أكد المهندس محمد الأشقر منسق عام حركة كفاية ل"صوت البلد" أن المحاكمات التى بدأت للرئيس المخلوع ونجليه وباقى المتهمين تعتبر جزءًا من الاستجابة لمطالب الثوار وأنه كان قلقاً من ألا تتم المحاكمة فى القاهرة وأنهم كان لديهم اعتقاد بأنه لن يحاكم ولن يذهب إلى القفص فقد كانت هناك ضغوط ضخمة واتضح هذا من رؤيتنا للأمريكان وزياراتهم المتتالية لمصر، كما أن الشعب لم يكن ليهدأ إلا برؤية مبارك فى القفص، وأشار إلى أن 90 بالمائة من الإسلاميين - الذين حضروا جمعة لم الشمل التى كانت بعيدة تماما عن لم الشمل - جاءوا للفسحة من مختلف المحافظات وبحجم هائل من الأوتوبيسات وكأنها هجوم على الكفار وأن بعض الشعارات التى رفعوها كانت موحية بالطائفية أو تدفع فى طريقها وهو طابع الأغلبية منهم، وعلى الرغم من أنه مع الدستور أولاً بشكل قاطع لأنه هو القاعدة التى سيبنى عليها المنزل إلا أنه رفض الحديث عن هذا المبدأ خلال تلك الجمعة، ويرى الأشقر أن هناك لغزًا لدى المجلس العسكرى لأنه على الرغم من بعض القرارات الصائبة التى اتخذها إلا أن أغلبية قراراته جاءت غير صائبة بالمرة وعلى عكس ما ينادى به الناس والقوى الوطنية، وأوضح أن إرادة الجماهير "ضربت بالحذاء" من المجلس العسكرى عندما أصدر إعلانه الدستورى، وبالنسبة للبلاغ الذى قدمته الحركة للنائب العام ضد اللواء الروينى أوضح أنهم لم تأتهم حتى الآن أى ردود وأنهم لديهم خطوات وإجراءات أخرى لن يعلنوا عنها أو يقوموا بها إلا بعد معرفة ردود الفعل من الطرف الآخر، وأوضح أن استمرار اعتصامهم بالميدان قبل فضه كان بناءً على طلب من أهالى الشهداء، وأنه إذا لم تتحقق مطالبنا وإذا لم تتم المحاكمات بشكل جدى سنصعد الأمور والاعتصامات ستزيد فالشعار الجديد "ثورة يعنى ثورة.. وطلبات الثورة أوامر". - ما الذى ستفعله الحركة بعد فض اعتصام ميدان التحرير وبدء المحاكمات؟ سننتظر حتى نرى نتائج المحاكمة التى ستعقد بأكاديمية الشرطة ثم بعدها سنقرر ما الذى سنفعله. - وما الذى استشفيته من أحداث جمعة لم الشمل بميدان التحرير؟ ما حدث فى الجمعة السابقة يعطى انطباعا بأن التيار الدينى وصل إلى مرحلة لابد أن يسلم فيها البلد ل"أصحاب الجلاليب والذقون التى كانت فى الميدان"، وأنا لا أقول الجلاليب والذقون ليس من قبيل الاستهزاء، ولكن من قبيل الشكل العام الموحى لما حدث بالميدان وهو أن 90 بالمائة من الميدان جاءوا للفسحة من كافة المحافظات على حساب "صاحب المَخِلّ" من أسوان واسكندرية ومطروح وخلافه وبحجم هائل من الأوتوبيسات وكأنها هجوم على الكفار، وهذا منظر لا يرعب أحد غير.. أنا أتصور أنهم أرادوا أن يرعبوا.. لأنهم رفعوا شعارات إسلامية إسلامية لا شرقية ولا غربية، والحكم بما أنزل الله، وبعض الشعارات الموحية بالطائفية أو التى تدفع فى طريقها، وهو طابع الأغلبية منهم حتى إننا عندما تناقشنا مع الشباب من السلفيين - بالطبع ليسوا جميعهم لأن هناك بعض السلفيين متنورين تماما ويتحاورون ويتناقشون، ومن الواضح أن هناك فصيلًا واحدًا فيها هو المتزن وعلى مستوى الحوار وعقلانى وعلمى وليس علمانيًا - يبدو أن أغلبهم كانوا من طوائف الشعب المسطحة على مستوى الوعى. - وهل كنت مع مطالبة المعتصمين بهذه الجمعة برفض المبادئ فوق الدستورية والذى أكده بيان اللجنة التنسيقية؟ أنا كنت أرفض رفضاً قاطعاً أن يتحدث أحد فى هذه الجمعة عن الدستور أولاً أو الانتخابات أولاً ولكن الثورة أولاً ومصر أولاً، ومن المفترض ألا يتم رفع شعار المبادئ فوق الدستورية الذى أرفضه من الأساس فأنا مع الدستور أولاً بشكل قاطع لأنه هو القاعدة التى سيبنى عليها المنزل بغض النظر عن الناس التى تقول بإرادة الجماهير، فمسألة إرادة الجماهير "ضربت بالحذاء" من المجلس العسكرى بإعلانه الدستورى فنحن لم نطالب بإلغاء الإستفتاء، فقضية أننا نتهم بأننا نلتف على إرادة الجماهير فهذا كلام يذهبون ليلعبوا به فى الغبار، فمسألة الدستور أولاً هى قناعة شخصية لدى والمفروض أن تكون قناعة لدى كل شخص غيور على وطنه دون التفاف على أى قرارات أخرى فهذا هو المطلب الصحيح. - ولماذا لم يقم المجلس العسكرى وهو بيده مقاليد الأمور باتخاذ القرار بعد عرضه على الشعب؟ أنا أرى أن هناك لغزًا لدى المجلس العسكرى لأنه على الرغم من بعض القرارات التى اتخذها وكانت صائبة إلا أن أغلبية قراراته جاءت غير صائبة بالمرة وعلى عكس ما ينادى به الناس والقوى الوطنية، فمثلاً عندما يقيم قانون للانتخابات ولا يلقى القبول عند الناس ومع ذلك يصر على إصداره؛ إذن فهناك لغز، وأيضاً عندما ينشئ قانون الأحزاب ويأتى بشكل أعقد من سابقه الذى كان موجوداً فى عهد النظام السابق ويشترط ال 5000 عضو فهو بذلك لا يريد للناس إنشاء الأحزاب، وعندما يصدر قانون مجلس الشعب ومجلس الشورى بهذا الشكل والناس كلها رافضة لهذا الأسلوب إذن هناك (إنَّ)، وأيضاً عندما يصر على الإبقاء على مجلس الشورى ولا يوجد مواطن واحد فى مصر موافق على الإبقاء عليه، فهذه بعض الأمور التى اتخذها خلال الفترة الأخيرة فقط مع علمه برفض الكثير من الناس لها إلا أنه يصر على فعل ما يريد وهو ما جعل شعوراً يتولد بأن هناك شيئًا غير طبيعى. - وما آخر التطورات بالنسبة للبلاغ الذى قدمته الحركة للنائب العام ضد اللواء الروينى قائد المنطقة المركزية العسكرية وعضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة؟ لم تأتنا حتى الآن أى ردود فعل، ولكن كل ما علمناه هو إحالة النائب العام للبلاغ إلى القضاء "النيابة" العسكرى. - وهل لديكم خطوات ستقومون بها حيال هذا الأمر غيرالبلاغ الذى قدمتموه؟ نعم؛ هناك خطوات ولكن لن نعلن عنها أو نقوم بها إلا بعد معرفة ردود الفعل من الطرف الآخر، وفى كل الأحوال اللواء الروينى لن يعتذر ولكننا سنمضى قدما فى القضية لأن هذا أمر لا يليق. - وهل تعتقد أن تقوم النيابة بحفظ البلاغ؟ نحن تعودنا من النائب العام أن كل البلاغات التى تقدم منا يتم حفظها، وهذه لها دلالة على أنه "ربيب للنظام" ويتعامل معه على أرضية المصلحة الخاصة. - فى رأيك، ما الدافع الذى يجعل شخصية فى موقع اللواء الروينى تقول هذا الكلام؟ أنا شخصياً لدى تصور أرجو ألا يكون صحيحاً وأرجو أن يكون خاطئاً، هل سمعت عن السارق عندما يسرق شنطة ويهرب بها؟. ما الذى يفعله أثناء هروبه؟. يقول حرامى حرامى.. حتى لا يقبض عليه الناس ويتصوروا أنه هو المسروق وليس السارق ويفلت منهم.. وأنا أتصور أن هذا الفعل هو نمط شبيه بذلك أنهم "على رأسهم بطحة"، وغير قادرين على اتخاذ مواقف إيجابية بشأن مطالب الثوار وهناك مطالب محورية للثوار لا فصال عليها، وأول هذه المطالب هى محاكمة حسنى مبارك ليس على قضايا الأموال فقط ولكن بداية بقضية الخيانة العظمى والفساد السياسى، وأنا أعتقد أنها لن تصل إلى هذه المحاكمة إلا محكمة للثورة أو محكمة عسكرية. كما أنهم يقومون بتبرير موقفهم بعدم محاكمته عسكريا بحجة أنهم لن يستطيعوا استرداد الأموال من الخارج وهذا "نصب واحتيال" لأن الأموال التى بالخارج نستطيع أن نأتى بها بأساليب كثيرة جداً وأعتقد أن كل الناس تعيها تماما وأولها تبادل المواقف، فدولة مثل بريطانيا أو ألمانيا أو أى دولة فى العالم ترفض إعادة الأموال التى تم سرقتها فلا بد من إعادتها وإلا سنوقف مصالحها معها عن طرق قطع العلاقات والضغط الشعبى ومنع استيراد بضائع هذه الدولة ونصادر أموالها التى لدينا هنا فى مصر وبدائل أخرى كثيرة جداً. وثانياً مسألة بقاء أجهزة الدولة الفاسدة حتى الآن، فنحن لدينا "على بابا "واحد. وهو الذى قبضنا عليه، ولكن مازال هناك "40.000 حرامى" كحد أدنى موجودين فى كل مؤسسات الدولة وهم معروفون سواء فى البنوك التى كانوا يرتعون فيها وينهبون أموالها، وفى شركات الغاز والبترول الذين صدروه لإسرائيل بدون قانون وبلاوى أخرى كثيرة. - تحدث الكثيرون عن أن أخلاق الميدان تغيرت عما كانت عليه فى بداية الثورةً وظهر فيه أناس لم يتواجدوا فى بدايتها - يقال إنهم عدائيون ويهاجمون القيادات الحاكمة وبصفة خاصة المجلس العسكرى - مما دفع البعض لأن يقول إن المجلس العسكرى بدأ صبره فى النفاد؟ من الذى نفذ صبره فينا؟ هل المجلس العسكرى أم الناس هى التى صبرها بدأ فى النفاد؟ فأنت المتحكم فى كل شىء وفى الوقت ذاته رافض أن تفعل أى شىء فهل صبرك أنت الذى ينفد؟ أم الناس التى تطالب ولا يوجد مطلب طالبت به تم تنفيذه! فهذا منطق غريب. - هل تعتقد أن يكون لذلك الأمر مردود سلبى تجاه المجلس العسكرى؟ أنا أنأى أن يكون هذا هو موقف المجلس العسكرى لأنه من المفترض أن المجلس العسكرى به أناس منضبطون ومعروفون بالتزامهم كعسكريين، فلكى أقول أن هناك ضغوط أو غيرها كلام غير مستحب الخوض فيه والدليل على ذلك أنه لا يوجد شىء يتم فعله، فلو كانت هناك ضغوط فمن المفترض أن يخرج للناس ويعلن عن هذه الضغوط حتى يتجاوب معه الناس بشكل أكبر ويقومون بوسائل الضغط على من يسبب ضغوطاً على المجلس العسكرى حتى يعلم أنه لا يوجد لديه سوى الناس فيكون لديه مبرره فى عدم تنفيذ أى أجندة أجنبية لأنه ينفذ أجنده مصرية، فهذا الكلام يشكل قلقاً لدى الناس. كما أن كلام اللواء الروينى فى تخوين القوى السياسية هناك مشكل كما كان يقول المجلس العسكرى بأننا نحصل على تمويل من الخارج بالنسبة لحركة 6 أبريل أو يقول على كفاية بأنها حركة غير مصرية، أو يقول تعالوا لتروا ماذا حدث بالبلد فى الفترة الأخيرة لكى يبرهن لنا أن هناك مخططاً أجنبياً يقوم به الناس أمثالنا تعالوا لتروا من أغلقوا مجمع التحرير ومن أعلنوا أنهم سيغلقون قناة السويس ومن كانوا يريدون غلق ميناء كذا وطريق كذا، هذا الكلام أن أستطيع أن أقول فى مقابلة شيئًا آخر حتى لا يكون الذين يطرحون هذا الكلام جالسين بكل راحتهم، ومن الممكن أن أقول أريد مراجعة جميع قرارات المجلس منذ صدورها إلى يومنا الحالى، فهذا يعطى دليلاً بأن الذى يصدر هذه القرارات دون الرجوع للناس وقرارات رفضها جميعهم فما معنى ذلك؟ معناه أن هذا يريد تخريب البلد ويريد أن يخلق حالة من الفتنة داخل البلد حينما يتقول على أناس يعلم تماما بأن ظفر أصبع من قدم واحدٍ من القوى السياسية الفاعلة فى الشارع من قبل الثورة وأثنائها وبعدها برقبة أى شخص يتقول علينا بهذا الكلام. - وصف البعض الشعارات التى رفعها المعتصمون ضد المجلس العسكرى أثناء المسيرة - والتى تقول إحداها "المجلس العسكرى.. عفواً.. لقد نفذ رصيدكم" - بأنها كانت شعارات هجومية قد تجعله فى حالة استياء؟ هذه مسائل طبيعية، وأنا شخصيا وضعت ملصقاً على سيارتى أقول فيه "رضينا بالمجلس والمجلس مش راضى بينا" فهذا يعد إيحاءً وتعبيراً عما يشفى صدرى، كما أن هناك أشخاصًا يكونون مبالغين فى تصرفاتهم وآخرين معتدلين، وفى أى ثورات وفى أى حشد ستجد هذا الأمر. - تمويل الحركات السياسية قضية شائكة. فمن أين تحصل حركة كفاية على الأموال اللازمة لأداء التزاماتها من مصاريف دعاية وندوات ومؤتمرات وغيرها من مثل هذه الأمور؟ هل تعلم - وهذا الكلام أول مرة يعرفه الناس - أننا لم ندفع إيجار المقر الخاص بالحركة منذ شهرين؟ وهل تعلم اننا سنترك المكان لعدم قدرتنا على سداد الإيجار؟ وهل تعلم أن ما تم صرفه منذ أن نشأت الحركة وحتى الآن لا يصل إلى عشرات الآلاف، فهذا كلام مسخرة بأن يتقول الناس على أسيادهم. - ولكنك لم تخبرنى من أين تأتون بهذه الآلاف؟ نقوم بجمع الأموال من بعضنا البعض ولسنا نحن فقط ولكن من الطلبة والشباب الموجودين الذين لا يعملون لا نطلب منهم شيئًا، فنحن فى كل اجتماع أو اثنين أو ثلاثة اجتماعات خلال الشهر نقوم بجمع إيجار المقر من الموجودين بهذه الاجتماعات كل حسب مقدرته، وليس هناك إجبار على أحد بأن يدفع مبلغًا محددًا، وكان العمل خلال الفترة الأخيرة التى ترونها لا يوجد سوى البوستر الذى ترونه واليفط القماش والبيانات ولا يوجد لدينا شىء آخر نقوم به فنحن لا يوجد لدينا موظف. - وهل لحركة كفاية أى فروع أو مكاتب بالدول الخارجية عربية كانت أم أجنبية؟ لا، ولكننا كنا أول حركة حملت هذا الاسم وانتشر كالنار فى الهشيم سواء على المستوى المصرى أو العربى أو الدولى فالاسم فى حد ذاته كانت له دلالة، ونتيجة للأثر الإيجابى الذى أحدثه هذا الاسم قبل الثورة لدى مختلف قوى التحرر فقد ألهمهم هذا الشعار مما دفع الكثير منها إلى أن تتخذه شعاراً لها، فإذا جاءت مجموعة أو حركة أو اية قوى سياسية من أى مكان وتطلب منا اتخاذ شعار حركة كفاية كشعار لها فنحن نرحب بذلك. - وماذا كان رد فعلكم على ظهور معتصمى روكسى ومهاجمتهم لبعض تصرفات معتصمى ميدان التحرير والتى كانت بالفعل محل نقد من الناس؟ - وهل كثرة الائتلافات التى انتشرت بصورة ملحوظة فى الفترة الأخيرة يمكن أن تفتت القوى السياسية؟ أرى أن هذه الائتلافات مغرضة فهناك قوى سياسية وبعض الأحزاب كانت لها تواجد قبل بدء الثورة بفترات وأثناء الثورة وبعدها فهؤلاء لا يستطيع أحد أن يزايد عليهم فهم قوى وطنية بالفعل، لكن غير المنطقى أن يكون هناك 250 ائتلافًا لأن أصحاب تلك الائتلافات لم تفق من نومها ووجدت نفسها ائتلافات، ولكن هذا ليس ضاراً فى كل الائتلافات لأن هناك ائتلافات حقيقية وقد لا تعد على أصابع اليد الخمسة لكن الباقى منها يتم تصنيفه على أنه إما من بقايا الفلول أو شباب يريد الظهور فى الصورة.