هل ستحتذى مصر بالتجربة السعودية فى إنشاء هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر التى أعلن مؤخراً عن إنشائها عبر صفحات التواصل الاحتماعى "الفيس بوك" لتحمل بياناتها استنكاراً شديداً من منظمات المجتمع المدنى ويعلن حزب النور رسمياً تبرأه من هذه الهيئة التى تريد إشعال المجتمع المصرى والدخول مرة اخرى فى مواجهات ومصادمات مع المواطنين وأجهزة الدولة الرسمية؛ كما حذر بعض الخبراء الحقوقيين من دخول مصر فى مواجهات مع هذه الهيئة الباطلة؛ لأنها ستهدد أمن المواطن المصرى فى كافة المرافق العامة كالشواطئ والحدائق والملاهى والشوارع وغيرها لتقويم سلوكيات المواطنين وكل ما يتعارض مع الكتاب والسنة والالتزام بالزى الإسلامى المتمثل فى النقاب؛ محذرين من ترك شباب هذه الهيئة والمحرضين السريين على إنشائها لأنهم يريدون الغزو الفكرى والدخول الإجبارى بين الإنسان وعلاقته بخالقه؛ كما دعت الهيئة فى بياناتها الصادرة عبر موقعها الذى جاء فى بدايته الآية القرآنية: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أنْ تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".. مشددا على أنهم لا يروجون للأكاذيب وأنهم من شباب الدعوة السلفية وأنهم رجعوا إلى مشايخهم قبل القيام بتأسيس هذه الهيئة؛ وأضاف البيان برغبة الهيئة فى ضم بعض الشباب المسلم لها بشرط أن يكون العضو ملتزما دينيا وعلى خلق ولديه القدرة على التواصل مع الشارع ولديه رغبة فى خدمة الله ولا ينتمى إلى أى حزب سياسى. ويقول د. جمال حشمت القيادى بجماعة الإخوان: إن مصر ستشهد العجب فى الأيام القادمة وسنسمع عن إنشاء هيئات جديده تحذو على نفس الأمر وهو اضطهاد المواطنين البسطاء فى الشوارع والميادين والملاهى والمحلات لإجبارهم على آداء العبادات فى أوقاتها؛ وبالرغم من أننا شعب إسلامى إلا أن المصريين شعب متدين بطبيعته ولا يحب أن يتدخل أى شخص فى العلاقة بين الشخص وربه لأنها علاقة روحانية لا دخل للعباد فيها.. محذراً من العصبية الشديده لشباب الهيئة وغيرتهم على الدين الإسلامى والتى قد تدفعهم الى تكسير صالونات الحلاقة ودور السينما وهو ما يعنى قطع عيش من يرزقون فى هذه الأماكن.. مؤكداً أن هذه الهيئة ليس لها وجود الا على صفحات الإنترنت ولن تستطيع النزول للشارع لأنها ستواجه بكل قوة وحزم من المواطنين ولن يستطيعوا الدخول فى مواجهات مع الأمن وإلا سيتم حصرهم وتصنيفهم على أنهم مجموعات إرهابية تريد الإخلال بالأمن القومى المصرى وتهدف الى زعزة استقرار وأمن الوطن. وأضاف د. عصام دربالة عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، بأن إنشاء هذه الهيئة يبشر بالخير لأنها ستحمل الخير لأبناء مصر ولن يكون هدفها هدم دور السينما أو الكباريهات ولكن كل شخص له مطلق الحرية فى فعل ما يرضيه دون أن يؤثر على الآخرين ولكن هدفها الرئيسى ومهمتها الوحيدة هو تغيير المنكر وارتكاب الفواحش بالحوار؛ موضحاً بأن أصحاب التيار الإسلامى ومنهم حزب النور تحت قبة البرلمان القادم سيتقدمون بطلب لإنشاء هذه الهيئة رسمياً لتتبع الدولة وتكون فرعاً من فروع الشرطة المصرية وأن تكون مهمتها محددة في ضبط الذين يقومون بالمنكرات وحماية المسلمين الضعفاء من أعداء الإسلام وحث الناس على إقامة الصلاوات فى موعدها وضبط الشباب المتهور الذين يقومون بمعاكسة القتيات فى الشوارع والميادين العامة. وأشار د. جمال عبد الرحمن عضو مجلس شورى السلفيين، إلي أنه يدعم الشباب الطاهر والنقى القلب والإيمان الذين قاموا بإنشاء هذه الهيئة من تلقاء أنفسهم لغيرتهم على دينهم ومحاربة المعاصى والمنكرات المنتشرة فى كافة ربوع مصر ومحاربة أعداء الدين الذين ينشرون الفضائح والمفسدات فى الكباريهات ودور السينما والملاهى ومحاربة كل من يخالف تعاليم الدين الإسلامى.. مضيفاً بأنه مع استقلال هذه الهيئة عن الشرطة وعدم الدفع بها داخل هذه المنظومة الأمنية ويتم اعداد القوانين التابعه لها والتى تنظم علاقتها مع المواطنين ويكون من شأنها محاسبة ومحاكمة كل من ينتهك الأعراض. وتخوف د. صفوت عبدالغني عضو مجلس شوري الجماعة الإسلامية، من أن يكون أعضاء الهيئة جهة مغرضة هدفها التشويش على التيار الإسلامى ومحاربتهم بعد أن اكتسحوا الانتخابات البرلمانية.. محذراً من الدخول فى صراعات حول وجود هذه الهيئة من عدمها لأنها معركة خاسرة والحكومة والبرلمان لن تسمح بمثل هذه الهيئات أن تعمل وفقاً لأهواء القائمين عليها؛ مطالباً أعضاء الهيئة - إأن كانوا تابعين لأى جهة سلفية أو يقوم تيار دينى بدعمهم - بأن يبعدوا عن أساليب التعنيف وإجبار المواطنين على فعل أمر أو تركه؛ متمنياً أن يكون هدفهم كما جاء فى القرآن بقوله تعالى "ادعُ الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة". ويستخدمون اسلوب الحوار والنصح والإرشاد ليمكنهم الله من تطبيق شريعته. وفى السياق ذاته أكدت الهيئة فى بيانها أن المتطوعين سيرتدون عباءة بيضاء كزي موحد ويحملون عصا من الخيزران مؤقتاً حتى توفير "العصا الكهربائية" ويجري بحث إمكانية توظيف عدد من المطوعات للأماكن التي يقتصر تواجد النساء فيها؛ كما أوضحت الهيئة في أحد بياناتها أنها تختص بمراقبة سلوك المواطنين بالدعوة والنصيحة وتشكيل لجان شعبية للحفاظ على الأمن.