سادت حالة من الغضب في محافظة شمال سيناء المصرية بسبب اتهام وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي لأبناء سيناء بإدخال عناصر من حماس وحزب الله إلي مصر عبر الأنفاق، ووسط موجة غضب عارمة سادت جميع مراكز ومدن محافظة شمال سيناء طالب الأهالي بالقصاص من حبيب العادلي، مؤكدين أنه تعمد الكذب والإساءة لأبناء سيناء وتشويه صورتهم، وأن أهالي سيناء لم يسلموا من شرور العادلي، حتي وهو داخل السجن، حيث اتهمهم زورا بأنهم أدخلوا عناصر من حركة المقاومة الإسلامية حماس وحزب الله اللبناني إلي الأراضي المصرية عبر الأنفاق، لإشاعة الفوضي في مصر وفتح السجون وتهريب السجناء الفلسطينيين واللبنانيين. وأكد أهالي سيناء أن وطنيتهم وغيرتهم علي بلدهم من القيام بتلك الأعمال التي نسبها لهم العادلي الذي يحاول أن يهرب من جريمته التي ارتكبها بحق ثوار يناير الذين سحقهم ودهسهم تحت مدرعات الشرطة، ويحاول أن يفلت من عقابه وأن يرمي بتلك التهم في اتجاه الآخرين، في محاولة فاشلة منه لإثارة فتنة جديدة بين أهالي سيناء وباقي الشعب المصري، للانتقام من أهالي سيناء وجعلها منطقة معزولة عن المجتمع الصري. الشيخ عبد الله جهامة رئيس جمعية مجاهدي سيناء وعضو مجلس الشعب يقول إن القوات المسلحة وأجهزة الأمن القومي تعلم جيدا الدور الوطني لأبناء سيناء في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، فهم الذين يحمون حدود مصر الشرقية، وسيظل أبناء سيناءإلي يوم الدين حراس الجبهة الشرقية، مشيرا إلي أن ملفات المخابرات تحتوي علي أسماء الآلاف من أبناء سيناءمن المجاهدين والمقاتلين، وبرغم ذلك فقد ظل حبيب العادلي لأكثر من عشر سنوات يلفق الاتهامات لأبناء سيناء طوال فترة توليه منصب وزير الداخلية وزج بأكثر من عشرة آلاف من شباب سيناء داخل السجون دون أي تهم، وها هو في قفص الاتهام يثبت ظلمه مرة أخري لأبناء سيناء. وأشار جهامه إلي أن أول شهيد في أحداث ثورة 25 يناير كان من أبناء سيناء وهو "محمد عاطف" بمدينة الشيخ زويد فكيفنساعد في قتل أبنائنا الثوار وإن تل كالحيل الواهية ما هي إلا تضليل للعدالة. وأكد عبد الله جهامة أن أهالي سيناء هم أكثر المواطنين الذين اتهموا اتهامات باطلة سنوات طويلة ماضية، وما زال أبناء سيناءقابعين في السجون دون وجه حق وأن هذه الاتهامات باطلة شكلا وموضوعا، موضحا أن أبناء سيناء عانوا لسنوات طويلة من إهمال النظام السابق المتعمد والتهميش المستمر وتوقف العديد من المشروعات التنموية بأرضها. وكشف جهامة أن النظام السابق تعمد تهميش أهالي سيناء، وإهمال التنمية في تلك المنطقة المهمة بالنسبة لأمن مصر القومي، وذلك مجاملة لإسرائيل التي ترد أن تبقي سيناء مهجورة من السكان حتي لا تكون حصنا منيعا لأمن مصر القومي، وقد كان حبيب العادلي يكن كل كراهية وحقد لأهالي سيناء دون أي مبرر، وقد زادت حدة هذه الكراهية في أعقاب تجيرات شرم الشيخ ودهب عام 2005 التي سقطت فيها عدد من السياح الإسرائيليين، فلم يجد العادلي سوي أبناء سيناء للانتقام منهم وتلفيق التهم لهم علي خلفية هذا الحادث، ليبين لإسرائيلي أنه يعمل علي قدم وساق من أجل تأمين السياح الإسرائيليين، وقد دفع أهالي سيناء ثمن ذلك، حيث شرد العادلي آلاف الأسر في الجبال والوديان هربا من بطشه. أما الشيخ حسن خلف كبير مجاهدي سيناء فيقول: إن محاولات حبيب العادلي لتخوين أهالي سيناء تعد تهديدا للأمن القومي المصري، حيث إنه يشعل فتنة بينهم وبين أهل الوادي أي أبناء المحافظات الأخري، وهو مخطط يستهدف شق صف النسيج المصري، كما حدث في مؤامرة بورسعيد. وأكد الشيخ حسن أن أهل سيناء مشهود لهم بدورهم الوطني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، ولا يصح ولا يمكن التشكيك في وطنية وانتماء قبائل سيناء التي تتوارث أجيالها بكل الفخر والحماس قصص البطولات والتضحيات التي قام بها الأجداد. ويؤكد حسني محمد القمبز المحامي أن العادلي ونظامه الأمني بث الذعر في نفوس مواطني سيناء عبر تلفيق المئات من القضايا. وأشار حسني القمبز المحامي إلي أنه تقدم ببلاغ للنائب العام ضد حبيب العادلي للتحقيق معه في محاولاته المستمرة لتشويه صورة أهالي سيناء، معتبرا أن ذلك يصب في مصلحة إسرائيل في المقام الأول التي تسعي إلي إشعال الفتن والمؤامرات علي حدود مصر مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما طالب القمبيز بالتحقيق مع العادلي أيضا بخصوص مشاركته في المخطط الإسرائيلي لمؤتمر هرتزليه عام 2004، والمسمي بترتيب الأوضاع الجغرافية، وما فعله من خطوات افترائية علي أبناء سيناء بإلصاق التهم بهم مثل القضية رقم 867 لسنة 2005 المعروفة بتفجيرات شرم الشيخ التي لم يقدم إلي المحاكمة أحد من الذين اعتقلتهم قوات الأمن من سيناء برغم وجودهم بالحبس، واعتقال خمسة آلاف مواطن دون سند من القانون مع التنكيل والتعذيب وانتهاك لحرمات المنازل بما يؤكد القصد السيئ لذلك.