علي الرغم من اختلاف مواقف الفنانين المصريين اثناء اندلاع الثورة الشعبية بين مؤيد و معارض، الا ان الصورة التي رسموها لمستقبل البلاد، لم تختلف كثيرا في لوحاتهم بعد الثورة، و لم تؤثر أيضا فيها ردود أفعالهم الغاضبة بين إدانة لمواقف الشباب الثوار أو تأييد لهم ليجتمعوا علي أن تغيير الواقع واعادة الامل في مستقبل مصر هو الاحري في الوقت الراهن . بداية تقول نجلاء فتحي : مبروك لمصر بجميع طوائفها، ممن حققوا ما لم يتوقعه أحد بعد أن استطاع الشباب استرداد الكرامة والعزة من جديد أمام العالم بأسره، كما أنني سعيدة للغاية بفرحة الدول العربية بما انجزناه فحينما كنت اسافر لأي دولة عربية كان الجميع هناك يسألونني عن الاوضاع التي تعانيها مصر، وكيف يرضي شعبها بذلك وتلك الاسئلة كانت تحرجني للغاية، ولا اجد لها ردا حتي جاوب عني شباب 25 يناير ممن رفعوا رؤوسنا عالياً. و تضيف : يجب أن نحرص خلال الفترة المقبلة، علي أن نعمل بحب وتفانو من أجل مصلحة هذا الوطن، وأن يصبح كل همنا هو مصلحة الدولة والمواطنين وليس أي مصلحة شخصية، حيث اتوقع أن تحقق مصر نجاحات كثيرة لم تحدث من قبل في جميع المجالات خلال الفترة المقبلة، فدولتنا حاليا تعيش حالة إفاقة وصحوة من الاوضاع الصعبة التي كانت تعانيها مسبقا. ويقول صلاح السعدني : إن هذه الثورة هي لحظة مهمة جدا في حياتي ؛ لأني اعتبر نفسي من ابناء ثورة يوليو، ولو أن عمري كان وقتها 8 سنوات، فلم اكن افهم شيئاً مما يدور، لكن ثورة التحرير شاركت فيها منذ بدايتها وشاهدتها وهي تحقق اهدافها يوما بيوم ؛ لذلك اعتبرها اول ثورة حقيقية في تاريخ الشعب المصري، و الجيل الحالي هو اعظم جيل مر في تاريخ مصر لانه واع ومستنير ومنضبط. و يضيف : أتمني أن يتم تطهير مصر من كل فاسد ؛ لاننا في حاجة الي اعادة بناء الدولة بشكل يحقق عدالة اجتماعية وتكافؤ فرص ومساواة بين الجميع و هذه فرصة للدعوة الي تطوير الفن المصري بكافة اشكاله بأن يعود إلي عرش الدراما في وطننا العربي من خلال الارتقاء بمضمونه و فنياته. ويشير يحيي الفخراني إلي غامر سعادته لما حدث في مصر، وانه فخور ب"مصريته"، ولكن يتمني أن يعود البناء الحقيقي للدولة وتعويض كل الخسائر التي حدثت حتي تعود مصر قوية. ويطالب أبناء الشعب بأن يواجهوا كل السلبيات وأن يتصدوا للفساد ويعملوا علي محاسبة الفاسدين، ممن تسببوا في كل الاوضاع التي وصلنا اليها والتي قادت الشعب المصري الي ثورة حقيقية طهرت البلاد، مؤكدا أنه بقوة وصلابة شعبنا نستطيع أن نحقق المعجزات في الفترات القادمة لتصبح مصر في مصاف الدول المتقدمة . أما عن الفن المصري ومدي تأثره بثورة 25 يناير فيضيف : أتمني أن تتغير جميع السيناريوهات التافهة وأن يصبح الفن عبارة عن دراما وافلام قوية تناقش مضموناً جيداً وأن يحدث نوع من انواع النضج للفن وان يستعيد هيبته ومكانته القوية واتوقع ان يحدث تغيير كبير في خريطة السينما المصرية في الفترة القادمة. وفي السياق نفسه يقول الشاعر عبد الرحمن الابنودي: إن مصر في الفترة القادمة يجب أن يقودها الشباب لانهم اثبتوا أنهم أكثر وعياً وثقافة واقل تلوثاً، وأنهم قادرون علي الوصول بمصر إلي مركز متقدم وقادرون أيضا علي تحقيق جميع مطالب الثورة؛ لذلك يجب أن توضع زمام الامور في يد الشباب المصري الذين دفعوا دماءهم في سبيل ازاحة الوضع القديم . و يؤكد الأبنودي أنه من الضروري أن تتحقق الديمقراطية بكل أشكالها وتلغي أمور الوساطة والمحسوبية ؛ لتصبح الكفاءة هي الفيصل في جميع الامور. أما سميرة أحمد فقد توقعت مستقبل مبهر لمصر في الفترة القادمة، ورحبت بأن يشمل التغيير في البلاد كل شئ في حياتنا بدءاً بإختفاء رموز الفساد ممن كانوا يسيطرون علي ثروات الدولة من قبل ؛ لتنهض مصر وتخرج من محنتها. وعبرآسر ياسين عن فرحته بنجاح الثورة وتحقيق جميع مطالبها معبرا عن تفاؤله الشديد بما سوف يحدث في مصر خلال الفترة المقبلة، مؤكدا أن شباب الثورة يستطيع صنع المعجزات بعد أن استطاع تحقيق العدالة والمساواة بين الجميع. و يتفق مع غيره من النجوم في أن ما تقدمه الدراما التليفزيونية والسينما يجب ان يتغير تماما في الفترة القادمة حيث أن الوضع اختلف، واصبح الكثير علي دراية وثقافة لذلك يجب علي الافلام التجارية ان تختفي وأن تناقش الدراما التليفزيونية المقبلة الاحداث التي مرت بها البلاد من فساد وظلم واهدار للمال العام بالاضافة الي احداث الثورة ومدي عظمة هذا الشعب الجليل في تحقيق مطالبه وثورته السلمية التي تحدثت عنها جميع دول العالم . ويؤكد أشرف عبد الباقي أن الفن المصري تأثر بشكل كبير بالثورة المصرية، ومن المؤكد أن الفن سوف يتناول كل ما حدث سواء في ميدان التحرير أو الوقفات البطولية التي قامت بها اللجان الشعبية في حماية الدولة وممتلكاتها بعد أن ضرب الشعب المصري افضل مثال في حب الحرية وعشق البطولة. وتبني خالد الصاوي مطالب الشباب الذين رافقهم في الثورة مطالبا باسترجاع حقوق المصريين المسلوبة وتحقيق المساواة بين الجميع متمنيا أن تستقر الاوضاع في مصر وان يتحقق المستقبل الباهر الذي تمناه الشباب الواعي الذي سعي الي الميدان حتي يطلب بحقوقه. ويقول هشام سليم : "مبروك علي مصر كلها، ولابد للشعب المصري أن ينسي جميع السلبيات التي رآها في الماضي وأن يعمل علي نهضة مصر وتقدمها، ولابد أن يبدأ كل انسان بنفسه وأن يطور من حياته حتي تتطور الدولة نفسها. ويضيف : "انا باعتباري ممثلاً، فقد طلبت واظل اطالب بوجود خطة فنية تضعها الدولة ويسير عليها الفن المصري، فلابد الا يظهر في فيلم شخص يصبح غنياً في لحظة وأن يصبح رموز الفساد هم المشاهير فيجب وجود خطة موضوعية بالاتفاق مع المنتجين بان تحمل الاعمال الفنية القادمة موضوعات عن المبادئ والشرف والامانة وحب الوطن . و يؤكد المخرج خالد يوسف علي سعادته البالغة بما قام به الشباب المصري قائلا : "أرسل تحية لكل من سالت دمائهم من اجل الثورة، واطالب بتخليد اسماؤهم في كل ميدان بمصر ؛ لان فضلهم كبير في تحقيق هذا الانجاز العظيم، ولكن نحن حاليا امام مهمة صعبة وهي اعادة بناء مصر التي تحتاج لجميع جهود ابنائها" و يؤكد ثقته ان روح الوطنية التي غمرت الجموع سوف تستمر إلي أن تصل مصر الي مركز حضاري متقدم . ويشير يوسف إلي أنه يعد فيلماً سينمائي عن ثورة شباب 25 يناير مؤكدا أنه سوف يوضح أموراً وخبايا عديدة لم يكن يعرفها أحد من قبل عن ثورة التحرير.