الأمر الذي يحرم جمهور الفن العريض من مطالعة حقه الأصيل في متابعة آخر المستجدات الفنية وأحوال الفنانين العديد من التساؤلات تفرض نفسها لتفسير هذه الأزمة بين الفن والإعلام.. فهل هناك أزمة ثقة باتت تشوب العلاقة بين الفن والإعلام؟ يفسر الناقد السينمائي فوزي سليمان هذه الظاهرة من خلال أنها تتوقف علي خيارين فقد يكون الفنان مشبعا بنشر الكثير من أخباره الفنية أو قد يتخذ موقفا من وسائل الإعلام بعد انتقادها له مشيرا إلي أن علي الفنان أن يتقبل روح النقد بروح جيدة دون الافتعال كما أنه له حق الرد موضحا أيضا أن العلاقة بين الصحافة والفنان علاقة قائمة علي الود لا علي التحريض والاهانة ومن هنا يجب أن تراعي الصحف النقد البناء الذي يرفع مستوي الفكر لدي القارئ ويدعم الثقة بين الإعلام والفنان مؤكدا أن هذا النقد يجب أن يبني علي قواعد إيجابية ويستطرد قائلا : يجب الامعان في كل ما تنشره الصحف ومراعاة الدقة والصحة فيه والموضوعية مستشهدا في ذلك بالشائعة التي أثارتها إحدي الصحف حول نور الشريف التي اتسمت بالسلبية التي فاقمت هذه الأزمة بين الفن والإعلام. وتقول الفنانة سوسن بدر: من الضروري أن يعرف الجمهور آخر الأخبار الفنية ومن ثم لابد أن يكون الحدث ملائما لتناوله فمن غير المقبول ما تقوم به بعض الصحف من "فبركة" الأخبار التي لا تحمل معني أو رسالة وإنما تنشر فقط للتشهير بالفنان وتؤكد أن الأصلح للفنان في هذه الحالة أن يصمت. ويقول الفنان محمود الجندي إن أزمة الثقة المتولدة حاليا سببها ضعف محاولات البعض البحث عن طرح صحفي يفيد القارئ وعجزهم عن تناول الموضوعات بإيجابية مما يكون له أثر نفسي في نفوس الفنانين يؤثر في نظرة الفنان للإعلام ويضيف أنه يتجنب بقدر الامكان التعامل مع الصحفيين لعدم الثقة المنتشرة في الوسط. بينما يري الفنان سعيد صالح أنه في حالة عدم وجود أخبار تتعلق بالفنان فما الداعي لظهور الفنان علي صفحات الجرائد والمجلات ويضيف أن هدف الفنان من الابتعاد عن عيون الكاميرا هو الحفاظ علي أسرته لا لأنه كسب قدر نجومية أكبر مما قد يضفيه عليه الإعلام فهذا خطأ فادح. وتقول الفنانة عايدة عبد العزيز إنها لا تسعي وراء الكاميرات مفسحة المجال للنجوم الجدد ممن لهم الأولوية في الظهور بشكل مكثف يساعدهم في بداية مشوارهم الفني وتضيف أنه لا فائدة من تواجد الفنان بكثرة علي الشاشات من خلال المقابلات الأمر الذي قد يضعف نجوميته. بينما يخالف ذلك الرأي الفنان أحمد زاهر الذي يؤكد حبه للصحافة ويقول إنها غاية في الأهمية في توطيد العلاقة بين الفنان والجمهور ولا يمثل انقطاعه الفترة السابقة عن الصحافة أثناء مرضه هروبا وإنما اتفق مع زوجته بأن تدلي بأحاديث عنه ردا علي اتهام الجمهور له بالتقصير والتهاون في عمله ومن ثم كانت الصحافة وسيلة توضح المفاهيم. ويستطرد قائلا: إن كل مهنة بها الرديء والجيد من ثم كانت الفئة القليلة في الصحافة التي من شأنها عدم مراعاة الحقائق هي التي خلقت أزمة الثقة بين الفن والإعلام. ويشاركه الفنان الشاب أحمد سعيد عبد الغني الرأي قائلا إن الصحافة تغذي الفنان لكنه يفضل عدم الاكثار الأحاديث الصحفية والظهور المكرر علي الشاشات إلا إذا تطلب الأمر ويضيف أنه أجري العديد من الأحاديث الصحفية مؤكدا أنه لم يحدث أي اهتزاز للثقة بينه وبين الصحافة فهي مسيرة فنية وإعلامية قوامها الموضوعية فالفن والإعلام وجهان لعملة واحدة.