مستهدفاً بوصفه الضحية الأولي الذي ستجني منه تلك المبثوثات أرباحاً تعوض ما سوف تعرضه بقية العام من مواد رديئة مثلها مثل جميع المحلات التي تجني أرباحاً طائلة من الدق علي وتر الجوع الذي يصيب الصائم من خلال ما تعرضه من مشهيات من كل أصناف الأطعمة من حلوي وغيرها ومن خلال موضة العروض الخاصة التي تروج أو تدس منتجاتها الرديئة والتي قاربت صلاحيتها علي الانتهاء أو المنتهية بالفعل هذا ناهيك عن طابور المتسولين الذي يلاحق المواطن أينما ذهب وأينما وجد علي باب المسجد وأمام السيارة وفي فناء المنزل وحدث ولا حرج عن عمال ما يسمي بالنظافة حتي أن بعض الشباب بات يحرص علي ارتداء هذه الثياب متشبهاً بعمال النظافة بهدف جمع المال• ويصبح هنا المواطن في حيرة من أمره من هو الفقير الحقيقي الذي يستحق هذه الصدقة وحسنا تفعل الجمعيات الخيرية والمستشفيات التي تنتهز فرصة هذا الشهر الفضيل وتتباري في جمع التبرعات التي توجه إلي علاج الفقراء من الأمراض العضال ولكن هل يكفي هذا لوقف هذا المد من الدعاية الكاذبة في أغلبها وعن وقف سيل هذا الطوفان من المتسولين• لاشك أن جهاز التليفزيون له التأثير الأقوي وسط هذا الخصم من الدعاية والترويج ومن هنا باتت هذه القضية هامة بل وبالغة الأهمية وكيف لا وهو نفسه يراها فرصة لبيع أكبر كم من الهواء ليتربح أيضاً ويعوض ما قد يناله من خسائر هل من المعقول أنه لمجرد أن تدفع شركة ما لمنتج ما مبالغ مقابل إعلانات لترويج سلع غير معلومة المصدر وهل من المعقول أيضاً أن يتم الترويج لمستحضرات المقترض أن تكون طبيعية وخاضعة لإشراف صحي وغذائي وطبي ويدعي الإعلان أنها تشفي العديد من الأمراض العضال وحين تسأل هذه الشركات عبر الهاتف هل هذا المنتج مرخص أو له رقم مسجل به في وزارة الصحة مثلا لا تجد أية إجابة ويتم إغلاق الهاتف أين الرقابة هل لمجرد أن يتربح هذا الجهاز الموقر يتغاضي عن أساسيات لا مجال لتناسيها مثل تراخيص المواد المعلن وصلاحيتها من عدمه طبياً وهل مسموح لها لمختلف الأعمار أو ممن يعانون من أمراض تحظر استخدام هذه المستحضرات نحن نعلم أننا دولة لا تزال تعاني نسبة لا بأس بها من مواطنيها الأمية فضلاً عن قصور ثقافة القراءة وهذا ما أعلنته مؤسسات علمية مولية هل من المعقول أن يترك جهاز التليفزيون الذي تشرف عليه الدولة أن يترك هذا المواطن البريء الساذج لتفرسه هذه الإعلانات مستغلة شهر الصيام شهر البركة والرحمة والبر والتقوي ليتحول إلي شهر لنصب واحتيال العديد من شركات الإنتاج• لجمعية حماية المستهلك دور لابد من تفعيله فلابد ألا يقتصر دورها علي الإفصاح علي المنتج السيء أو إعادة السلعة الفاسدة إلي مصدرها ورد قيمتها للمستهلك في الدول المتقدمة تتفرع هذه الجمعيات لتكون عناقيد تابعة لها في جميع أحياء المحافظة مثلاً وتشكل مجالس ومجموعات من المواطنين أنفسهم ويقومون بدور فعال تجاه جميع المحلات الموجدة في الحي وتصدر هذه المجموعات نشرات أسبوعية توضح فيها أسماء المحلات التي تسوق منتجات فاسدة بل وتدعو من خلال نشرتها الدورية إلي مقاطعة محلات بعينها لأنها مثلاً تبيع سلعة بأسعار أكثر من محلات أخري لنفس السلعة وتدعو إلي عدم التعامل معها وتلصق هذه التحذيرات علي أبواب ومداخل الأبنية السكنية وفي الوقت ذاته تشيد بآخرين وتشجعهم وهنا تكون بالفعل الرقابة واعية لأنها ذاتية وشعبية وتمثل الواقع الذي يتلمسه المستهلك وأتمني أن تنتشر هذه التجربة من خلال التليفزيون فيصبح دوره بالفعل هو التوعية وليس التضليل بهدف التربح•• وهنا يكون رمضان هو شهر المحبة والتعاطف لا شهر الدعايات الكاذبة والغش الفاضح يجب علينا أن نستثمر هذا الشهر لنخرج منه بحكمة وبهداية واستنارة تمتد بنا إلي طوال العام وليس في رمضان فقط استحلفك أيتها القنوات رفقاً بالمواطن الضحية•