بعد نحو خمس سنوات من تأسيس مجلة البوتقة في إبريل 2006, وحرصاً من محررة المجلة, هالة صلاح الدين حسين, على استمرار المجلة الإلكترونية غير هادفة إلى الربح, تتخذ المجلة شكلاً آخر, شكلاً لا يلغي بأية صورة من الصور الوسيط الإلكتروني بل يكمله. إذ تم تأسيس دار البوتقة للنشر والتوزيع في القاهرة بجهود فردية من محررة المجلة بهدف عرض مشهد متكامل لتراجم آداب اللغة الإنجليزية المعاصرة إلى اللغة العربية. سوف تولي الدار نظرة خاصة إلى فن القصة القصيرة, فن في سبيله إلى التهميش مع تعاظم الاهتمام بالرواية وإجحاف الأجناس الأدبية الأخرى. وعليه سوف تنصب غاية الدار على رسم خريطة أدبية متخيلة للقص القصير وإحياء الاهتمام بهذا الفن بكل ما يضمه من عوالم تقنية وإمكانيات أدبية. وبالتوازي مع نشاط مجلة البوتقة المتواصل -- لا استكمالاًً لمسيرة إلكترونية قد تنقطع يوماً -- سوف تعمل الدار على إنعاش نوع أدبي تضاءل تحت سطوة متطلبات السوق سعياً إلى إثراء المكتبة العربية بمجموعة منتقاة من المختارات القصصية خطها مبدعون لم ينتهوا من قبل إلى آذان القارئ العربي وإن كانوا ينسجون إبداعات تعيد تعريف فن القصة وتحمل في طياتها عوامل الدهشة والابتكار. ومن الجدير بالذكر أن مجلة البوتقة هي الدورية الوحيدة في العالم العربي التي تترجم القصة القصيرة المكتوبة باللغة الإنجليزية على نحو منهجي ونظامي. إذ تضطلع بمهمة نبش خيرة المختارات الأدبية الصادرة في العالم أجمع بحثاً عن حكايات تتناول قضايا إنسانية تكشف النقاب عن المحجوب من بلايا البشرية، أقلام تُعبر عن مضطهدين لا صوت لهم وتبعث برسالة إلى القارئ عبر تجارب المبدعين الفنية. وتخطط دار البوتقة في سنتها الأولى لنشر ستة كتب من المختارات القصصية المترجمة, من بينها ثلاثة كتب بمنحة كريمة من الصندوق العربي للثقافة والفنون. ويشار إلى أن مجلة البوتقة لها دور في إرساء تقاليد حقوق النشر والملكية, إذ تحصل على حقوق ترجمة كل القصص ونشرها بين صفحاتها. وقد تكرم العديد من المبدعين والوكلاء الأدبيين ودور النشر الأجنبية بدعم دار البوتقة الوليد من خلال منحها الحق في نشر قصصهم ورقياً.