القوة الإقليمية التركية البازغة في قالبها وصورتها الجديدة والمتوسط الذي يظل المناطق الأشد سخونة في العالم في الشام ونطاق الشرق الأوسط بأكمله• ومجال الحديث اليوم عن الظهور الأبرز في الوقت المعاصر لتركيا والدور الهام التي ظهرت به عبر سياستها داخلياً وخارجياً• ومن المعروف أن تركيا مثالا بارزا وعمليا للعلمانية التي أرسي قواعدها أبو الأتراك أي كمال أتاتورك مؤسس تركيا العلمانية الحديثة وهي السياسة التي تنطبق في شتي مجالات المجتمع التركي الذي يفصل تماماً بين الشأن السياسي والديني رغم أن استانبول أو الاستانة كانت العاصمة الكبري للخلافة التي آلت للعثمانيين• ومن الثابت أيضاً أن لتركيا تاريخها وملفها الإسلامي الزاخر بالانجازات الدينية والثقافية التي تراها في شتي الأماكن والمنشآت التاريخية التركية التي هي قبلة للدراسين والمهتمين بشأن تاريخ الإسلام وبين العلمانية التاريخ الثري بالتأثير التركي الذي امتداد إلي آسيا شرقاً وأوروباً شمالاً وأفريقيا جنوباً عبر القرون الفائته إلا أنه علي ما يقرب من قرن من الزمان ركزت السياسة الخارجية التركية علي تقريرالهوية لتركيا خروجاً علي نمط ماضيها العثماني الذي إمتد منذ أواخر القرن الثالث عشر وحتي مطلع القرن العشرين وسعت جاهزة لتوطيد علاقتها الاستراتيجية مع القوي الغربية من خلال عضويتها في حلف شمال الأطلنطي منذ عام 2591 وسعيها الدؤوب وإن كان هو أن جذوته للانضمام إلي الاتحاد الأوروبي انتهاء بتطوير تحالف إستراتيجي مع اسرائيل منذ عام 6991 في ظل خمول قام من الأيادي العربية التي كان عليها أن تحتضن الجسد التركي لتزيد وتعزز من قواها الاقليمية والحديث يدور هنا عن التطور الهائل للدور الإقليمي التركي والذي لاشك له أثره في استقرار المنطقة وقد تمثل هذا في فاعلية السياسة الخارجية التركية في عدد من القضايا في المنطقة منها محاولات الوساطة بين اسرائيل وسوريا وإبداء أنقرة الاستعداد للمساهمة في تسوية قضية الملف النووي الإيراني والوساطة بين تل أبيب وكل من بيروت والفلسطينين من جانب آخر بالإضافة إلي جمهور تركيا لتعزيز التعاون والشراكة مع محيطها الإقليمي الواسع علي غرار مشاركة وزير الخارجية التركي علي باباجان في إجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الذي يعد خطوة نحو الشراكة والتفاهم بين الطرفين كذلك استضافة إستانبول لأول قمة تركية أفريقية بحضور ثلاث وخمسين من رؤساء الدول والحكومات لدول القارة الأفريقية إلي جانب أمين جامعة الدول العربية بهدف تعزيز الشراكة التركية الأفريقية وحشد الدعم الأفريقي لحصول تركيا لي معقد غير دائم في مجلس الأمن الدولي لعامي 9002 0102 ايضاً استضافة تركيا اجتماع منظمة المؤتمر الإسلامي في الاسبوع الماضي• يعزو البعض أن تنامي هذا الدور يأتي من واقع عدم جدوي محاولات الانضمام إلي الاتحاد الأوروبي أو التقارب مع الغرب بعد إدراك أهمية اللحمة والهوية العربية والإسلامية وهذا قد يبدو لحد ما غير منطقي لأنه يخفي حقيقة وواقعاً هاماً حين الحكم علي قضية ما لابد من قراءة التاريخ والواقع ويقول الواقع إن تولي حزب العدالة والتنمية في شكل ومفهوم الحديث السلطة يعد الخطوة الهامة النقطة المفصلية في السياسة التركية داخلية كانت أم خارجية فلايمكن إغفال قرار تركيا برفض نشر قوات أمريكية في أراضيها إبان غزو العراق عام 3002 أي بعد عام من تولي الحزب السلطة ومقاليد الحكم هذا فضلا عن مشاركة تركيا في مؤتمر أنابوليس للسلام نهاية عام 7002• هذه بعض ملامح التطور الهائل والإيجابي للسياسة الخارجية التركية هذا فضلاً عن التحويلات الديمقراطية التي يشهدها الداخل التركي إضافة إلي الطفرة الاقتصادية التي جعلت تركيا من الدول الهامة في الصادرات لجميع جيرانها ولعل إن شاهدت حركة الشارع التركي لتفهمت كم النشاط والحياة التي تدب في أرجاء المجتمع التركي منذ الساعات الأولي للصباح وحتي المساء فلا يمكن ألا تترك زيارة واحدة لأي من المدن التركية بصمات وذكريات يصعب نسياتها تركيا باتت من أهم اللاعبين في المنطقة وسياستها العاقلة كانت سبباً في القول بأنها تلعب دوراً لا يغفل في استقرارها•