تعد عزبة الصعايدة بإمبابة من أكبر المناطق المزدحمة بالسكان، وبالتالي فهي من أكثر عدد الناخبين أصواتاً، ويرجع أصلها إلى عبد النعيم عسران المهاجر القناوي الذي هاجر من بلده إلى القاهرة للبحث عن فرصة عمل وجاء إلى حي الزمالك وعمل هناك واستقطب بعد ذلك أقاربه حتى يوفر لهم فرصة عمل تقيهم شظف العيش في القرية ثم اعترض سكان الزمالك على وجود الخيام والعشش وسط الحي الراقي مما أجبره على الانتقال إلى الجهة الأخرى من النهر (إمبابة) وتجاور مع عائلات الفلاحين أصحاب الأرض الأصليين الذين كانوا يملكون أراض ويزرعونها ومن العائلات هذه مصطفى الجمال والأكوح وصالح والسلمانية وغيرهم. ومع توافد أقارب عسران ومعارفه وفر لهم العشش كمحل إقامة وفرصة العمل ليضمن ملكية الأرض كما يضمن تشغيلهم لحسابه في مجالات عديدة مع ضمان العزوة والسند وعرفت المنطقة باسم عزبة عبد النعيم ثم طغى الاسم الحالي في ظل توافد الأعداد الكبيرة منهم وتكونت عائلات كثيرة مثل الصغير والفراشطة والنصاروبكار والنوايتة والحنينى ومعظم قري الفجرة أو الفقرا وأولاد عمرو، حيث عمل معظمهم في تجارة الجمال والجزارة والمطاحن وأعمال البناء والمعمار. لذلك تعتبر عزبة الصعايدة هي صورة مصغرة من مصر، ساكنوها خليط من الفلاحين والصعايدة والنوبيين والأشراف مثل الأسرة الدندراوية، وقدمت العزبة العديد من المشاهير مثل عباس قاعود المدرب العالمي في الاسكواش ومدرب منتخب انجلترا حالياً، ومحمد درديرى الذي درب منتخبات نيوزلندا واستراليا وحالياً خبير دولي في الاسكواش، وفى الإعلام قدمت المخرج التليفزيوني طارق خميس والإعلامى محمد حسن (ارابيسك) والعديد من النماذج المشرفة والمشرقة من الأطباء والمهندسين وعدداً ليس بالقليل من ضباط الشرطة والجيش، وآلاف الشباب المثقف والذي كان له دور عظيم أثناء ثورة يناير، سواء بميدان التحرير، أو باللجان الشعبية التي لعبت دوراً مهمًا في تأمين المواطنين. لذا تعتبر عزبة الصعايدة أحد أهم شياخات إمبابة ليس للعدد السكاني الضخم فقط أو لاستقبالها لأبناء وجه قبلي بل لأنها تمثل جميع النماذج من منطقة عشوائية وحضارية مدينة وريف البسطاء والأغنياء وأيضاً لحجم العلاقات المتشابكة التي تمثلها، فمع تاريخ المنطقة تشابك سكانها مع سكان المناطق الأخرى سواء بالمصاهرة أو بعلاقات العمل والمصالح التي تربط بينهما، فأصبح أهلها منتشرين في كل انحاء إمبابة مما يتيح لهم قدرة التأثير في الانتخابات البرلمانية، فالعزبة عدد سكانها يزيد علي المائتي ألف نسمة لكن ولسبب عزوف الناس عن الانتخابات مثلهم مثل الكثير من أبناء مصر في السنوات السابقة لم يشعر أحد بذلك الثقل الكبير، ونظراً لذلك أصبحت منطقة محرومة من الخدمات وتنتظر أن يهب أحد أبنائها للمطالبة بحقوقها والتعبير عنها لكن كل مرشح يأتي إليها يجلس على المقاهي، ويقوم من خلال هذه الجلسات بالتعرف على الناس كعابر سبيل ولا يراه أحد، لكن المرشح الذكي هو الذي يفهم ناسها ويعي تركيبتها السكانية، ويتفهم متطلباتها حتى يفوز بثقتها وبقاعدتها الشعبية وبالتالي يؤثر ذلك على بقية الأحياء الأخرى الممتلئة بأبناء العزبة سواء بالسكن أو المصاهرات فينتقل التأييد ذلك المرشح إليهم فالحماس مُعد والسؤال أين ذلك المرشح الذي لديه الرغبة في خدمة المنطقة سواء فاز أو لا؟