كونتكت وضامن تتعاونان لتقديم حلول دفع مبتكرة وتحسين تجربة العملاء    محمود محيي الدين يستعرض استراتيجيات التمويل المستدام في المنتدى السنوي للميثاق العالمي للأمم المتحدة    حزب المؤتمر: التحرك المصري أمام «العدل الدولية» مكسب للقضية الفلسطينية    عمرو أديب: خسارة مصر تعتبر فادحة بالنسبة للإسرائيليين    عمرو أديب عن تأخر الزمالك أمام نهضة بركان بهدفين: نتيجة ثقيلة ومعندناش حظ الأهلي    عبدالمنعم إمام: مئات الآلاف من الشباب وصغار السن بمصر يشاركون في مواقع المراهنات الرياضية    عاجل: طريقة الحصول أرقام جلوس الدبلومات الفنية 2024 عبر الموقع الرسمي    إصابة نقيب شرطة بالأمن المركزي في حادث تصادم بالدقهلية    يضم مدفن شاه لإيران.. أهمية المسجد الرفاعي بعد دخوله دائرة التطوير    محافظ مطروح: قافلة طبية مجانية إلى مستشفى مدينة الحمام المركزي    طريقة عمل المفطح السعودى بالمنزل بخطوات بسيطة    أستاذ علوم سياسية: تحرك مصر الرسمي أمام محكمة العدل يُكذب دعاوى الاحتلال    هام لمن تلقى لقاح «أسترازينيكا».. إليك هذه النصائح | عاجل    رئيس «البحوث الفلكية»: مصر بعيدة عن أي ضرر من العاصفة الشمسية    خيرات مستقبل مصر.. مشروعات عملاقة للاستصلاح الزراعي والتصنيع والإنتاج الحيواني    ثقافة جنوب سيناء تناقش نشأة لغة الإشارة وأهميتها    أول تعليق من "شعبة المصورين" على منع تصوير الجنازات في المساجد    أقل سعر أضحية في مصر من «حياة كريمة» وأعلى جودة.. اعرف التفاصيل    7 معلومات عن أول تاكسي ذكي في العاصمة الإدارية الجديدة.. مزود بكاميرات وGPS    بوتين يعين شويجو سكرتيرا لمجلس الأمن الروسي    محافظ الأقصر يفتتح محطة رفع صرف صحي القباحي الشرقي    فتح باب التقديم لهيئة تدريس جامعة طنطا لشغل مهام مديري وحدات ضمان الجودة ب 3 كليات    رئيس مدينة دمنهور: حياة كريمة مشروعات تتحقق على أرض الواقع    الصحة: إغلاق عيادة للتجميل مخالفة يعمل بها منتحل صفة طبيب بمدينة نصر    أتلتيكو مدريد يحسم فوزًا ثمينًا على سيلتا فيجو بالدوري الإسباني    بشأن تمكين.. عبدالله رشدي يعلن استعداده لمناظرة إسلام بحيري    رئيس جامعة عين شمس يستقبل السفير البريطاني لبحث تعزيز التعاون المشترك    الأعلى للصوفية: اهتمام الرئيس بمساجد آل البيت رسالة بأن مصر دولة وسطية    ملمس الضوء    أمين الفتوى: سيطرة الأم على بنتها يؤثر على الثقة والمحبة بينهما    رئيس لجنة الانضباط: "لا صحة لتقديم اللجنة لاستقالتها.. وعقدنا اليوم جلسة في مقر اتحاد الكرة لمناقشة عدد من الملفات والقضايا    نتنياهو: سنكمل المعركة التي بدأناها ضد حماس حتى النهاية    جامعة حلوان تعلن استعدادها لامتحانات نهاية العام الدراسي    رئيس جامعة طنطا يتفقد أعمال مشروع مستشفى الطوارئ الجديد    محافظ أسوان: العامل المصرى يشهد رعاية مباشرة من الرئيس السيسى    موعد عيد الاضحى 2024 وكم يوم إجازة العيد؟    مصرع طالب بالصف الخامس الابتدائي غرقا في مياه ترعة اسنا جنوب الأقصر    المشدد 10 سنوات وغرامة 100 ألف جنيه لمتهمين بالاتجار في المخدرات بالقليوبية    المشدد 5 سنوات ل 10 متهمين باستعراض القوة بالمعصرة    المفتي يحذر الحجاج: «لا تنشغلوا بالتصوير والبث المباشر»    «سايبين الباب مفتوح».. إحالة جميع العاملين بمركز شباب طوسون بالإسكندرية للتحقيق (صور)    موعد مباراة منتخب السويس وكهرباء الإسماعيلية والقناة الناقلة    نقيب الأشراف: مساجد آل البيت تشهد طفرة غير مسبوقة    من فعل ثقافي إلى جولة ملاكمة!    برلماني: قانون تحويل المراكز الشبابية إلى تنمية شبابية يحتاج لإعادة النظر    كوثر محمود لأطقم التمريض في اليوم العالمي: مهما شكرناكم لا نوفى أبدا حقكم    ضبط دقيق مدعم وكراتين سجائر قبل بيعها بالسوق السوداء في المنيا    محافظ القليوبية ورئيس جامعة بنها يشهدان تسلم دليل تنفيذ الهوية البصرية للمحافظة    رئيس تحرير الجمهورية: بناء الأئمة والواعظات علميًا وخلقيًا ومظهرًا وأداءً من بناء الدول    شكري: توافق دولي حول عدم توسيع رقعة الأعمال العسكرية في رفح الفلسطينية    صفقات الأهلي الجديدة.. حقيقة المفاوضات لضم أحمد حجازي (تفاصيل)    «ضد المشروع».. ليفاندوفسكي يثير أزمة داخل برشلونة    «الشيوخ» يعلن خلو مقعد النائب الراحل عبدالخالق عياد    «بشنس يكنس الغيط كنس».. قصة شهر التقلبات الجوية وارتفاع الحرارة في مصر    الاحتلال يحاصر النازحين بمراكز الإيواء التابعة للأونروا فى مخيم جباليا    جوتيريش يُعبر عن حزنه إزاء الخسائر فى الأرواح بسبب فيضانات أفغانستان    الرئيس السيسى يوجه بتعويض أصحاب المنازل المحيطة بمساجد آل البيت والصحابة    أطول عطلة رسمية.. عدد أيام إجازة عيد الاضحى 2024 ووقفة عرفات للموظفين في مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جائزة أورويل تحتفي بالأدب الأفرو- أميركي وتناهض العنصرية
نشر في صوت البلد يوم 10 - 07 - 2020

تمّ مساء أمس الخميس في لندن الإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة جورج أورويل البريطانيّة بفئاتها الأربع. وجائزة أورويل البريطانيّة التي تأسّست العام 1993، هي جزء من مؤسّسة أورويل الخيريّة التي نشأت بهدف تشجيع الكتابة السياسيّة وتعزيز وعي الجمهور بالقضايا السياسيّة، وهي رغبة الكاتب البريطانيّ جورج أورويل (1903- 1950) الذي كان يؤمن بأنّ الكتابة السياسيّة هي فنّ قائم بذاته يحمل قضيّة وهمّاً ويقوم بشؤون المجتمعات والبشريّة. وقد اشتُهر أورويل طيلة مسيرته الأدبيّة، على غرار سارتر وميرلو-بونتي، بكتاباته السياسيّة والمدافعة عن حرّيّة التعبير والتفكير، هو صاحب رواية "1984" الذائعة الصيت والرواية القصيرة "مزرعة الحيوان" وغيرهما من الكتب ذات التوجّه السياسيّ والاجتماعيّ والإنسانيّ.
وتقوم هذه المؤسّسة على مدار العام بنشاطات ثقافيّة وفكريّة تروّج للكتابة السياسيّة ومحاربة الفساد والديكتاتوريّة وتشجّع الكتّاب والصحافيّين للنشاط في هذا المجال عبر تقديم منح وجوائز ومساعدات مادّيّة وثقافيّة لهم. وتروّج هذه المؤسّسة لأعمال فكريّة في السياسة لدى الكتّاب منذ سنّ صغيرة، فقد خُصِّصت أخيراً جائزة للناشئة أو الكتّاب الصغار في السنّ الذين يُعنون بخير مجتمعهم، ومن الجدير بالذكر أنّه قد ترشّح لهذه الجائزة حوالى ألف عمل هذا العام وحده.
الفائزون لعام 2020
تقدّم جائزة أورويل في كلّ عام أربع جوائز مخصّصة للكتّاب والصحافيّين والناشرين البريطانيّين أو الإيرلنديّين، أو المقيمين في بريطانيا أو إيرلندا، أو الذين يكتبون في شؤون المجتمعين البريطانيّ والإيرلنديّ. وتقدّم الجائزة مكافأة مادّية بقيمة 3000 جنيه إسترليني (حوالى 3800 دولار) لكلّ فئة، والفئات الأربع هي: الكتابة السياسيّة، وكتابة الخيال السياسيّ، والكشف عن قضايا اجتماعيّة في بريطانيا، والصحافة.
وفازت هذا العام عن فئة الكتابة السياسيّة الكاتبة الإسكتلنديّة الخمسينيّة كايت كلانشي عن كتابها "تلامذة علّمتهم وتعلّمت منهم". (Kate Clanchy, Some kids I taught and what they taught me). وقالت كلانشي في كلمتها القصيرة التي ألقتها في بثّ مسجّل أنّها تتمنّى أن يمنح هذا العمل الأساتذة والمعلّمين شيئاً من الاحترام والتقدير اللذين يستحقّونهما، فالمعلّم إنسان مُهمَل مهمّش لا يُعدُّ من طبقة المفكّرين ولا من طبقة الفنّانين. وأكّدت كلانشي أنّ محنة وباء الكوفيد-19 أظهرت للعالم أهمّيّة الأساتذة وسلّطت الضوء على دورهم في المجتمع وفي حياة أفراده وتطوّرهم.
وفاز عن فئة كتابة الخيال السياسيّ الكاتب الأميركيّ الخمسينيّ كولسون وايتهيد عن روايته "صبيان إصلاحيّة نيكل" (The Nickel Boys, Colson Whitehead ) التي سبق وفاز عنها بجائزة بوليتزر الأميركيّة عن فئة الرواية لهذا العام وقد تناولناها هنا في اندبندنت عربية. وتعالج رواية وايتهيد هي الأخرى، على غرار كتاب كلانشي، قضيّة اجتماعيّة بالغة الأهميّة في عالمنا اليوم. فيتناول وايتهيد في روايته، عدا عن مسألة العنصريّة والتفرقة على أساس العرق، قضايا الاضطهاد والتعذيب والتنكيل والعنف والاستبداد التي يعانيها الأولاد، فيسلّط الضوء على معاناة المراهقين المسجونين في إصلاحيّة "نيكل" الموجودة في ولاية فلوريدا والتي كانت تُعدّ أكبر إصلاحيّة للصبيان قبل إغلاقها العام 2011 لأسباب إنسانيّة. فيصف في نصّه معاناة تلميذين أسودي لون البشرة يتعرّضان لشتّى أنواع التعنيف والتعذيب والتنكيل.
أمّا عن فئة الكشف عن قضايا اجتماعيّة في بريطانيا، فقد فاز بها الصحافيّ البريطانيّ إيان بيريل محرّر خطابات رئيس وزراء بريطانيا الأسبق دايفيد كامرون، وقد فاز بيريل لتناوله قضيّة فساد الجسم الطبّيّ البريطانيّ الذي يسيء معاملة مرضى التوحّد من بين غيرههم من المرضى النفسيّين. وقد أوردت لجنة التحكيم في إعلانها أنّ بيريل كاتب صارم ولا يعرف الخوف وهما خصلتان تبحث عنهما لجان هذه الجائزة في النصوص المرشّحة.
أمّا عن فئة الصحافة، فقد فازت بهذه الجائزة الصحافيّة والمدوّنة البريطانيّة جانيس ترنر المحرّرة في جريدة التايمز البريطانيّة التي ساهمت برأي لجنة التحكيم في توضيح صورة ما يحصل في بريطانيا للرأي العام بموضوعيّة وجرأة وصدق وشفافيّة.
وفي كلمته التي ألقاها ريشار بلير ابن جورج أورويل، هنّأ مؤسّس هذه الجائزة الفائزين الأربعة وتحدّث عن ضرورة التمسّك بحرّيّة التعبير والوعي السياسيّ والنقديّ، فبرأيه إنّ الكاتب يجب أن يقول الحقيقة وإن لم يكن الجميع راغباً في سماعها. كما تحدّث بلير عن والده وعن صراعه مع داء السلّ وهو داء ذكّره به الكوفيد-19، فقال عن والده: "كان والدي يمضي الكثير من الوقت في الكتابة، وكان يتمتّع بمنهجيّة وانتظام صارمين. عندما أصيب أبي بمرض السلّ أراد أن يمضي المزيد من الوقت معي لكنّه في الوقت نفسه خشي أن ينقل الداء إليّ فاضطرّ إلى عزل نفسه والابتعاد عنّي لحمايتي، وكنتُ أرى جيّداً أنّ هذا الأمر كان يسبّب له العناء."
معايير الجائزة
بدأت جائزة أورويل العام 1993 بفئتين فقط هما فئة الكتابة السياسيّة وفئة الصحافة، ثمّ تمّ منح الجائزة عام 2014 للمرّة الأولى عن فئة كشف قضايا اجتماعيّة في بريطانيا وذلك رغبة من المؤسّسة بفضح العنصريّة والاستبداد والشرور التي تسود المجتمع البريطانيّ. ثمّ تمّ إدخال فئة جديدة في العام الماضي، عام 2019 هي فئة كتابة الخيال السياسيّ وذلك على يد ريشار بلير إبن جورج أورويل (اسمه الأصليّ إريك آرثر بلير). وقد فازت بالجائزة عن فئة الخيال السياسيّ بدورتها الأولى العام الماضي الكاتبة أنا برنز عن روايتها "بائع الحليب".
ومن خصائص هذه الجائزة أنّها تُمنح في حفلة خاصّة في 25 حزيران/ يونيو من كلّ عام وهو تاريخ ولادة جورج أورويل، فتعلن اللجنة عن قائمتها الطويلة في شهر مارس (آذار)، ثمّ تُعلن عن اللائحة القصيرة التي تتألّف من ستّة أسماء في مايو (أيار)، ليتمّ الإعلان عن الفائز النهائيّ في 25 حزيران/ يونيو. وتحترم اللجان هذه التواريخ في كلّ عام، إنّما، استثنائيّاً، ونظراً للظروف التي مرّ بها العالم هذا العام تمّ تأجيل حفل منح الجوائز حتّى تاريخ 9 يوليو (تموز).
وتتشكّل في كلّ عام أربع لجان تحكيم للفئات الأربع، وتتألّف هذه اللجان من محكّمين بارزين وكتّاب ونقّاد لهم مكانتهم في عالم الكتابة والثقافة والفكر وتتغيّر أسماؤهم في كلّ عام، مع الحرص على أن يتمّ اختيار محكّمين مستقلّين نزهاء وقادرين على التزام معايير الجائزة وخصائصها. ومن أعضاء لجان التحكيم لهذا العام مثلاً، وضمن لجنة الكتابة السياسيّة نجد إليف شفق الكاتبة التركيّة الأصل، الصحافيّ بول لايتي، وعالمة الاقتصاد الصحافيّة ستيفاني فلاندرز وغيرهم.
وتلتزم لجان تحكيم جائزة أورويل معايير عالية عند منحها الجائزة لأحد الأعمال، فالأعمال الفائزة يجب أن تمتلك خصائص مميّزة وعناصر فنّيّة متعدّدة يبحث عنها النقّاد والقرّاء على حدّ سواء، منها: الحرفيّة والفنّيّة في الكتابة، الوضوح في التعبير والتمكّن من اللغة، التفكير النقديّ المتماسك، القيمة الاجتماعيّة والتربويّة العالية. وتبحث لجان تحكيم جائزة أورويل عموماً عن قيمة العمل ومقدار مساهمته في تعزيز وعي القارئ في الشؤون السياسيّة والقضايا الاجتماعيّة، كما أنّ المحكّمين يتوقّفون عند ما يسمّى "الشجاعة الفكريّة" أو الفكر الناقد وهي سمة طالما روّجت لها مؤسّسة أورويل بنشاطاتها كلّها عملاً بمبادئ أورويل الذي طالما حارب الفساد والاستبداد ودعا إلى حرّيّة التعبير.
تمّ مساء أمس الخميس في لندن الإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة جورج أورويل البريطانيّة بفئاتها الأربع. وجائزة أورويل البريطانيّة التي تأسّست العام 1993، هي جزء من مؤسّسة أورويل الخيريّة التي نشأت بهدف تشجيع الكتابة السياسيّة وتعزيز وعي الجمهور بالقضايا السياسيّة، وهي رغبة الكاتب البريطانيّ جورج أورويل (1903- 1950) الذي كان يؤمن بأنّ الكتابة السياسيّة هي فنّ قائم بذاته يحمل قضيّة وهمّاً ويقوم بشؤون المجتمعات والبشريّة. وقد اشتُهر أورويل طيلة مسيرته الأدبيّة، على غرار سارتر وميرلو-بونتي، بكتاباته السياسيّة والمدافعة عن حرّيّة التعبير والتفكير، هو صاحب رواية "1984" الذائعة الصيت والرواية القصيرة "مزرعة الحيوان" وغيرهما من الكتب ذات التوجّه السياسيّ والاجتماعيّ والإنسانيّ.
وتقوم هذه المؤسّسة على مدار العام بنشاطات ثقافيّة وفكريّة تروّج للكتابة السياسيّة ومحاربة الفساد والديكتاتوريّة وتشجّع الكتّاب والصحافيّين للنشاط في هذا المجال عبر تقديم منح وجوائز ومساعدات مادّيّة وثقافيّة لهم. وتروّج هذه المؤسّسة لأعمال فكريّة في السياسة لدى الكتّاب منذ سنّ صغيرة، فقد خُصِّصت أخيراً جائزة للناشئة أو الكتّاب الصغار في السنّ الذين يُعنون بخير مجتمعهم، ومن الجدير بالذكر أنّه قد ترشّح لهذه الجائزة حوالى ألف عمل هذا العام وحده.
الفائزون لعام 2020
تقدّم جائزة أورويل في كلّ عام أربع جوائز مخصّصة للكتّاب والصحافيّين والناشرين البريطانيّين أو الإيرلنديّين، أو المقيمين في بريطانيا أو إيرلندا، أو الذين يكتبون في شؤون المجتمعين البريطانيّ والإيرلنديّ. وتقدّم الجائزة مكافأة مادّية بقيمة 3000 جنيه إسترليني (حوالى 3800 دولار) لكلّ فئة، والفئات الأربع هي: الكتابة السياسيّة، وكتابة الخيال السياسيّ، والكشف عن قضايا اجتماعيّة في بريطانيا، والصحافة.
وفازت هذا العام عن فئة الكتابة السياسيّة الكاتبة الإسكتلنديّة الخمسينيّة كايت كلانشي عن كتابها "تلامذة علّمتهم وتعلّمت منهم". (Kate Clanchy, Some kids I taught and what they taught me). وقالت كلانشي في كلمتها القصيرة التي ألقتها في بثّ مسجّل أنّها تتمنّى أن يمنح هذا العمل الأساتذة والمعلّمين شيئاً من الاحترام والتقدير اللذين يستحقّونهما، فالمعلّم إنسان مُهمَل مهمّش لا يُعدُّ من طبقة المفكّرين ولا من طبقة الفنّانين. وأكّدت كلانشي أنّ محنة وباء الكوفيد-19 أظهرت للعالم أهمّيّة الأساتذة وسلّطت الضوء على دورهم في المجتمع وفي حياة أفراده وتطوّرهم.
وفاز عن فئة كتابة الخيال السياسيّ الكاتب الأميركيّ الخمسينيّ كولسون وايتهيد عن روايته "صبيان إصلاحيّة نيكل" (The Nickel Boys, Colson Whitehead ) التي سبق وفاز عنها بجائزة بوليتزر الأميركيّة عن فئة الرواية لهذا العام وقد تناولناها هنا في اندبندنت عربية. وتعالج رواية وايتهيد هي الأخرى، على غرار كتاب كلانشي، قضيّة اجتماعيّة بالغة الأهميّة في عالمنا اليوم. فيتناول وايتهيد في روايته، عدا عن مسألة العنصريّة والتفرقة على أساس العرق، قضايا الاضطهاد والتعذيب والتنكيل والعنف والاستبداد التي يعانيها الأولاد، فيسلّط الضوء على معاناة المراهقين المسجونين في إصلاحيّة "نيكل" الموجودة في ولاية فلوريدا والتي كانت تُعدّ أكبر إصلاحيّة للصبيان قبل إغلاقها العام 2011 لأسباب إنسانيّة. فيصف في نصّه معاناة تلميذين أسودي لون البشرة يتعرّضان لشتّى أنواع التعنيف والتعذيب والتنكيل.
أمّا عن فئة الكشف عن قضايا اجتماعيّة في بريطانيا، فقد فاز بها الصحافيّ البريطانيّ إيان بيريل محرّر خطابات رئيس وزراء بريطانيا الأسبق دايفيد كامرون، وقد فاز بيريل لتناوله قضيّة فساد الجسم الطبّيّ البريطانيّ الذي يسيء معاملة مرضى التوحّد من بين غيرههم من المرضى النفسيّين. وقد أوردت لجنة التحكيم في إعلانها أنّ بيريل كاتب صارم ولا يعرف الخوف وهما خصلتان تبحث عنهما لجان هذه الجائزة في النصوص المرشّحة.
أمّا عن فئة الصحافة، فقد فازت بهذه الجائزة الصحافيّة والمدوّنة البريطانيّة جانيس ترنر المحرّرة في جريدة التايمز البريطانيّة التي ساهمت برأي لجنة التحكيم في توضيح صورة ما يحصل في بريطانيا للرأي العام بموضوعيّة وجرأة وصدق وشفافيّة.
وفي كلمته التي ألقاها ريشار بلير ابن جورج أورويل، هنّأ مؤسّس هذه الجائزة الفائزين الأربعة وتحدّث عن ضرورة التمسّك بحرّيّة التعبير والوعي السياسيّ والنقديّ، فبرأيه إنّ الكاتب يجب أن يقول الحقيقة وإن لم يكن الجميع راغباً في سماعها. كما تحدّث بلير عن والده وعن صراعه مع داء السلّ وهو داء ذكّره به الكوفيد-19، فقال عن والده: "كان والدي يمضي الكثير من الوقت في الكتابة، وكان يتمتّع بمنهجيّة وانتظام صارمين. عندما أصيب أبي بمرض السلّ أراد أن يمضي المزيد من الوقت معي لكنّه في الوقت نفسه خشي أن ينقل الداء إليّ فاضطرّ إلى عزل نفسه والابتعاد عنّي لحمايتي، وكنتُ أرى جيّداً أنّ هذا الأمر كان يسبّب له العناء."
معايير الجائزة
بدأت جائزة أورويل العام 1993 بفئتين فقط هما فئة الكتابة السياسيّة وفئة الصحافة، ثمّ تمّ منح الجائزة عام 2014 للمرّة الأولى عن فئة كشف قضايا اجتماعيّة في بريطانيا وذلك رغبة من المؤسّسة بفضح العنصريّة والاستبداد والشرور التي تسود المجتمع البريطانيّ. ثمّ تمّ إدخال فئة جديدة في العام الماضي، عام 2019 هي فئة كتابة الخيال السياسيّ وذلك على يد ريشار بلير إبن جورج أورويل (اسمه الأصليّ إريك آرثر بلير). وقد فازت بالجائزة عن فئة الخيال السياسيّ بدورتها الأولى العام الماضي الكاتبة أنا برنز عن روايتها "بائع الحليب".
ومن خصائص هذه الجائزة أنّها تُمنح في حفلة خاصّة في 25 حزيران/ يونيو من كلّ عام وهو تاريخ ولادة جورج أورويل، فتعلن اللجنة عن قائمتها الطويلة في شهر مارس (آذار)، ثمّ تُعلن عن اللائحة القصيرة التي تتألّف من ستّة أسماء في مايو (أيار)، ليتمّ الإعلان عن الفائز النهائيّ في 25 حزيران/ يونيو. وتحترم اللجان هذه التواريخ في كلّ عام، إنّما، استثنائيّاً، ونظراً للظروف التي مرّ بها العالم هذا العام تمّ تأجيل حفل منح الجوائز حتّى تاريخ 9 يوليو (تموز).
وتتشكّل في كلّ عام أربع لجان تحكيم للفئات الأربع، وتتألّف هذه اللجان من محكّمين بارزين وكتّاب ونقّاد لهم مكانتهم في عالم الكتابة والثقافة والفكر وتتغيّر أسماؤهم في كلّ عام، مع الحرص على أن يتمّ اختيار محكّمين مستقلّين نزهاء وقادرين على التزام معايير الجائزة وخصائصها. ومن أعضاء لجان التحكيم لهذا العام مثلاً، وضمن لجنة الكتابة السياسيّة نجد إليف شفق الكاتبة التركيّة الأصل، الصحافيّ بول لايتي، وعالمة الاقتصاد الصحافيّة ستيفاني فلاندرز وغيرهم.
وتلتزم لجان تحكيم جائزة أورويل معايير عالية عند منحها الجائزة لأحد الأعمال، فالأعمال الفائزة يجب أن تمتلك خصائص مميّزة وعناصر فنّيّة متعدّدة يبحث عنها النقّاد والقرّاء على حدّ سواء، منها: الحرفيّة والفنّيّة في الكتابة، الوضوح في التعبير والتمكّن من اللغة، التفكير النقديّ المتماسك، القيمة الاجتماعيّة والتربويّة العالية. وتبحث لجان تحكيم جائزة أورويل عموماً عن قيمة العمل ومقدار مساهمته في تعزيز وعي القارئ في الشؤون السياسيّة والقضايا الاجتماعيّة، كما أنّ المحكّمين يتوقّفون عند ما يسمّى "الشجاعة الفكريّة" أو الفكر الناقد وهي سمة طالما روّجت لها مؤسّسة أورويل بنشاطاتها كلّها عملاً بمبادئ أورويل الذي طالما حارب الفساد والاستبداد ودعا إلى حرّيّة التعبير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.