والكشف المبكر عن أية حالات إصابة تقع بين الطلاب• لكن يبقي علي طلبة وطالبات الجامعة مراعاة أمور أخري في غاية الأهمية لكي يتجنبوا الوقوع في شراك أنفلونزا الخنازير ، وفي مقدمتها تجنب المصافحة والعناق والتقبيل عند التقاء الزملاء ببعضهم والزميلات ببعضهن في الجامعة ، لأن هذه العادات رغم خطورتها ودورها في نقل الأمراض بصفة عامة ، فإن خطورتها تزيد بكل تأكيد في ظل تفشي أنفلونزا الخنازير• ورغم مناداة البعض بتأجيل الموسم الدراسي كليا ، إلا أن استمرار الدراسة قد يكون أفضل بشرط توافر وسائل الحماية من الفيروس ، وعزل الحالات المصابة فورا قبل انتقال المرض لغيرها ، ولعل اتباع نظام اليوم الدراسي الكامل من الساعة الثامنة صباحاً وحتي الثامنة مساء يساهم في تقليل أعداد الطلبة في مدرجات الجامعة ، وخصوصا في الكليات التي تضم آلاف الطلاب في السنة الواحدة كالتجارة والحقوق والآداب ، بحيث يكون هناك مسافة كافية بين كل طالب وزميله تمنع انتقال الفيروس• ولكن كل هذا لا يمنع احتمال تحول الفيروس الي وباء بين طلاب الجامعات والمدارس ، ولكننا لابد ان نفترض أسوأ الاحتمالات حتي نتحسب لها ، وعندها لن يكون منطقيا الاستمرار في الدراسة في كل مراحل التعليم سواء الجامعي وما قبله ، وفي حالة تفشي المرض بين الطلاب ، سيكون علي وزارة الصحة ومعها وزارتا التربية والتعليم والتعليم العالي تطبيق خطة الطواريء فورا ، هذا بشرط وجود مثل هذه الخطة مسبقا بالطبع• ولعل الفكرة التي أقرها مجلس جامعة عين شمس في حالة تفشي الوباء عن طريق بث المحاضرات الجامعية علي قناة تليفزيونية خاصة بالجامعة، وتحويل المناهج إلي مقررات إلكترونية، مع إلزام الأساتذة بوضعها علي أسطوانات، وكذلك إمكانية تسجيل المحاضرات، وإذاعتها بالصوت والصورة علي موقع الجامعة••وكل هذه وسائل جيدة لضمان استمرارية العام الأكاديمي بالجامعات في ظل الأزمة اذا وقعت لا قدر الله• أما المدارس ••فسيكون موقفها أصعب بالتأكيد نظرا لصغر سن التلاميذ ، والكثافة العالية داخل الفصول ، وعدم إلمام التلاميذ الصغار بسبل الوقاية من المرض ، لأنهم يتصرفون مع بعضهم ببراءة وتلقائية قد تعرضهم لمخاطر صحية كبيرة اذا ما اقترب منهم فيروس أنفلونزا الخنازير ، ولهذا يتوجب التفكير أكثر من مرة في أوضاع المدارس وقدرتها علي مواجهة المرض ، وإلا فالتأجيل سيكون الحل الأمثل ، لأنه في وقت الجائحة لا شيء يعلو فوق ضرورة الحفاظ علي حياة الناس•