صدرت للكاتبة و القاصة العراقية رجاء خضيرالعبيدي عن دارالشؤون الثقافية العامة ببغداد، وضمن سلسلة (سرد) مجموعة قصصية حملت عنوان (أوراق لم تعد بيضاء) وتقع في 325 صفحة من القطع المتوسطة والمجموعة تضم (32) قصة منها:- الوهم ، الاستلاب، الصومعة، كان حبيبي، الحلم القاتل، الضحيتان، الزمن الضائع، بيوت من زجاج، الجشع المميت، الغواية وبئس المصير، الخيانة لاتبرر، أوان القطاف لم يأت ِابداً، الشك القاتل، شراكة من وهم، والمطعونة، فيما سيصدر قريبا الجزء الثاني من القصص ذاتها وبالعنوان نفسه. والمجموعة القصصية تنتمي الى ادب السجون، وهي قصص واقعية استقتها من قصص وحكايات سجينات ومعتقلات عبر سنوات طويلة، واستطاعت الكاتبة ان تضفي عليها اسلوبها السردي، وهذه القصص كانت تنشرها الكاتبة في مجلة (المرأة) قبل اكثر من ثلاثين سنة، تحت (اوراق لم تحت بيضاء)، ويمكن القول ان القصص كانت تحتل مساحة واسعة من القراءة حينها. كتبت لها المقدمة المجموعة الكاتبة العراقية الهام عبد الكريم، وقالت فيها: مرات عديدة سألت نفسي فيها عن سر القوة المغناطيسية الجاذبة التي يمتلكها باب (اوراق لم تعد بيضاء) الذي يحتل غير صفحتين من صفحات مجلة (المرأة) التي شهدت ولادته منذ بواكير العام 1979، وبه ومن خلاله فجرت طاقات محررته الصحفية المرموقة رجاء خضير، الى جانب مساهماتها العديدة في تحرير الصفحات الاخرى. واضافت:ان ما تفخر به الصحفية اللامعة رجاء انها اسهمت عبر هذا الباب في كشف بعض حالات الظلم على النساء المسجونات وفي سجلها حالة واحدة تمت الاستجابة لها واعيد التحقيق فيها ثانية ما اسفر عن كشف مظلوميتها وبرئت ساحتها فيما بقيت ملفات اخرى عالقة وتم تجاهل صرخات ظلت تدور في اروقة وفضاءات السجون، وفي الحقيقة مايحسب لأوراق لم تعد بيضاء كثيرا جداً كون رجاء أدخلت الصحافة في موقع الحدث وكشفت مايحدث داخل الأروقة من انتهاكات متعددة كما إنها من اوائل الصحفيات اللواتي طرقن معاناة المرأة. ومن اجل التعرف اكثر على واقع القصص القصيرة هذه واصولها، كان لنا حوار مع الكاتبة رجاء خضير التي اشارت الى ان القصص حقيقية من داخل سجن النساء وقد التقت بهن وسمعت الاسباب وراء ارتكابهن للجريمة، مثلما اشارت الى ان القصص بعد نشرها كانت تردع العديد من النساء اللواتي سرن في الطريق الخاطئة. * كيف كانت البداية في كتابة هذه القصص؟ - عملت في محطات صحفية عديدة وكتبت ابوابا متنوعة واستقر بي المقام في الاستمرار بكتابة باب (اوراق لم تعد بيضاء) منذ عام 1979، هذا الباب ايقظ بي احساسا وشعورا بمعاناة المرأة في مجتمعنا ليس في العراق فحسب بل في ارجاء الوطن العربي ولطالما تألمت وبكيت كثيرا من جراء قصة حقيقية شاهدتها واستمعت الى صاحبتها من داخل اروقة السجون ولكن لم استطع مساعدتها او تخفيف الحكم عنها، لذلك قبعت وراء القضبان تنتظر قصاصها اما بالسجن او تعانق مشنقة الموت، هذه المعاناة التي التقيتها جعلتني اكثر من مرة اعتذر عن كتابة هذا الباب بسبب الحزن والالم، ولكن في استفتاءات كثيرة للمجلة التي انشر فيها كانت الاجابة ان الجمهور يتشوق لمثل هذه الحكايات لانها حقيقية وواقعية. * من اين اتتك فكرة الاولى لكتابة عن السجينات؟ - منذ الدراسة الابتدائية كنت شغوفة بالقراءة وكنت اتابع مجلة (حواء) المصرية، وقد كان شقيقي وشقيقتي يعملان في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ووصلا الى مراحل متقدمة في الوظيفة، وكانا يتحدثان عن النساء وعن عالم الجريمة، فكنت استمع اليهما بأصغاء، وعندما دخلت عالم الصحافة وعملت في مجلة (المرأة) لمعت في فكري تلك اللقطات، وعلى الفور ذهبت لاستحصال موافقات وبدأت ادخل السجون. * هل كانت لعملك هذا سبب في انقاذ سجينات؟ - في احدى المرات التي ساعدت فيها امرأة في منتصف العمر كانت محكوم عليها بالاعدام، درست حالتها واضبارتها وبمساعدة ايدي اخرى من داخل السجن خفف الحكم الى سنة او سنتين على ما اعتقد بعد خرجت من السجن بعد ان كانت قريبة جدا من حبل المشنقة، هذا الحدث وزيارة اولادها لي من اجل الشكر والامتنان على موقفي، وان كنت اؤمن ان الله سبحانه وتعالى هو من قدرني على مساعدتها وفتح لها ابواب النجاة وكنت انا مجرد وسيلة، بدأت افكر لو انني اترك هذا الباب.. لمن؟ بالتأكيد ستحل اخرى محلي ولكنني عشقت الباب واستمريت في كتابته. * ما حقيقة قصصك هذه في هذا الكتاب؟ - هذا الكتاب هو اوراق تكشف الدوافع التي تدفع المرأة الى ارتكاب الجريمة التي يقف وراءها المجتمع كأب واخ وزوج وابن، الاسباب متعددة وهذه جميعها تعود واعزيها في الاساس الى ابتعادنا عن الوازع الديني، فكثيرا ما نترك كلام الله والسنة النبوية فيبدأ الضعف وقلة الوعي والجهل عند اغلب نسائنا في تلك الحقبة الزمنية، جعلتها تتصور ان انزلاقها في متاهات الانحرافات سهلة ومغرية وقد يكون للتسلية، هذه الحالات شاهدتها كثيرا ومرارا، وقد ابرعت المرأة في الجريمة، هي تخطط وتفكر ولكن هناك من يساندها في تنفيذ هذه الجرائم، بعدها تندم، ولكن الندم يأتي من وراء القضبان، وحينها لا ينفعها الندم حين تحكم بالاعدام او السجن لسنوات طويلة، وهذا ما يسبب لاهلها معاناة والصعوبات ولا اريد ان اقول (العار)، تكون قاسية جدا، اما اذا كان لديها اولاد فالامر اقسى ويلازمهم هذا الشعور بالجرم والذنب طوال حياتهم وهذه هي الطامة الكبرى بالنسبة للاولاد، فالاهل يشعرون جميعا بهذا الاثم ولكن الاولاد سواء بناتا كانوا او ذكورا، يتحسسون ويتحملون الاثم الاكبر. * متى كنت تشعرين بالاسى وتشعرين بالسعادة مع هذه القصص؟ - اشعر بالاسى لحال السجينات وانزلاقهن في الجريمة، واشعر بالسعادة حين تصلني الكثير من الرسائل من شابات يؤكدن لي فيها ان حالاتهن تشبه الحالة التي كتبت عنها في العدد كذا، قرأنا ما وصلت اليه صاحبة القضية لذلك تركنا هذا الطريق، اشعر حينها بالسعادة لان التحذير في كتاباتي والتوصيات والتعليقات افادت قسما من الشابات. * ما الذي دعاك الى اصدار القصص والحكايات في مجموعة؟ - تجمعت لدي على مدى سنوات عديدة مثل هذه الحكايات وجميعها حقيقية والاضابير الخاصة بها ما زلت احتفظ بها، فأرتأيت ان اجمعها في كتاب، الجزء الاول صدر ب 325 صفحة، فيما كان الجزء الثاني تكملة لمسار الجزء الاول 400 صفحة وكلها حكايات حقيقية وواقعية، وبالتأكيد فيها فائدة ودروس فضلا عن كونها قصصا ادبية. * لماذا تركت الكتابة في هذا الباب؟ - لم اتركه، وما زلت اكتب اسبوعيا هذه الحكايات ولكن تحت عنوان اخر هو (حكايات من الواقع) في احدى الصحف المحلية لاسباب خاصة بي. * ما الذي تتمنينه في تواصلك مع هذه القصص؟ - اتمنى للنساء الابتعاد عما اكتب !!