يعتبر من أهم النجوم الموجودين على الساحة الفنية حالياً في الوطن العربي، ويعتبر من أكثرهم اهتماما بتجسيد السيرة الشخصية لعدد من الشخصيات الهامة في المجتمع، وهو الأمر الصعب على أي ممثل، لكنه نجاح في ذلك وأشاد به الجمهور.. نتحدث هنا عن إياد نصار الذي تصدر التريند ومازال حديث الشعب المصري والعربي بعد تجسيده شخصية الشهيد محمد مبروك ضمن أحداث مسلسل «الاختيار»، والذي تم اغتياله في الحلقات الماضية، وهي اللحظة التي أبكت الملاييين على الشاشة وفي مقدمتهم بطل الشخصية الذي تحاورنا معه عن كواليس هذه الشخصية والتحديات التي واجهته في تجسيدها. – سبق وقدمت أكثر من شخصية هامة على الشاشة.. فما الذي حمسك هذه المرة لتجسيد شخصية الشهيد محمد مبروك في مسلسل «الاختيار 2»؟ المخرج بيتر ميمي الذي أوجه له التحية من خلالكم، هو الذي عرض عليا المشاركة في المسلسل، بحيث قال:«حابين إنك تقدم شخصية محمد مبروك في أول عشر حلقات من أحداث المسلسل»، والشخصية كانت معروفة بالنسبة لي بمنطق الخبر، لكن فكرة أن أقدمها كإنسان تعتبر مسئولية كبيرة. – وماذا كان موقف أسرة الشهيد من تجسيدك شخصيته؟ من أهم الأسباب التي دفعتني للموافقة على تجسيد هذه الشخصية، موقف أسرة الشهيد التي رحبت بتجسيدي للشخصية، وما علمته أن مبروك كان يحبني بشكل شخصي، وذلك بعد تقديمي لشخصية حسن البنا، لأنه طبعاً كان مسئول عن هذا الملف، وأعجبته طريقة تجسيدي للشخصية، وكل هذا كان السبب وراء اتخاذي قرار تجسيد الشخصية، وأكرم بها روح الشهيد. – وكيف تعاملت مع هذه الشخصية بمجرد أن عرضت عليك؟ عندما تكون شخصية معروفة، طبعاً لازم أروح لأقرب مصدر للشخصية لكي أتعرف عليها بشكل أكبر، ونظراً لعدم توافر المادة الفيلمية لعدم حب الشهيد لتصوير، فلم أجد أمامي غير أسرته لتجيب على الأسئلة التي كانت تدور في ذهني لبناء شكل الشخصية ومعرفة أدق التفاصيل الخاصة بها، كما أتيحت لي الفرصة للحديث مع زملائه في العمل وطريقة تعامله مع القضايا التي كان مسئول عنها. – وما السؤال الذي وجهته لأسرة الشهيد؟ كل شخصية لها مفتاح، ولذلك كان هناك سؤال سألته لمدام الشهيد،«هو إيه اللي في جيوبه؟»، فأجابت: «لا يحمل محفظة وعلى طول هناك فلوس فكه في بنطلونه»، من هنا كان المفتاح عن فكرة العطاء الخاصة بالشخصية وهو ما نسمي في الأمثال الشعبية بمصر «اللي في جيبه مش لي»، كما اكتشفت مدى حب مبروك وارتباطه بأسرته التي كان يعتبرها الوطن الصغير، وفي نفس الوقت كان يحمل على عاتقه مسئولية الوطن الكبير. – بعد 7 سنوات ذهبت لأسرة الشهيد للحديث عن تفاصيل الشخصية.. بماذا شعرت في أول لقاء جمعك بهم؟ شعرت بحالة من الأرتباك أثناء ذهابي للمرة الأولى للحديث معهم، وفي ذهني عدد من الأسئلة الأهم فيها: كيف سأفتح النقاش معهم حول الشهيد بعد فترة من استشهاده وماذا ستكون حالتهم أثناء الحديث، لكن فجأت بمدى قوتهم وعزتهم وفخرهم بوالدهم، وبإنهم أقوياء وليسوا ضعفاء. – بعد إطلاعك على شخصية محمد مبروك.. ما أصعب لحظة أثرت فيك؟ أصعب حاجة مررت بها خلق حالة التوازن التي كان يعيشها محمد مبروك، ما بين وطنه الصغير وهو أسرته، وحماية وطنه الكبير مصر، فهو شخص متحمل ملف التخابر، وفي الوقت نفسه متحمل مسئولية أسرته، وفي نفس الوقت يعيش صراع ومعركة مع الجماعات الإرهابية ومن حوله التضحيات التي تحدث طوال الوقت سوء عند أحمد مكي أو كريم عبد العزيز ورياض الخولي، وكل المشاركين في العمل. – وماذا كان رد فعلك عندما شاهدت مشهد اغتيال محمد مبروك؟ من طبعي لا أحب أن أشاهد نفسي بعد التصوير، لكن المخرج بيتر ميمي أصر أن أرى ما بعد مشهد الاغتيال على شاشة المونيتور، وبعدها ذهبت إلى الكرفان وبكيت، وعندما عرض العمل وشاهدته مع زوجتي وجاء هذا المشهد، لم نستطع أن نقول أي شئ غير الدموع بصمت، لأن هذه اللحظة أكبر من إنك تقول أي حاجة. – بعد دورك في «الاختيار» من أول شخص قدم لك التهنئة؟ تلقيت اتصالات كثيرة، لكن أكتر حاجة أثرت فيا رسائل أبناء الشهيد، الذين تلقيت منهم الشكر على تقديم الشخصية، لكن في الحقيقة أنا الذي أشكرهم لأنهم ساعدوني في تقديم شخصية الشهيد محمد مبروك، والذي أصبح يراه الجميع مثلهم بطل وشهيد يفتخر به. – هل توقعت ردود الأفعال التي حققتها الشخصية وتصدرها التريند على مدار الأيام الماضية؟ الحمدلله، تقديم شخصية الشهيد محمد مبروك كانت مسئولية كبيرة ومليئة بالتفاصيل من حيث طريقة تفكيره والمعركة التي كان مسئول عنها من منتصف التسعينات والتي كانت تخص ملف الفكر الإرهابي التكفيري، وقضية التخابر التي تم اغتياله بسببها، نظراً لكونه الشاهد الوحيد، فقد ضحى بحياته من أجل أن يعيش الأخرين، وتفاجئت بعدد من الرسائل التي تلقيتها على «الفيس بوك» من أشخاص مقربين من الشهيد، قالوا لي إنهم يرون الشهيد في طريقة حركاته وحديثة، وهذا يدل إننا قدمنا الشخصية بشكل جيد وعرفنا نقرأها الإنسان بهذا بالشكل الصح، وما قيل يعتبر شهادة اعتز بها. – وما شعورك بعد تقديمك لهذه التجربة؟ فخور، وشرف لي أن أشارك في جزئي مسلسل الاختيار، الذي يرصد بطولات رجال الجيش والشرطة، وحياة الشهداء الذين ضحوا بأعمارهم من أجل أن ينعم الشعب بالأمان. – وما سبب اعتذارك عن الظهور في مسلسلات أخرى هذا العام؟ اعتذرت عن المشاركة في أعمال أخرى بسبب رغبتي في التفرغ لتجسيد شخصية الشهيد محمد مبروك، واتخذت هذا القرار بعدما تواصلت مع أسرة الشهيد، لأننى رأيت أن الشهيد يستحق التكريم اللائق والتركيز الشديد حتى تخرج الشخصية بكل صدق. – سبق وقدمت عدد من الشخصيات الوطنية التي يخاف من تقديمها نجوم جيلك.. فما أكثر شخصية أرهقتك في تجسيدها؟ ضاحكاً: إياد أكثر شخصية أرهقتني، لأنه ناقد قاسي لنفسه، ودائما يريد الأفضل، لذلك لا أحب أن أشاهد أعمالي، وكل ما كانت الشخصية معروفة، يكون تجسيدها أكثر صعوبة لأنك تحاول الألتزام بالشخصية الأصلية، عكس الشخصية التي تكون مكتوبة على الورق وتبني أنت شخصيتها من لحم ودم، ومن الأدوار الصعبة التي قدمتها شخصية حسن البنا التي كانت مخيفة بالنسبة لي. – لماذا؟ لأن المرحلة التي عرض فيها المسلسل، كانت جماعة الإخوان غير مفهومة وكانت تعتقد أن للبنا قادسية كأنه نبي، لكنه في الحقيقة شخص عادي، والحق يقال أنه ليس مشروعي بل مشروع الكاتب وحيد حامد، فالعمل كان معركته وأنا كنت جزء من هذه المعركة، وفي أول لقاء جمعني بالكاتب وجد إنني على علم بالشخصية وقرأت عنها، وهنأني بعد عرض العمل. – بعد محمد مبروك.. ما الشخصية التي ترغب في تقديمها؟ أرغب في تجسيد شخصية جلال الدين الرومي الذي تعمق كفقيه فوصل للحب، لأن استحالة يصل إلى الكره، ولذلك أريد أن أقدم مقارنة بين مدعي التعمق في الدين الذي وصل إلى الكره، وبين المتعمق في الدين الذي وصل للحب.