بالبيئة،وتشاركه زوجته ميشيل هذه الاهتمامات،بل إنها تجاوزت الحدود التقليدية لمظهر زوجة الرئيس،حين ظهرت بأزياء بعيدة عن الكلاسيكية التي تتقيد بها زوجات الرؤساء في العادة• ويضاف إلي اهتمامات أوباما أيضا حبه للشعر،فمن المعروف عنه أنه يتردد كثيرا علي المسارح وقاعات حفلات الموسيقي في شتي أنحاء واشنطن• لا يتشابه الرئيس أوباما مع أي رئيس أمريكي سابق، فالاهتمام رافق أوباما منذ بداية ترشيحه،وحتي فوزه،بل تضاعف كثيرا بعد أن حسمت المعركة لصالح كونه رئيساً،وصار التركيز علي كل الأخبار الكبيرة والصغيرة التي تتعلق به وبزوجته وابنتيه• لقد ساعدت وعود أوباما خلال حملته الانتخابية، وتنفيذ جزء هام من هذه الوعود علي استمرار تسليط الأضواء علي الجانب المشرق للرئيس،لعل أهم قراراته إغلاق معتقل "غوانتنامو"،ويأتي هذا القرار رمزيا في مدلولاته علي أنه أخذ خطاً معاكساً للسياسة التي ورثها من إدارة الرئيس السابق بوش• إن الاهتمام بالرئيس أوباما ليس متعلقا بالشعب الأمريكي فقط ، فمنذ ترشحه للانتخابات الأمريكية كانت أنظار كل العرق الأسود في أصقاع العالم قاطبة،وكل الضعفاء والمهزومين من الشعوب،شاخصة نحو أوباما،تنتظر بتلهف الفوز المحتمل للمرشح الشاب الأسمر المنحدر من أصول مختلطة،إنه أول رئيس أسود من اصول افريقية مسلمة يدخل البيت الأبيض ليحكم أمريكا متمكنا من تحقيق حلم جماعي لأبناء عرقه كلهم• والآن ينتظر العالم العربي بتفاؤل خطاب الرئيس الأمريكي أوباما الذي سيوجهه من مصر،وربما من حق الشعوب العربية أن تتفاءل بهذا الرئيس،وأن تنتظر منه أن يعيد لها اعتبارها عبر تقييم جديد ورؤية واضحة بعيدة عن صورة (العربي الأرهابي) التي تم تكريسها سياسيا وإعلاميا في عهد بوش• لكن في الوقت عينه إلي أي حد سيتمكن أوباما من تحقيق أحلام الشعوب المنتظرة تغيرا ملموسا،هو الذي ورث تركة لابأس بها من الحروب، والمشاكل السياسية،والأزمات الاقتصادية•من المؤكد أنه لا يحمل عصا ساحر،ليأتي بالحل• الرئيس أوباما يرتبط بسياسة دولة ،يديرها أعضاء الكونجرس الأمريكي الذي يضم الكثيرين من اليمين المتطرف ،وإذا كان هناك ثمة قضية مباشرة ترتبط بالسياسة الأمريكية والشرق الأوسط،فهي قضية فلسطين، ويتوقع الكثيرون في المنطقة،وفي الشرق الأوسط كله أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما جاء وفي جعبته مفاجأة لإيجاد حلّ نهائي وشامل لأزمة الصراع العربي الإسرائيلي، لكنها مبادرة من المتوقع أيضا أن تكون غير تقليدية لتتماشي مع الخط الأساسي لسياسة الرئيس أوباما،كما أن اختيار أوباما للقاهرة كي تكون منبراً يتوجه من خلاله للعالم العربي والإسلامي يحمل في طياته الكثير من الرموز التي يعكف المحللون علي التنبؤ بها• فهل يكون أوباما عند حسن ظن شعوب كثيرة تأمل منه أن يهذب القوة الغاشمة لأمريكا بجعلها أكثر إنسانية؟