هي أول مصرية تضع موسيقى تصويرية للأفلام، وأول بطلة في تاريخ السينما المصرية، كما أنها صاحبة أول أسطوانة موسيقية تظهر في الأسواق المصرية عام 1926، وأنشأت أول نقابة للمهن الموسيقية في مصر عام 1937، حينما كانت تبلغ من العمر 29 عامًا، بالإضافة إلى قيامها بالإنتاج والإخراج للعديد من الأفلام، إننا نتحدث عن متعددة المواهب الفنانة بهيجة حافظ، التي تحل اليوم ذكرى ميلادها. ولدت بهيجة حافظ في الرابع من أغسطس عام 1908 بمحافظة الإسكندرية، تلقت تعليمها ما بين مدرستي "الفرنسيسكان" الإيطالية و"الميردو ديوه" الفرنسية، والدها هو إسماعيل باشا محمد حافظ ناظر الخاصة السلطانية في عهد السلطان حسن كامل، وكان يعشق الموسيقى ويعزف على العود والقانون والرق والبيانو، كما كانت والدتها تعزف على الكمان والفيولنسيل. عشقت بهيجة حافظ الفن بسبب نشأتها في عائلة تهوى الموسيقى، وهو الأمر الذي جعلها تتعلم العزف على "البيانو" في سن مبكرة، حيث ألفت أول مقطوعة موسيقية وهي في عامها التاسع، ويرجع الفضل في حبها للموسيقى إلى المايسترو الإيطالي "جيوفاني بورجيزي"، الذي علمها قواعد الموسيقى الغربية، وكان المايسترو دائم التردد على قصر والدها بمنطقة "محرم بك" نظرًا للصداقة القوية التي كانت تجمعهما، حيث كان المايسترو يقود آنذاك الفرقة الموسيقية بالإسكندرية. سافرت بهيجة حافظ إلى فرنسا لدراسة الموسيقى وهي في الخامسة عشر من عمرها، فحصلت على دبلوم تلحين الموسيقى، ثم سافرت إلى برلين ودرست فن الإخراج والمونتاج. وعادت بعد عام واحد، لتُسجل 18 مقطوعة موسيقية؛ تم إذاعتها في المحطات الفرنسية المختلفة آنذاك، وكانت بهيجة حافظ أول مصرية تُقبل عضوة في جمعية المؤلفين بباريس، وحصلت على حق الأداء العلني لألحانها. دخلت عالم التمثيل حينما شاهد صورتها المخرج محمد كريم على غلاف مجلة "المستقبل" في عام 1930، حيث كان يبحث عن وجه جديد لدور البطولة في أحداث فيلم "زينب"، أول فيلم مصري صامت، وبمجرد عرض الأمر عليها؛ أبدت ترحيبًا واسعًا بالدخول إلى عالم التمثيل، كما قامت أيضًا بتلحين الموسيقى التصويرية للفيلم، ولم تتخذ أجرًا عن عملها بالفيلم، وذلك إيمانًا منها بأهمية دور السينما في مناقشة القضايا الهامة والارتقاء بالوطن، وحقق الفيلم حينها نجاحًا باهرًا بعد أن شاركها البطولة "سراج منير" و"زكي رستم"، لتتوالى أفلامها الناجحة مثل "الضحايا" و"الاتهام" و"زهرة السوق". لم تكتفي بهيجة حافظ بالتمثيل فقط إلى جانب التلحين بل أظهرت براعتها أيضًا في تصميم الأزياء والإخراج والإنتاج، حيث قامت بإنشاء شركة "فنار فيلم" للإنتاج السينمائي، لتقوم بإنتاج وإخراج وتصميم أزياء فيلم "ليلى بنت الصحراء"، وهو الفيلم الذي مثل حدثًا تاريخيًا في السينما المصرية لما تضمنه من ديكورات ضخمة وأزياء باهرة، فضلًا عن محتوى الفيلم الذي كان جديدًا على السينما المصرية، حيث كان أول فيلم يستخدم اللغة العربية الفصحى، وقد شاركها في بطولة الفيلم كلًا من "حسين رياض" و"زكي رستم" و"عبد المجيد شكري" و"راقية إبراهيم".. لكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن، حيث تم منع الفيلم من العرض داخل البلاد وخارجها، بعد صدور قرار ملكي بمنعه من التداول بسبب اعتراض من الحكومة الإيرانية على قصة الفيلم آنذاك.. وهو الأمر الذي أدى إلى إفلاس شركة "فنار فيلم" للإنتاج السينمائي التي كانت تمتلكها بهيجة حافظ، وهو الحدث الذي جعلها تتوقف عن الإنتاج لمدة 10 سنوات نظرًا لما تكبدته من خسائر مالية فادحة بعد أن أنفقت قرابة 60 ألف جنيه على عملية إنتاج الفيلم. ظلت بهيجة حافظ تسعى سنوات عديدة لعرض الفيلم الذي تم منع تداوله، وفي عام 1944 نجحت في الحصول على حكم قضائي بعرض الفيلم، وذلك بعد أن قامت بتغيير اسمه إلى "ليلى البدوية"، بالإضافة إلى تعديل بعض مشاهده. عادت شركة "فنار فيلم" التي تمتلكها بهيجة حافظ إلى العمل بعد مضي عشرة أعوام من التوقف، لتنتج فيلم "زهرة السوق" عام 1947 بطولة "بهيجة حافظ" و"أحمد منصور" و"كمال حسين" و"علوية جميل" و"عبد الفتاح القصري"، وبالرغم من أن الفيلم قد ضم عددًا كبيرًا من النجوم، إلا أن الحظ لم يحالفه، وكان سببًا في خسارة بهيجة حافظ لمبالغ طائلة مما أدى إلى إفلاسها تمامًا ونهائيًا، وابتعادها عن الإنتاج والتمثيل حتى كان ظهورها الأخير في دور محدود من أحداث فيلم "القاهرة 30" عام 1968. أنشأت بهيجة حافظ صالونًا ثقافيًا خاصًا، وذلك داخل قصرها المجاور لقصر هدى شعراوي في شارع قصر النيل بالقاهرة، وهو الصالون الذي كان له نشاطًا ثقافيًا وفنيًا بارزًا، حيث كانت تقام الندوات الفنية الغنائية، بالإضافة إلى فقرات الشعر التي كان يحضُرها كبار الشعراء وقتئذ أمثال "علي الجنبلاطي" و"روحية القليني". عانت بهيجة حافظ في آخر أيامها من الوحدة وعدم الأهتمام من جانب معارفها، بعد أن عاشت فترة شبابها بين أضواء الشهرة والمجد، حتى غادرت عالمنا في الثالث عشر من ديسمبر عام 1983، وكانت النهاية مفجعة وذلك حينما تم اكتشاف وفاتها بعد يومين من حدوث الوفاة، حيث علم الجيران بوفاتها بعد أنبعاث رائحة كريهة من مسكنها لينطلق خبر وفاتها، وترحل عن دنيانا الفنانة بهيجة حافظ عن عمر ناهز 75 عامًا، تاركة بصمة واضحة لن تنساها ذاكرة الفن. هي أول مصرية تضع موسيقى تصويرية للأفلام، وأول بطلة في تاريخ السينما المصرية، كما أنها صاحبة أول أسطوانة موسيقية تظهر في الأسواق المصرية عام 1926، وأنشأت أول نقابة للمهن الموسيقية في مصر عام 1937، حينما كانت تبلغ من العمر 29 عامًا، بالإضافة إلى قيامها بالإنتاج والإخراج للعديد من الأفلام، إننا نتحدث عن متعددة المواهب الفنانة بهيجة حافظ، التي تحل اليوم ذكرى ميلادها. ولدت بهيجة حافظ في الرابع من أغسطس عام 1908 بمحافظة الإسكندرية، تلقت تعليمها ما بين مدرستي "الفرنسيسكان" الإيطالية و"الميردو ديوه" الفرنسية، والدها هو إسماعيل باشا محمد حافظ ناظر الخاصة السلطانية في عهد السلطان حسن كامل، وكان يعشق الموسيقى ويعزف على العود والقانون والرق والبيانو، كما كانت والدتها تعزف على الكمان والفيولنسيل. عشقت بهيجة حافظ الفن بسبب نشأتها في عائلة تهوى الموسيقى، وهو الأمر الذي جعلها تتعلم العزف على "البيانو" في سن مبكرة، حيث ألفت أول مقطوعة موسيقية وهي في عامها التاسع، ويرجع الفضل في حبها للموسيقى إلى المايسترو الإيطالي "جيوفاني بورجيزي"، الذي علمها قواعد الموسيقى الغربية، وكان المايسترو دائم التردد على قصر والدها بمنطقة "محرم بك" نظرًا للصداقة القوية التي كانت تجمعهما، حيث كان المايسترو يقود آنذاك الفرقة الموسيقية بالإسكندرية. سافرت بهيجة حافظ إلى فرنسا لدراسة الموسيقى وهي في الخامسة عشر من عمرها، فحصلت على دبلوم تلحين الموسيقى، ثم سافرت إلى برلين ودرست فن الإخراج والمونتاج. وعادت بعد عام واحد، لتُسجل 18 مقطوعة موسيقية؛ تم إذاعتها في المحطات الفرنسية المختلفة آنذاك، وكانت بهيجة حافظ أول مصرية تُقبل عضوة في جمعية المؤلفين بباريس، وحصلت على حق الأداء العلني لألحانها. دخلت عالم التمثيل حينما شاهد صورتها المخرج محمد كريم على غلاف مجلة "المستقبل" في عام 1930، حيث كان يبحث عن وجه جديد لدور البطولة في أحداث فيلم "زينب"، أول فيلم مصري صامت، وبمجرد عرض الأمر عليها؛ أبدت ترحيبًا واسعًا بالدخول إلى عالم التمثيل، كما قامت أيضًا بتلحين الموسيقى التصويرية للفيلم، ولم تتخذ أجرًا عن عملها بالفيلم، وذلك إيمانًا منها بأهمية دور السينما في مناقشة القضايا الهامة والارتقاء بالوطن، وحقق الفيلم حينها نجاحًا باهرًا بعد أن شاركها البطولة "سراج منير" و"زكي رستم"، لتتوالى أفلامها الناجحة مثل "الضحايا" و"الاتهام" و"زهرة السوق". لم تكتفي بهيجة حافظ بالتمثيل فقط إلى جانب التلحين بل أظهرت براعتها أيضًا في تصميم الأزياء والإخراج والإنتاج، حيث قامت بإنشاء شركة "فنار فيلم" للإنتاج السينمائي، لتقوم بإنتاج وإخراج وتصميم أزياء فيلم "ليلى بنت الصحراء"، وهو الفيلم الذي مثل حدثًا تاريخيًا في السينما المصرية لما تضمنه من ديكورات ضخمة وأزياء باهرة، فضلًا عن محتوى الفيلم الذي كان جديدًا على السينما المصرية، حيث كان أول فيلم يستخدم اللغة العربية الفصحى، وقد شاركها في بطولة الفيلم كلًا من "حسين رياض" و"زكي رستم" و"عبد المجيد شكري" و"راقية إبراهيم".. لكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن، حيث تم منع الفيلم من العرض داخل البلاد وخارجها، بعد صدور قرار ملكي بمنعه من التداول بسبب اعتراض من الحكومة الإيرانية على قصة الفيلم آنذاك.. وهو الأمر الذي أدى إلى إفلاس شركة "فنار فيلم" للإنتاج السينمائي التي كانت تمتلكها بهيجة حافظ، وهو الحدث الذي جعلها تتوقف عن الإنتاج لمدة 10 سنوات نظرًا لما تكبدته من خسائر مالية فادحة بعد أن أنفقت قرابة 60 ألف جنيه على عملية إنتاج الفيلم. ظلت بهيجة حافظ تسعى سنوات عديدة لعرض الفيلم الذي تم منع تداوله، وفي عام 1944 نجحت في الحصول على حكم قضائي بعرض الفيلم، وذلك بعد أن قامت بتغيير اسمه إلى "ليلى البدوية"، بالإضافة إلى تعديل بعض مشاهده. عادت شركة "فنار فيلم" التي تمتلكها بهيجة حافظ إلى العمل بعد مضي عشرة أعوام من التوقف، لتنتج فيلم "زهرة السوق" عام 1947 بطولة "بهيجة حافظ" و"أحمد منصور" و"كمال حسين" و"علوية جميل" و"عبد الفتاح القصري"، وبالرغم من أن الفيلم قد ضم عددًا كبيرًا من النجوم، إلا أن الحظ لم يحالفه، وكان سببًا في خسارة بهيجة حافظ لمبالغ طائلة مما أدى إلى إفلاسها تمامًا ونهائيًا، وابتعادها عن الإنتاج والتمثيل حتى كان ظهورها الأخير في دور محدود من أحداث فيلم "القاهرة 30" عام 1968. أنشأت بهيجة حافظ صالونًا ثقافيًا خاصًا، وذلك داخل قصرها المجاور لقصر هدى شعراوي في شارع قصر النيل بالقاهرة، وهو الصالون الذي كان له نشاطًا ثقافيًا وفنيًا بارزًا، حيث كانت تقام الندوات الفنية الغنائية، بالإضافة إلى فقرات الشعر التي كان يحضُرها كبار الشعراء وقتئذ أمثال "علي الجنبلاطي" و"روحية القليني". عانت بهيجة حافظ في آخر أيامها من الوحدة وعدم الأهتمام من جانب معارفها، بعد أن عاشت فترة شبابها بين أضواء الشهرة والمجد، حتى غادرت عالمنا في الثالث عشر من ديسمبر عام 1983، وكانت النهاية مفجعة وذلك حينما تم اكتشاف وفاتها بعد يومين من حدوث الوفاة، حيث علم الجيران بوفاتها بعد أنبعاث رائحة كريهة من مسكنها لينطلق خبر وفاتها، وترحل عن دنيانا الفنانة بهيجة حافظ عن عمر ناهز 75 عامًا، تاركة بصمة واضحة لن تنساها ذاكرة الفن.