الشيخ قال للقاضي: أكمل المثل يا حضرة القاضي، فكرر المثل نفسه ••• وقال: اتق شر من أحسنت إليه، فقال الشعراوي مرة أخري: أكمل المثل يا حضرة القاضي ••• فلم يكمل القاضي !!! فقال الشعراوي رحمه الله: النص الكامل يقول: اتق شر من أحسنت إليه بدوام الإحسان إليه، يعني ••• واصل إحسانك ••• لتتقي شر المحسن إليه• هذه الحكاية الجميلة والمعبرة توحي بأن المثل الذي قيل عن أحد السلف أو من الأقوال المأثورة التي يحفظها الناس منقوصة غير مكتملة مثل من يردد الآية الكريمة التي تقول: "لا تقربوا الصلاة" ولا يكملها لتكون: "لا تقربوا الصلاة وأنتم سكاري"، توحي بأن هناك خطأ وقع فيه الناس وما زالوا حتي تفشت فيهم وبينهم جرائم وأمراض وعلل اجتماعية لم تكن فيمن قبلهم، وحلها يحتاج إلي جراحة صعبة من مختصين وخبراء وعلماء لا يكون همهم أو شغلهم في حياتهم إلا البحث عن حل جذري وكامل لهذه العلل التي تضرب في كل اتجاه، ولا توفر مكانا شعبيا أو راقيا إلا وجدت فيه• ففي أسبوع واحد فقط حدثت عدة جرائم كانت الإهانة هي السبب المباشر لها نختار منها جريمتين بشعتين، رغم أن كل الجرائم التي ترتكب اليوم بشعة وبطريقة توحي بأن مرتكبيها فقدوا إنسانيتهم وضمائرهم وبصيرتهم، فالجريمة الأولي: فقدت بسببها عائلة ولديها اللذين يبلغان من العمرإحدي عشرة سنة وست سنوات، والجاني ليس بعيدا عنهم وإنما من أقرب أقربائهم، فهو ابن خالتهم والذي يعمل عند والدهم في ورشة للدهان، ولكن إهانات الوالد وزوجته له جعلته يكره خاله وزوجة خاله وربما الدنيا بأكملها ويقوم بقتل الطفلين ليقهر الوالد علي ما أصابه منه والتضييق عليه وإعطائه أجره منقوصا، رغم أن الأجير أو العامل لابد أن يأخذ أجره كاملا وقبل أن يجف عرقه، كما أوصي بذلك الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم: "أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه"• وليس معني ذلك أن يقوم هذا الشاب بجريمته بسبب إهانة خاله أو زوجة خاله والتي قال عنها في اعترافاته: "مرات خالي مش "طايقة تشوف وشي•• شتائم وإهانة وسب ومعاملة بجفاء"، ولكنها الحقيقة التي تغيب عنا والإحسان الذي يجب أن نقوم به وزيادة من عندنا، فهذا الإحسان الزائد حبتين لن يقلل من المال شيئا بل يجعل المرء المحسن إليه يستحي من فعل أي شيء خطأ أو جريمة• وأما الجريمة الثانية فبرغم أن الإهانة كانت من الزوجة التي تسببت في أذية كثير من خلق الله علي يد زوجها فإن صاحبها وللأسف دكتور يستحق علي جريمته القتل ولا يستحق الرحمة برغم ما يزعمه من أن علي الناس أن تعامله كمريض نفسي وليس مجرما، فالدكتور غير المبجل قبض عليه بسبب توزيعه سيديهات سجل عليها ممارساته الجنسية مع عدد من مريضاته في عيادته بالوراق، ويعلل فعلته بسبب إهانة زوجته له واتهامها له بالضعف الجنسي وإصرارها علي الطلاق•