ونحن مع نهاية العام 2011 وبداية عام جديد يحلم به الكثير ان يكون خيرًا للرياضة المصرية والبلاد جميعها ولكن قبل أن نستقبل العام الجديد يجب أن نعلم ما هى سلبيات العام الماضى حتى نتلاشاها بعد ذلك فى المستقبل، ويعتبرهذا العام مختلفًا فهو عام الثورة ولكن على ما يبدو أن الثورة لم تصل إلى الرياضة بعد، فقد حمل عام 2011 الكثير من السلبيات فى مجال الرياضة من شغب فى المدرجات وبلطجة وهزائم للمنتخب ونزول الجمهور إلى أرض الملعب وخلافات بين أعضاء الجبلاية ومحاكم واعتصامات غيرها من المشاكل. موجة الاعتصامات وكانت البداية فى شهر فبراير وإضراب عمال اتحاد الكرة عن العمل للمطالبة برفع راتبهم وان يكون الحد الادنى لرواتبهم 1500 جنيه شهرياً وبعد فترة طويلة من توقف العمل ومشادات بين العمال واتحاد الكرة قد ادت الى تعطيل العمل لفترة طويلة بسبب اضراب العمال واعتصامهم وافق اتحاد الكرة على مطالبهم، ولم يكن إضراب عمال الجبلاية هو الوحيد بل قام ايضاً عمال نادى الزمالك على غرار عمال اتحاد الكرة بالإضراب لرفع الحد الانى، والذى حدث من خلاله اتلاف بعض ممتلكات النادى واشتباكات بين العمال ما بين مؤيد ومعارض، على طريقة ميدان التحرير، ولكن المفاجأة انه قد قوبل هذا المطلب بالرفض من قبل أعضاء النادى بسبب الازمة المالية التى يمر بها الفريق فى وقتها والتى مازال يعانى منها حتى الان، مما زاد من غضب العمال ليقوموا بالاعتصام مطالبين بإقالة جلال ابراهيم رئيس النادى لتنضم مشكلة جديدة لمشكلات النادى الابيض مما دفع مجلس الإدارة بوعد العمال بتنفيذ مطالبهم فى وقت لاحق، والذى لم يحدث حتى الان. واستمراراً لموجة الاعتصامات التى ضربت البلاد فى هذه الفترة، قام ايضاً لاعبو نادى غزل المحلة بالإضراب لعدم صرف مستحقاتهم المادية مما دفع الإدارة إلى بيع الكثير من لاعبي الفريق بحجة عدم وجود سيولة مادية كافية وكان على رأسهم اللاعب الشاب إسلام رمضان لاعب فريق حرس الحدود الحالى. موقعة الجلابية ظاهرة جديدة انتشرت بملاعبنا بشكل كبير وملحوظ وقد انطلقت الشرارة الأولى يوم 2 فبراير والتى اطلق عليها موقعة الجلابية وهى التى شهدت أحداثًا مؤسفة فى مباراة كرة القدم بين فريقى الزمالك والافريقى التونسى باستاد القاهرة فى إطار دورى ابطال افريقيا ونزول جمهور نادى الزمالك أرض الملعب قبل نهاية المباراة ب 5 دقائق معترضين على هزيمة فريقهم وخروجه من البطولة والتى كان بطلها "ابوجلابية"والذى كان يرتدى جلبابًا اثناء نزوله إلى ارض الملعب وقد ترتب على هذا الامر عقوبات مالية كبيرة على نادى الزمالك من قبل الاتحاد الافريقى "الكاف" وكادت ان تؤدى الى توتر العلاقات بين مصر وتونس وظهور مصرعلى المحافل والمواقع الدولية الرياضية بشكل غير جيد وظهور الضعف الامنى وعدم الاستقرار، الغريب فى الامر أنه قد تكررت هذه الواقعة مرة أخرى ولكن بأشخاص آخرين فى هذا العام ونهاية الموسم السابق بالدورى وكأنه فيروس انتشر فى الملاعب وكان أبطالها هذه المرة جمهور فريق الاتحاد السكندرى الذى قام بالنزول إلى ارض الملعب اثناء مباراة فريقهم مع نادى وادى دجلة بإطار الدورى العام قبل نهاية المباراة ب 15 دقيقة بسسب تأخر الفريق بهدفين مما نتج عن ذلك اصابات بالجملة للاعبي وادى دجلة وتحطيم واتلاف منشآت استاد الإسكندرية وتوقيع عقوبة مالية كبيرة على النادى السكندرى من قبل لجنة المسابقات،الغريب فى الامر ان الحادث قد تقرر مرة اخرى من قبل جمهور الاتحاد السكندرى وخروجهم علي المألوف والنزول فى تدريب الفريق إلى ارض الملعب والاعتداء على اللاعبين بسبب تراجع مستوى الفريق. شغب الشماريخ اما بالنسبة لشغب الجمهور فى الملاعب فحدث ولا حرج من الخروج علي المألوف والانتهاك للروح الرياضية وإتلاف مقاعد المدرجات والاصابات سواء من الجمهور أو رجال الامن وكان اخطرها أحداث مباراة النادى الأهلى وكيما أسوان بإطار بطولة كأس مصر وحدوث اشتباكات بين الجمهور وعساكر الامن المركزى والتى اسفرت عن مقتل مشجع وإصابة 120 من الجمهور و30 من رجال الشرطة مما اثار حفيظة جمهور النادى الاهلى أو بالتحديد "الالتراس" وقيامهم بمحاولة اقتحام وزارة الداخلية فى شهر نوفمبر السابق وإلقاء زجاجات المولوتوف والحجارة ورد عليهم بالقنابل المسيلة للدموع مما أدى الى وقوع الكثير من الاصابات بين الطرفين، ولم يتغير الامر كثيراً فى الموسم الحالى بل زاد عنفاً وشغب وقد ظهر ذلك خلال مباراة نادى غزل المحلة والنادى المصرى والتى اقيمت على استاد الاول فى إطار بطولة الدورى العام وقيام الجمهور برمى الزجاجات والطوب والهتاف الجماعى ضد اللاعبين والمدير الفنى لغزل المحلة بعد هزيمة الفريق فى المباراة الخامسة على التوالى لدرجة ان حكم المباراة محمد فاروق اضطر لعدم استكمال المباراة إلى آخر دقيقة والذي أنهى المباراة قبل نهاية عن الوقت الأصلى ب 3 دقائق لتوقع لجنة المسابقات عقوبة على الفريق غرامة مالية ونقل مباراتين لهم من على ملعبهم، الجدير بالذكر أن تلك العقوبات التى توقعها لجنة المسابقات على الاندية لم تكن قادرًا على مواجهة موجة الشغب الجماهيرى بل تؤدى إلى زيادة يوم وراء الاخر، والدليل على ذلك ان عقوبات التى تتخذها لجنة المسابقات ضد الجمهور بسبب اشعال الشماريخ بلعب المباراة الثانية بدون جمهور لم تأتى يثمارها بل زادت من عناد الجماهير ضد لجنة المسابقات ورئيسها عامر حسين وهو الامر الذى أدى إلى كارثة اثناء مباراة الزمالك مع فريق اتحاد الشرطة فى إطار بطولة الدورى العام واقتحام الجمهور الابيض للمدرجات رغم ذلك مخالف للوائح؛ مما أدى إلى اشتباك الجمهور مع قوات الداخلية والذى اسفر عن وقوع إصابات كبيرة بين الطرفين. صفر الفراعنة ويعتبر خروج منتخب مصر من بطولة كأس الامم الإفريقة مفاجأة كبيرة وغير سعيدة لجمهور الكرة بمصر وذلك بعد الاداء السيئ للفريق على مدار التصفيات والذى بدأ بالتعادل مع سيراليون فى القاهرة مروراً بالهزيمة من النيجر وصولاً إلى التعادل مع منتخب جنوب إفريقيا لتغيب مصر عن العرس الافريقى وهو ما لم يحدث منذ عام 1992 اى منذ 20 عامًا وقد ترتب على ذلك إقالة حسن شحاتة من تدريب منتخب مصر والتعاقد مع الامريكى برادلى المدير الفنى السابق لمنتخب الولاياتالمتحدةالامريكية بعد فترة كبيرة من المفاوضات وقد بدأ هو الاخر بداية غير جيدة بعد تقديم عرض سيئ وهزيمة من منتخب البرازيل ودياً بهدفين مقابل لاشىء. فضيحة البرازيل وهى المباراة التى جمعت بين منتخبى مصر والبرازيل على استاد الدوحة بقطر فى إطار المباريات الودية الدولية، وهى التى دارت حولها الكثير من علامات الاستفهام والتعجب!، لماذا لم تقم المباراة فى مصر؟ وما السبب؟ وهو ما أحاط حولها بالكثير من الشبهات وقد اتهم فيها الكثير من أعضاء اتحاد الكرة بأن هناك مصالح شخصية وراء إقامة المباراة فى قطر كما هناك عمولات وسمسرة ودفع بأموال من تحت الترابيزة لإقامة المباراة فى قطر. انشقاق الجبلاية وإذا تحدثنا عن الازمات والمشاكل داخل اتحاد الكرة فحدث ولا حرج وكانت البداية مع انشقاق وخروج ايمن يونس واستقالته من المجلس وذلك لوجود تلاعبات ومخالفات مالية وادارية فى مشروع الهدف والذى يعتبر منحة يقدمها الاتحاد الدولى لكرة القدم "الفيفا" لدول العام الثالث والدول النامية وتبعها خروج واستقالة هانى ابو ريدة عضو المكتب التنفيذى بالاتحاد الدولى لكرة القدم من الجبلاية ايضاً وتقديم استقالة لرفضه السياسة التى يدار بها الاتحاد واسلوب سمير زاهر فى معالجة الازمات والمشاكل وتبعهم محمود الشامى ومحمود طاهر فى الاستقالة اما بالنسبة لباقى الاعضاء فهم منقسمون إلى فريقين الاول فريق سمير زاهر ومعه ايهاب صالح وعزمى مجاهد وفريق اخر بقيادة مجدى عبد الغنى ومعه مجدى وسحر الهوارى وماجدة الحلوانى مما ينعكس سلبياً عى الكرة المصرية ويأتى بنتائج سلبية. مشاكل الألتراس تعتبر مشاكل جمهور الالتراس بمختلف انتماءاته كثيرة هذا العام وقد وقع خلال الاشتباكات بينهم الكثير من الاصابات بل والضحايا مثل احداث مباراة الزمالك مع الافريقى والاهلى مع كيما اسوان وما ترتب عليها من محاولة جمهور الاهلى اقتحام وزارة الداخلية واحداث مباراة المحلة والمصرى والاتحاد ووادى دجلة وغيرها والتى كانت تتجدد مرة اخرى فى آخر مباراة للنادى الاهلى مع نادى مصر المقاصة وكان قد تم تهدئة الامور بواسطة العقلاء بين الطرفين فى آخر لحظة. تعطل الدورى وفى خطوة وصفها البعض بالفشل الإدارى قرر اتحاد الكرة المصرى إيقاف الدورى لاشتراك المنتخب الاوليمبى فى التصفيات المؤهلة لدورى الالعاب الاوليمبية بلندن 2012 بالرغم من ان المشاركين فى المنتخب لايعتبروا العمود الفقرى لأنديتهم فمثلاً أحمد الشناوى حارس المرمى ولاعب المصرى يشارك فى آخر مباراتين للفريق قبل التصفيات وقد شارك فيها امير عبد الحميد وهناك لاعبون كثيرون مثل محمود توبة ومحسن مروان وشرويده وغيرهم لاتعتمد عليهم أنديتهم بشكل اساسى وهذا ما فسره المحللون والخبراء بأن ليس هناك مبرر لايقاف الدورى والذى قد أتى بنتائج سلبية وهى ضيق الوقت وضغط المباريات وتراجع مستوى اللاعبين وتأثيره على مستوى قوة المنافسة. سقطات الإعلام الرياضى تراجع مستوى الاعلام الرياضى كثيراً وأصبحت مهنة النقد الرياضى وتحليل المباريات مهنة من لا مهنة وقد خرج علينا هذا العام الكثير من اللاعبين السابقين لاستديوهات الرياضية لتحليل المباريات بالرغم من عدم قدرتهم على ذلك مستغلين سمعتهم الكروية السابقة فى الملاعب وازدياد القنوات الرياضية فى عصر الفضاء المفتوح الذى نعيشه حالياً، بل تحول الامر إلى المصلحة الشخصية فقد أصبح كل عضو فى اتحاد الكرة له برنامجه الخاص يقود بتفية بعض الحسابات الشخصية الذى لادخل للمشاهد بها ويقدمون مادة ضعيفة وهزيلة مغلفة بالأغراض الشخصية والدسائس وبعيدة كل البعد عن ميثاق الشرف الصحفى والإعلامى. الكرة فى المحاكم انتقلت الكرة المصرية هذا العام من المستطيل الأخضر إلى المحاكم وساحات القضاء وكانت بطلها الاول مرتضى منصور الذى رفع دعوى بإسقاط مجلس عباس منذ العام السابق وبعد فترة طوية لنادى الزمالك فى المحاكم صدر القرار ببطلان مجلس عباس وتعيين مجلس جديد برئاسة المستشار جلال ابراهيم وازدادت المشاكل بنادى الزمالك وبعد فترة طويلة من تأثر الفريق بالسلب قام مرتضى منصور بخطوة غريبة بالتنازل عن القضية وعودة مجلس عباس مرة اخرى بعد مدة كبيرة من المشاكل والشد والجذب فى المحاكم قد انعسكت على النادى وتراجع مستوى الفريق.