماكن العامة فأنا اينما اتواجد اكتب ولا احاول الاساءة لأحد بل تقتصر العبارات التي اكتبها علي الجدران لملء اوقات الفراغ والقضاء علي الملل لاظهار ولفت الانتباه. وعن اسباب هذه الظاهرة في مجتمعنا يري د. سيد صبحي استاذ علم النفس جامعة عين شمس ان اسباب هذه الظاهرة التي تتمثل في لجوء الشباب للكتابة علي الجدران هو التعبير عن حاجتهم وافكارهم وظروفهم الاجتماعية والنفسية والمادية مستخدمين لذلك اساليب عديدة وللأسف فقد باتت الكتابة علي الجدران من اهم وسائل التنفيس كذلك تلعب الخلافات بين الشباب المراهق دوراً في انتشار الظاهرة فكل طرف يعبر عن هذا الخلاف من خلال كتابة الشتائم والتشهير بالطرف الاخر وباصدقائه واحيانا تصل الي التشهير بالعائلات ويلجأ بعض الشباب للكتابة علي الجدران لاثبات ذاته وتخليد ذكري ولكنه في الحقيقة يعاني من حالة مرضية ازاء شعوره بالفشل في حياته وتؤكد الظاهرة غياب البدائل المناسبة لتعبير الشباب والعجز في ايجاد منافذ صحية للتعبير عما يجول في خواطرهم مما يدفعهم للكتابة لذا فلابد من الاهتمام بجميع الجوانب العقلية والانفعالية والاجتماعية لينشأ الفرد صالحا في نفسه مصلحا في مجتمعه يحافظ علي ممتلكاته الخاصة ولا يتعدي علي الممتلكات الخاصة وتحث علي احترام الحقوق العامة التي كفلها الاسلام وشرع حمايتها حفاظا علي الامن وتحقيقا للاستقرار كما تركز علي تربية المواطن ليكون لبنة صالحة في بناء امته ويشعر بالمسئولية لخدمة بلاده والدفاع عنها وتعد الظاهرة منحدرا ً سلوكياً سيئاً. ويؤكد د.جمال فاروق الاستاذ بجامعة الأزهر أن الظاهرة اصبحت امراً عادياً لا يستنكره الكثير لذلك بات من المهم البحث في هذه الاسباب ودراستها وايجاد الحلول وتلك الاسباب ربما انتقلت من شاب لآخر وعلي ضوء المعرفة يمكن معالجة هذه المشكلة التي باتت تؤرق اصحاب المنازل بل وتثير اشمئزاز المارين في الطريق بسبب تشويهها للمنازل والمدارس والجامعات والمؤسسات والطرقات ووسائل المواصلات وليعلم كل شاب قام بالكتابة انه لايجوز شرعاً الاعتداء علي املاك الغير سواء كان بكتابة او تخريب او غيرها لان اموالهم محترمة ومحفوظة بحفظ الشرع ورسولنا (صلي الله عليه وسلم) يقول "لاضرر ولا ضرار"، فالكتابة علي الجدران إضرار مادي ونفسي بالآخرين، وهذا يدخل في إطار الحديث الشريف.. فيجب أن نعمل علي توعية هؤلاء الشباب حتي يقلعوا عن هذا الأمر المفسد للجمال.