وذكر مصدر حكومي أردني أمس إنه بمبادرة من الملك عبد الله الثاني سمح الأردن لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بدخول المملكة للمشاركة بتشييع جنازة والده الذي توفي في عمان أمس الاول، وذلك لأسباب إنسانية من دون أي تبعات سياسية. وكان والد مشعل توفي في عمان عن عمر يناهز قرابة الثمانين عاما. وتوالى على خيمة العزاء المقامة في صويلح في العاصمة الأردنية، آلاف المعزين من جميع أنحاء المملكة، وكافة فئات المجتمع. وتعد هذه هي الزيارة الأولى لمشعل إلى الأردن منذ إبعاده عن المملكة في العام 99 إلى دولة قطر. وكان والده عبد الرحيم مشعل قد شارك في مقاومة الانتداب البريطاني وفي ثورة 1936. وفي ستينات القرن الماضي توجه عبد الرحيم إلى الكويت للعمل فيها. وقد التحقت به أسرته عام 1967 وظلت هناك حتى اندلاع حرب الخليج الثانية عام 1991 إثر الغزو العراقي للبلاد. هذا وأشاد خالد مشعل خلال تشييع جنازة والده أمس بالأردن ووصفه ب" أردن الخير والعطاء وأرضه أرض الجهاد والرباط ". وقال مشعل في كلمة ألقاها في معرض تأبينه لوالده "ولنا كلام آخر لاحق " ، في إشارة غير مباشرة لاستعداد حركة حماس تحسين علاقاتها مع الأردن . وقال مشعل في مجلس عزاء والده الذي أقيم مقابل مسجد الحاجة صبرية في مدينة صويلح، أنه يأمل التواصل مع "الأخوة في الأردن"، والحوار معهم في القضايا المتعلقة بينهما ، شاكراً الأردن كثيرا على السماح له بالمشاركة في دفن والده، وقال "جزى الله جلالة الملك وولاة الامر حتى لو كانت مدة الزيارة ساعات قليلة"، مؤكدا على عمق الصلة بين الأردن وفلسطين، مبينا أنها أعمق وأوثق من أن تتأثر بموقف هنا أو هناك. وقال مخاطبا الشعب الأردني ، ما رأيته اليوم في مسجد الجامعة الأردنية والدفن والآن في صيوان العزاء في صويلح يدل على أصاله هذا الشعب العريق الذي يعشق الحرية والمقاومة.