تدخل قضية تجارة و تعاطى المخدرات و إدمانها ضمن قضايا أمن المجتمع ، و يرجع ذلك بسبب السلوك المضاد للمجتمع من جانب الفاعلين الأجتماعيين سواء للمتاجرين والمتعاطين للمخدرات والجرائم المرتبطة بها ومواقف العنف و مظاهر البلطجة المتربطة بها على المستوى الإجتماعى و جرائم غسيل الأموال القذرة على المستوى الأقتصادى و الأنحطاط القيمى على المستوى الأخلاقى . وعندما حذرت النائبة مارجريت عازر والنائب فتحى عبده من أنتشار ظاهرة تجارة المخدرات والحبوب المخدرة بشكل رهيب فى الشارع المصرى والتى وصلت تجارتها غير المشروعة إلى 23 مليار جنيه. وأكدت فى سؤالها الموجه إلى وزير الداخلية ضرورة مواجهة هذه الكارثة المجتمعية التى تؤثر على مستقبل شباب مصر بشكل خطير الأمر الذى يؤدى إلى انحراف الكثير من الشباب وعدم السيطرة عليهم فى الوقت الحالى لسرعة الربح المادى من هذه التجارة نظراً لكثرة البطالة فى مصر فى الوقت الحالى وفى ظل أنتشار أعمال البلطجة وخصوصاً فى المناطق العشوائية ووصول هذه الكارثة إلى الجامعات والمدارس. و قال المسئول الأول عن الأمن فى مصر اللواء «محمد إبراهيم» وزير الداخلية أن هناك مخطط دولى لإغراق البلاد بالمخدرات عبر المنافد البرية والبحرية ، تبعها بأيام معدودة تحذير الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات من أستغلال تجار « الكيف » لحالة الضعف التى تعانى منها الأجهزة الأمنية بعد الثورة لزيادة نشاطهم، مؤكدة رواج أعمال مافيا المخدرات بشكل ملحوظ ، فى الآونة الأخيرة. و منذ أيام قليلة تمكنت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية من توجيه عدة ضربات ناجحة ضد تجار المواد المخدرة حيث تمكنت من ضبط21 مليونا و730 ألف قرص مخدر بميناءي الاسكندرية وبورسعيد قبل ترويجها علي أوكار بيع تلك العقاقير .التي تؤثر علي حياة متناوليها كما تم ضبط المتهمون في الواقعة وقد أمر اللواء طارق اسماعيل مدير الادارة العامة لمكافحة المخدرات بإحالة المتهمين الي النيابة العامة التي باشرت التحقيقات وقد أشاد وزير الداخلية بجهود ضباط المكافحة في احباط محاولات العناصر الاجرامية بإدخال السموم الي الشارع المصري. و تم أحباط محاولة شركة استيراد وتصدير كائنة بالاسكندرية بجلب كميات كبيرة من الأقراص المخدرة وذلك عن طريق اخفائها ضمن مشمول رسالة( قطع غيار إطارات) قادمة من دولة الهند وبعد تقنين الاجراءات وبالتنسيق مع مصلحة الجمارك لفحص مشمول الرسالة تشكلت لجنة أسفرت جهودها عن ضبط كميات كبيرة من الأقراص المخدرة المؤثرة علي الحالة النفسية والعصبية بلغ إجمالي عددها 5 ملايين و820 ألف قرص مخدر، ومن ناحية أخري تمكنت الادارة العامة لمكافحة المخدرات بمنطقة بورسعيد والسويس من ضبط15 مليون و910 آلاف قرص مخدر داخل حاوية بميناء بورسعيد البحري مقبلة من الهند أيضا. وهنا سؤال هام .. لماذا جاءت تلك الحاويات المحملة بالسموم البيضاء إلى مصر من الهند على وجه التحديد ؟! . و ذلك بسبب وجود مدينة ضخمة و لديها ميناء عملاق على الساحل الغربى للهند ، هى مدينة بومباى ، حيث كانت و لاتزال مركز رئيس لتهريب الأفيون للصين فى فترة ما قبل الأستعمار البريطانى للهند . وقد عمل بتجارة المخدرات فى الهند أنذاك حوالى 116 تاجراً ، وشركة محلية ، بالإضافة إلى ميناء بومباى المرتبط بتهريب المخدرات ، كان هناك ميناء كراتشى فى الباكستان حالياً . و لقد أدى التراكم المبدئى للأرباح الناتج عن تهريب الأفيون ، قد حول طبقة التجار بوسط وغرب الهند إلى طبقة رأسمالية . وقد أفسحت المنافسة بين الإنجليز و تجار المخدرات الهنود الطريق أمام المشاركة والوفاق . وأقيم فى بومباى فرع من الفروع الثلاثة الأولى لبنك هونج كونج فى الهند و التى خصصت لتمويل الأفيون إلى الصين . و قد أدى نمو بومباى كعاصمة مالية للهند إلى توسيع المجال أمام عصابات الإجرام المنظم فى المدينة . و تعتبر جماعات الجريمة المنظمة أحد أمور الحياة العادية فى بومباى ، و قد وجدت تلك الجماعات أن المخدرات هى التجارة المناسبة لها بسبب أرباحها الضخمة . وهناك عدة شخصيات هندية معروفة بإشتراكها فى أعمال التهريب على نطاق واسع فى الهند ، وهى " كريم لالا " و " و إقبال ميرشى " و " جوربوكس ألياس سام بيريانى " . تلك الشخصيات الممارسة لسلوك أجتماعى مضاد للمجتمع – تجارة المخدرات – مرتبطة بشبكة دولية تشرف على هذة التجارة غير المشروعة . و يدخل معظمهم فى أعمال تجارية مشروعة بالدول المتقدمة و النامية . و تتصف هذة العاصابات بتركيبها الداخلى المحكم ، وأستبعاد أى أفراد جدد ما لم يكن لهم معارف فى هذا المجال . و تعتبر التوصية الشخصية ضرورية لدخول ذلك المجال كموزع مخدرات بالشوارع . و ساعدت المتغيرات الجغرافية و السياسية فى الدول المجاورة للهند ، عبر نمو تجارة المخدرات ، و جعلت من الهند منطقة عبور هامة . بالإضافة إلى الأقاليم المضطربه سياسياَ ، وعلى الأخص ، تلك القريبة من مينانمار ، وباكستان و أفغانستان و إيران ، على تسهيل تجارة المخدرات من خلال الحدود شبة المفتوحة . وأخذت نزعة المعارضة السياسية الدولية مظهراً عسكرياً فى مناطق البنجاب و كشمير و غيرها . و تتم عملية نقل المخدرات إلى الهند ، سواء المخصصة للتصدير أو للأستهلاك المحلى ، عن طريق البر و البحر و الجو . و تعتبر مناطق الحدود الهندية سهلة النفاذ بالنسبة للنقل البرى . و نظراً للطبيعة القاسية ، ونقص سبل الراحة يتم الإستعانة بالناقلين المطيعين المعروفين باسم " البغال البشرية " و الذين يسهل العثور عليهم . و يستخدم النقل الجوى لنفس الأغراض التى تستخدم فيها " البغال البشرية " ، و حيث يتعرض هؤلاء البغال إلى مخاطر صعبة . حيث يموت بعضهم خلال محاولات تهريب المخدرات فى جسدة . وحتى يمكن تجنب الحوادث المميتة ، يتوخى هؤلاء الناقلون للمخدرات فى أجسامهم الحرص الشديد لفترات الطيران ، كما يتجنبون إستخدام المراحيض . و قد أعتقل عام 1998م ، عدداً من الناقلين المرتبطين بشبكة دولية لتجارة المخدرات ، تضم ستة وعشرون شخصاَ من نيجيريا و سبعة وعشر من نيبال و المملكة المتحدة و أثنى عشر فرداً من سيريلانكا . و تستخدم وسائل النقل الجوية و البحرية و البرية فى هذة التجارة ، و غالباً ما يحدث التهريب بمساعدة طاقم الطائرة . ففى عام 1997 م أعتقل أحد الطيارين ، والذى أحتوت حقيبتة على الهروين المخبأ فى جيب سرى . وحسب مصادر سلطات الجمارك الهندية ، هناك شبكة جيدة التنظيم بين العاملين فى شركة الطيران الهندية. و قد ذكر أن هذة الشبكة تتدخل فى تعيين أفراد الطاقم ، وعلى ذلك ، يمكنها وضع هؤلاء الأفراد فى المناطق الحساسة من عمليات النقل الجوى . وقد القى حادث أحتجاز طائرة شركة الطيران الهندية فى لاجوس ، والتى لم تغادر إجتماع رئيس وزراء الهند مع الرئيس النيجيرى فى إجتماع رؤساء حكومات الكومنولث بكندا ، ألقى بظلالة على العلاقات بين البلدبن . الم يكن اللواء «محمد إبراهيم» وزير الداخلية محقا عندما ذكر أن هناك مخطط دولى لإغراق البلاد بالمخدرات ، أليست تلك هى مضاهر حرب تجارة المخدرات الدولية على شباب و إقتصاد وشعب مصر .