حذر د.مايك هابجود - الخبير في شؤون مناخ الفضاء في مختبر "رذرفورد أبليتون" البريطاني- من أن عاصفة شمسية وشيكة ستؤدي إلى إغراق معظم دول العالم في ظلام دامس، وستكون لها تداعيات سلبية على الاقتصاد العالمي. ونقلت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" عن هابجود، الذي يدرس ظواهر النظام الشمسي، أنه "سبق أن شهد العالم عواصف شمسية هائلة، وثمة عاصفة شمسية جديدة على وشك الحدوث". وأشار هابجود إلى أنه "بالرغم من أن المعدات الإلكترونية والأقمار الصناعية قد صممت لتحمّل مثل هذه الظروف المناخية، إلا أن العالم ما زال غير مستعد لتحمل التبعات المحتملة لهذه العواصف الشمسية المدمرة". وأوضح أن اشتداد الحقل المغناطيسي لهذه العاصفة إلى مستوى عالٍ سيؤدي إلى تعطل الشبكات الكهربائية في معظم دول العالم. كما لفت إلى أن شبكة الكهرباء في مقاطعة كيبيك الكندية سبق أن تعطلت بسبب عاصفة شمسية ضربت الكرة الأرضية في العام 1989، إلا أن العاصفة المرتقبة قد تدمر المحولات الكهربائية، ما يزيد من صعوبة استعادة التيار الكهربائي. وقال هابجود إن العاصفة الشمسية ستؤثر أيضاً على الأقمار الاصطناعية والرحلات الجوية والاتصالات وشبكات الهاتف الخلوي والعمليات المالية وغيرها. وأكد أن هذه العاصفة الشمسية ستتسبب بكوارث مدمّرة على الاقتصاد العالمي، خاصة أن العالم يعتمد بشكل كبير على الكهرباء في التعاملات المالية، فضلاً عن أهمية الكهرباء في عمليات ضخّ المياه وشبكات الصرف الصحي. فيما يشير د. لويس لانريروتي - الخبيربمعهد نيوجرسي للتقنية- إلى أن الشمس نجم يمر بدورة نشاط كل 11 أو 13 عاماً لذلك لا يمكن تحديد الفترة التي ستتعرض لها الأرض للعواصف الشمسية بدقة لكن مستوى النشاط الشمسي الحالي فيه الكثير من البقع الشمسية الناتجة عن المجال المغناطيسي حول الشمس والذي يؤدي إلى تقلبات فيها ما يدفعها للاقتراب من الأرض. وأوضح لانريروتي أن هناك مخاوف من أن تؤدي الموجة الكهرومغناطيسية - المتولدة عن ألسنة العواصف الشمسية - إلى الإطاحة بأنظمة الاتصالات بكل أنواعها؛ بسبب تكهرب الأجواء الفضائية بالإضافة لانقطاع عام وعالمي في شبكات الكهرباء. وأضاف دانيال بيكر - عالم الفضاء من جامعة كولورادو - أن الضرر الأكبر من العواصف الشمسية سيلحق بمولدات الطاقة وخاصة الطاقة الكهربائية، إذ ان العاصفة الشمسية الكبيرة قد تؤدي إلى انقطاع الكهرباء عن العالم مدة أسابيع أو حتى أشهر. يُذكر أن العلماء يتوقعون أن تصل العواصف الشمسية إلى مجال الكرة الأرضية بين عامي 2012 و2013، وفي هذا الإطار يتخوف البعض من كارثة محتملة بأن تعيد هذه العواصف عصرنا الإلكتروني إلى العصر الحجري بسبب اعتماد العالم على الأجهزة الإلكترونية في الحياة اليومية.