ساهمت شبكات التواصل الاجتماعي مثل ال "فيس بوك" و"تويتر"، في نشر الثورة في قطاعات عريضة في العالم العربي، مثل مصر وتونس.. حيث ترى الباحثة في العلوم الاجتماعية الألمانية سوزان كرونرت أوتمان، أن هناك وسيطا مختلفا تماما ساهم في اندلاع هذه الثورات، ألا وهو الكتاب المدرسي الجيد، وقالت: أدخلت الكثير من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا موضوعات حقوق الإنسان في الكتب المدرسية الحديثة لكي تظهر أنها منفتحة على العالم وحديثة.. وقامت أوتمان ببحث الكتب المدرسية في عدد من الدول العربية بالتعاون مع زميلها التونسي سرحان دهويب، وركزت في ذلك على قضايا حقوق الإنسان التي تطرحها تلك الكتب مثل الحرية وتحديد المصير. وحول نتائج بحثها، قالت أوتمان: توجد في تلك الكتب الكثير من المثاليات، لكن السياسة الواقعية مختلفة عنها.. مضيفةً أن المدارس في تونس - على سبيل المثال - تتمتع بمساحات من الحرية ، إلا أن النظام كان يستهين على ما يبدو بتأثير المدارس والتعليم. وفي هذا الشأن، قال دهيوب الذي كان يعمل مدرسا بتونس والذي يقوم حاليا بتدريس الفلسفة بجامعة كاسل الألمانية: يتم في الحصص المدرسية في تونس تناول موضوعات حول فلاسفة من الغرب مثل جان جاك روسو ومانويل كانت وفريدريش هيجل بجانب الفلاسفة العرب أيضا.. مشيرًا إلى أن التلاميذ يناقشون تلك الموضوعات أيضا مع آبائهم أو أئمة المساجد. وذكرت أوتمان أن الفجوة الواسعة بين القيم الديمقراطية التي تطرحها الكتب المدرسية والواقع السياسي، ساهمت في تعزيز الاستعداد لدى المواطنين المثقفين للخروج إلى الشوارع للمطالبة بحقوقهم، بدلا من انتظار تحقيق وعود الديمقراطية والمشاركة السياسية.