عقد اتحاد كتاب مصر اجتماعاً طارئاً لتحديد موقفه من «الإعلان الدستوري» الذي أصدره الرئيس المصري أخيراً ومنح فيه نفسه سلطات مطلقة. ورغم أهمية الموضوع، فإن المشاركين في الاجتماع لم يتجاوز عددهم خمسين شخصاً من بين ألفي عضو في الاتحاد. شهد الاجتماع انقساماً بين المشاركين، فبينما ذهب البعض إلى تأييد «الإعلان الدستوري» وتحميل النخبة المثقفة مسؤولية تردي أوضاع البلد، ذهب آخرون إلى ضرورة اتخاذ أن يتخذ الاتحاد قرارات حاسمة ووضع جدول زمني للالتزام بها والمطالبة بخلع الرئيس محمد مرسي في حال عدم تراجعه عن قراراته الأخيرة وتحميله مسؤولية تقسيم البلاد ودفعها نحو حرب أهلية. الروائي بهاء طاهر أبدى دهشته من الهجوم على النخبة المثقفة، واعتبره جلداً للذات. واستطرد قائلاً: «ليس صحيحاً ما يروجه البعض من أن النخبة المصرية قلة لا تعبر إلا عن نفسها، وأن صوتها من الضعف بحيث لا يمثل الأغلبية. النخبة في مصر، ومنذ أيام محمد عبده وطه حسين كانت قلة، لكنها القلة الطليعية التي لا تسير بمحاذاة المجتمع بل تتقدمه بخطوة أو خطوتين ليكتشف لاحقاً أنها كانت على حق». وأكد صاحب رواية «خالتي صفية والدير» رفضه الإعلان الدستوري، لأنه «يفتقد أبسط قواعد المنطق وينافي الأعراف الدستورية كافة». ورأى الكاتب أحمد مرسي أن المثقفين «مطالبون باتخاذ موقف موحد إزاء هذا الإعلان اللادستوري، حتى نتمكن من مواجهة هؤلاء الذين تصوروا أن مستقبل مصر أصبح بين أيديهم وأنهم قادرون على تحويل الهوية المصرية في اتجاه لا نريده ولا نقبله». واعتبر سكرتير عام الاتحاد صلاح الراوي أن مصر «اختطفت لصالح الإخوان»، مشيراً إلى أن هذا الإعلان الدستوري يخلق ديكتاتوراً ويُدخل البلد في متاهة». وقال رئيس الاتحاد محمد سلماوي: «هذا الإعلان غير الدستوري والذي يتعارض مع الأسس الديموقراطية وبما يتضمنه من صلاحيات حولت الحاكم إلى حاكم بأمر الله بعد تركيز السلطة في يده وتحصين القرارات التي اتخذها في السابق والتي سيتخذها في المستقبل، ما يعني أننا بصدد دولة دينية السلطة فيها مطلقة وغير قابلة للمراجعة وينبئ بأننا مقبلون على مرحلة خطيرة تُقمع فيها الحريات وتتخذ خلالها قرارات استثنائية وغير قانونية للبطش بالمعارضين، الأمر الذي سيترتب عليه وجود مقاومة غير سلمية وصراع تسيل فيها الكثير من الدماء». وفي إشارة لمواقف بعض المثقفين المؤيدة للإعلان الدستوري الأخير قال سلماوي: «هؤلاء ليس لديهم مبرر عقلاني واحد يدفعهم للتأييد. دافعهم الوحيد هو التزام عقائدي تجاه جماعة ينتمون إليها».