يتوجه معظم أفراد الشعب إلى أطباء مختلف التخصصات، حاملين آلامهم لعلهم يجدون عندهم العلاج الشافي.. وفي أحيان كثيرة يعودون بخفي حنين حتى يتملك اليأس منهم.. ووسط ظلام الأمراض سمع المصريون منذ فترة قصيرة عن العلاج ب"لبن وبول الإبل"، ورغم أنه أثار دهشة الكثيرين إلا أنهم لم يملكوا سوى أن يجربوا هذا العلاج الموجود في مزارع بعينها، منها الكائنة بمدينة الضبعة في وديان مطروح التي يتوافد على مزارع الجمال فيها المصريون والأجانب. في مدينة الضبعة التابعة لمحافظة مطروح التقينا بمعالجين ببول ولبن الإبل لكشف كيفية علاج الأمراض المستعصية.. البداية كانت عند العراب الشيخ عبد الله السمالوسي صاحب مزرعة جمال فقال: إن العلاج ببول ولبن الإبل مذكور في القرآن، ودخل علينا في العرب بالصدفة عندما كان أحد أبنائنا في السعودية مصابًا بالمرض، وتم علاجه ببول الإبل إلى أن شفي فحضر وأخبرنا، فبدأنا مشوار العلاج ببول ولبن الإبل دون مقابل حتى زاد الإقبال علينا، فجعلنا الوجبة بأجر رمزي6 جنيهات لراعي الإبل، وتتكون الوجبة من كوب لبن ونصف كوب من البول يتناولها المصاب على الريق مرتين في اليوم، الأولى في الساعة السادسة صباحًا والأخرى في الساعة السادسة مساءً، فكورس العلاج كل 12ساعة مع ضرورة الحفاظ على المواعيد. وأوضح الشيخ السمالوسي، أنه عندما يحضر المريض يكون معه أوراق وتحاليل تؤكد مرضه، وبناء عليه يتم تحديد العلاج وتكثيفه. وتستغرق مدة العلاج من 30 إلى 42 يومًا بعدها يجد المريض نفسه قد شفي تمامًا أو تعافى من المرض بنسبة كبيرة، لافتًا إلى وجود بعض الحالات المتأخرة التي يصعب علاجها تأتي للعلاج بناء على نصائح الأطباء. كما أنه يسهل علاج الحالات التي تكون في حديثة المرض بينما في الحالات المستعصية تقل نسبة الشفاء، مشيرًا إلى أن لبن وبول الإبل يزيدان مناعة الجسم، وشرح الشيخ طريقة تعبئة البول من الجمل، قائلًا: نترك الجمل يجول في الصحراء مسافة ما تقرب من 4 كيلو مترات ليتناول طعامه، وعندما يحضر ندخله الحظيرة، ثم نربت على ظهره فيقوم بالتبول في أوعية بلاستيكية يشربها المصاب، وبعدها نقوم بحلب اللبن من الجمال ليتناول المريض الكوب مباشرة دون غليانه حتى لا يفقد فائدته . وأكد أنا لست معالجًا ولكن أعطي لهم طعامًا ربانيًا، لافتًا إلى أن أغلب المترددين للعلاج من أبناء محافظات الدلتا؛ بسبب وجود أكبر نسبة تليف كبدي هناك، نتيجة تناول مياه الشرب المخلوطة بمياه الصرف الصحي، بينما يأتي الأجانب من دول متعددة مثل روسيا والشيشان. وأوضح أن بول الإبل مسكن قوي للأسنان ومقوي للثة، وكذلك السيدات يستعملنه لإطالة الشعر؛ لأنه يحتوي على البوتاسيوم والبروتينات الزلالية وكميات قليلة من حامض البوريك والصوديوم، مشددًا أن نجاح العلاج يستلزم أن تكون المزرعة في مكان مفتوح. والتقينا بعدد من المرضى أولهم يدعى أحمد رجب من القناطر الخيرية المصاب بفيروس "سي"، وفشل الأطباء في علاجه حتى تدهورت حالته الصحية، فذهب للعلاج بمنتجات الإبل فتحسنت حالته. والتقطت الحاجة زينات طرف الحديث لتقول: إنها سمعت من أحد أقاربها بالعلاج الجديد، وأنها رفضت في بادئ الأمر، ثم وافقت بعدما فشل الأطباء في علاجها، فحضرت من بورسعيد مع زوجها وأولادها لتتناول جرعات البول واللبن طازجة في ميعادها. بينما أكد أبو يحيى من أذربيجان أنه وزوجته وأولاده يأتون إلى هنا بصفة يومية للعلاج من الأمراض التي تلاحقهم، وأغرب ما لاحظناه ونحن في الضبعة أن المرضى كانوا عندما يرون الإبل عائدة من الصحراء يهجمون عليها للاصطفاف في الدور من أجل الحصول على وجبة تشفيهم من الفيروسات الوبائية التي أصبحت تهدد حياة الملايين من المصريين.