جامعة الملك سلمان تعلن مواعيد الكشف الطبي والمقابلات للطلاب الجدد    أسعار الفراخ والبيض في أسواق وبورصة الشرقية اليوم الجمعة 22-8-2025    قرارات جمهورية مهمة وتكليفات قوية للحكومة تتصدر نشاط الرئيس السيسي الأسبوعي    وزيرة التنمية المحلية تستعرض تقريرًا حول مشروع التنمية العمرانية بمدينة دهب    إنذار تحسبًا ل تسونامي بعد الزلزال المدمر في «ممر دريك»    روسيا تعتقل عميلين للاستخبارات الأوكرانية وتجري مناورات فى بحر البلطيق    أفضل 4 لاعبين لتحقيق نتائج مميزة في الجولة الثانية بفانتازي الدوري الإنجليزي    محمد الشناوي يعود لتدريبات الأهلي بعد 3 أيام من وفاة والده    ناشئو وناشئات الطائرة يتوجهون إلى تونس بحثًا عن التتويج الأفريقي    البكالوريا أم الثانوية العامة.. تفاصيل الاختلافات الكاملة فى المواد والمجموع    الجارديان تحتفي باكتشاف مدينة غارقة عمرها 2000 عام بالإسكندرية    الإسكندرية السينمائي يحتفل بمئوية سعد الدين وهبة ويكرم نخبة من أدباء وشعراء مدينة الثغر    أستاذ بالأزهر: مبدأ "ضل رجل ولا ضل حيطة" ضيّع حياة كثير من البنات    ما الواجب على من فاته أداء الصلاة مدة طويلة؟.. الإفتاء توضح    للرزق وتيسير الأمور.. دعاء يوم الجمعة مستجاب (ردده الآن)    الحبس عامين ل تارك صلاة الجمعة بدون عذر في ماليزيا.. وأحمد كريمة يوضح الحكم الشرعي    حملة «100 يوم صحة» تقدم 57 مليونًا و690 ألف خدمة طبية مجانية (أحدث إحصاء)    إجراء 101 عملية أنف وأذن و124 مقياس سمع بمستشفى العريش العام    نجم الأهلي السابق يرشح هذا النادي كمنافس أول للدوري.. ليس الزمالك أو بيراميدز    مرموش: ريس جيمس أصعب خصم واجهته في الدوري الإنجليزي    سكرتير عام "الصحفيين": بلاغ "النقل" ضد "فيتو" تهديد لحرية الصحافة    ضبط مصنع لتعبئة الأرز مخالف للمواصفات القانونية بالمنطقة الصناعية ببنى غالب فى أسيوط    طقس اليوم الجمعة.. تحذيرات من رياح وأمطار وارتفاع للحرارة بعد ساعات    الأمن أولًا.. إدارة ترامب تعتزم مراجعة شاملة لتأشيرات 55 مليون أجنبي    ترامب يختبر القوة الفيدرالية في واشنطن ويمهّد لتوسيع قبضته على مدن يديرها الديمقراطيون    نزوح بلا أفق.. 796 ألف فلسطيني يفرون من الموت في غزة تحت نيران الاحتلال    تقارير تكشف: نتنياهو يقرر فجأة البدء الفوري في مفاوضات إنهاء الحرب على غزة    إيران: عراقجي سيجري محادثات هاتفية مع نظرائه من الترويكا الأوروبية لبحث الملف النووي    محافظ الجيزة: خطة عاجلة لتحديث مرافق المنطقة الصناعية بأبو رواش وتطوير بنيتها التحتية    محافظ أسيوط يسلم جهاز عروسة لابنة إحدى المستفيدات من مشروعات تمكين المرأة    غدًا.. إعلان نتيجة التقديم لرياض أطفال والصف الأول الابتدائي بالأزهر| الرابط هنا    نائب وزير الإسكان يترأس اجتماع لجنة إعداد مُقترح لائحة قانون تنظيم المرفق"    قمة ألاسكا.. سلام «ضبابي»| ترامب وبوتين «مصافحة أمام الكاميرات ومعركة خلف الأبواب»    «زي النهارده» في 22 أغسطس 1948.. استشهاد البطل أحمد عبدالعزيز    «زي النهارده«في 22 أغسطس 1945.. وفاة الشيخ مصطفى المراغي    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الجمعة 22 أغسطس 2025    90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الجمعة 22 أغسطس 2025    كيف يتصدى مركز الطوارئ بالوكالة الذرية لأخطر التهديدات النووية والإشعاعية؟    لو بطلت قهوة.. 4 تغييرات تحدث لجسمك    النصر يستعيد نجمه قبل نهائي السوبر    الإيجار القديم.. محمود فوزي: تسوية أوضاع الفئات الأولى بالرعاية قبل تحرير العلاقة الإيجارية    مقتل شاب في الأقصر إثر مشاجرة بسبب المخدرات    صفات برج الأسد الخفية .. يجمع بين القوه والدراما    بعد أزمة قبلة راغب علامة.. عاصي الحلاني يدخل على الخط (فيديو)    «خير يوم طلعت عليه الشمس».. تعرف على فضل يوم الجمعة والأعمال المستحبة فيه    تنفيذ حكم الإعدام بحق قاتل زوجين في «مجزرة سرابيوم» بالإسماعيلية    تعليم الجيزة تواصل أعمال الصيانة والتجديد استعدادا للعام الدراسي الجديد    اليوم انطلاق مباريات دوري المحترفين بإقامة 3 مباريات    إحالة أوراق المتهم بقتل أطفاله الأربعة في القنطرة غرب إلى مفتي الجمهورية    تنفيذ حكم الإعدام في مغتصب سيدة الإسماعيلية داخل المقابر    ليلة استثنائية في مهرجان القلعة.. علي الحجار يُغني المشاعر وهاني حسن يُبدع بالسيمفوني| صور    تعرف على العروض الأجنبية المشاركة في الدورة ال32 لمهرجان المسرح التجريبي    محمد رمضان ينشر فيديو استقباله في بيروت: "زي ما فرحتوني هدلعكم"    فطور خفيف ومغذ لصغارك، طريقة عمل البان كيك    «هتسد شهيتك وتحرق دهونك».. 4 مشروبات طبيعية تساعد على التخسيس    مصرع شابين غرقا بنهر النيل فى دار السلام بسوهاج    أزمة وتعدى.. صابر الرباعى يوجه رسالة لأنغام عبر تليفزيون اليوم السابع    نجم الأهلي السابق: أفضل تواجد عبد الله السعيد على مقاعد البدلاء ومشاركته في آخر نصف ساعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خريطة العالم.. تطور يعكس الحضارات الإنسانية
نشر في صوت البلد يوم 05 - 09 - 2019

اتخذ العالم أشكالا عديدة على خرائط الجغرافيين والمسكتشفين حتى وصل إلى صورته الحالية، ففي كل حضارة ومع كل اكتشاف جديد كانت تتطور طريقة رسم الخرائط وتزداد دقة بإضافة رموز وحدود جديدة لها، حتى أنه في البداية لم يكن للأمريكتين وجود على سطح خريطة العالم المرسومة، حيث كان العالم يتكون من ثلاث قارات فقط "آسيا وأفريقيا وأوروبا"، حتى صارت واقعا وانضمت بعد ذلك الأمريكتان إلى كتلة العالم واكتملت خريطة العالم الحالية.
كانت بدايات الرسومات للخرائط من قبل البابليين، فقد عثر على لوح من الطين بمقياس 7.6 × 6.8 سم، في العراق رسمت عليه خريطة لوادي نهر بين تلتين ويقدر بأنها تعود للقرن الخامس والعشرين قبل الميلاد، كما أن خريطة أخرى تعود للقرن الثالث عشر قبل الميلاد اكتشفت في تقر (السومرية)، وكانت تصف جدران ومباني المدينة المقدسة، وتعتبر خريطة العالم البابلية أقدم خريطة تمثيل وصفي في العالم حيث تعود إلى 600 قبل الميلاد.
الخريطة اليونانية
أناكسيماندر، وبطليموس، وإراتوستينس، من أوائل اليونانيين الذين رسموا الخرائط بالاستعانة بالرياضيات، إضافة إلى الملاحظات المدونة من المستكشفين آنذاك، ويعتقد أن "أناكسيماندر" كان أقدم يوناني رسم خريطة للعالم قبل 546 ق.م، وكان مؤمنا بأن شكلها يشبه الأسطوانة المعلقة في الفضاء، وأن عالمه يكون أعلى هذه الأسطوانة، كما أن البحار "سيلاكس" كان أول من أضاف تعليمات الإبحار على الخرائط التي رسمها لتصبح معلما أساسيا فيما بعد لراسمي الخرائط، أما الفضل الأكبر فيعود لكلوديوس بطليموس "أبو الجغرافيا" كما يلقب في التاريخ، فهو الذي اقترح أن الأرض يمكن تخيل شكلها الحقيقي إذا ما استعملت الحسابات الرياضية وعلم الفلك وتوصل إلى الفرضية الكروية للأرض، وعمل نظام إحداثيا، حيث تمكن منذ آلاف السنين من تطوير واحدة من أوائل خرائط العالم، واضعا أوروبا في منتصف الكرة الأرضية، بعد التعرف على المحيط الهادئ ومساحته، دون أن يذكر وجود الأمريكتين قبل اكتشافهما، كما أن إراتوستينس اليوناني المصري كان أول من توصل إلى رسم وحساب تقريبي لمحيط الكرة الأرضية في تجاربه التي أجراها بالإسكندرية وتوصل إلى قيمة تقريبية بين 40000 إلى 46000 كم.
بعدما توصل إليه اليونانيون، أخذه العرب المسلمون وأضافوا إليه، حيث ترجم كتاب "المَجَسْطي"، والذي أشار خلاله إلى أن النظام الفلكي قائم على أساس أن الأرض ثابتة، وأن الأفلاك تدور حولها، ووصف فيه خريطة العالم دون أن يرسمها، ليصممها الباحثون من بعده لتوضيح رؤيته للعالم، كما أنه أول من أشار لوجود خطوط الطول والعرض.
خريطة الإدريسي.. مؤسس علم الجغرافيا
في عام 1154م رسم العالم العربي المسلم ومؤسس علم الجغرافيا محمد الإدريسي خريطته الشهيرة، والتي تعد واحدة من الخرائط القديمة الأكثر تقدما، حيث لجأ إلى تحديد اتجاهات الأنهار والبحيرات والمرتفعات، وضمنها أيضا معلومات عن المدن الرئيسية، بالإضافة إلى حدود الدول، وظلت خريطة العالم المعتمدة والأكثر دقة لعدة قرون، ويلاحظ أن الخريطة مقلوبة لأنه قديما كان يعتقد أن الجنوب يوجد في الأعلى، واستخدمت مصوراته وخرائطه في سائر كشوف عصر النهضة الأوروبية.
واعتمادا على جغرافيا الإدريسي رسم البحار التركي الأمير "بيري ريس"، الخريطة الأولى في التاريخ التي تظهر سواحل القارة الأمريكية بتفاصيل تضاريسية دقيقة.
خريطة فالدسميلر، والظهور الأول لأمريكا
عام 1507م ظهرت الأمريكتان لأول مرة على خرائط العالم، عن طريق خريطة رسمها عالم الخرائط الألماني مارتن فالدسميلر، والذي استخدم لأول مرة اسم أمريكا المقتبسة من اسم "أمريكو فسبوشي"، لينعت به اسم الأراضي المكتشفة للعالم الجديد، ويذكر أن الخريطة ظلت مفقودة واكتشفت فقط في عام 1901 من قبل كاهن، واشترتها مكتبة الكونجرس في الولايات المتحدة مقابل 10 ملايين دولار.
خريطة كافيريو
كانت هذه الخريطة أول خريطة واضحة ودقيقة تضم اسم أمريكا، ورسم الجزر الصغيرة التي لم تكن واضحة في البداية، كما ظهرت بها منطقة البحر الكاريبي وساحل فلوريدا، وكذلك أفريقيا وأوروبا وآسيا، كذلك رسم كريستوفر كولومبوس جزر الهند الغربية، ووصلت الخريطة إلى جودة عالية من التفاصيل والدقة.
وفي القرن السابع عشر بدأ تطبيق نظريات جديدة لتحديد أبعاد الأرض، واختراع أدوات جغرافية وفلكية متطورة مثل بندول الساعة، والتلسكوب، فضلا عن أدوات النظريات مثل جداول اللوغاريتمات، والتفاضل والتكامل، وقانون الجاذبية، هذا بجانب الأخذ بعين الاعتبار ملاحظات العلماء، ما زاد من تقدم رسم الخرائط عن سطح الكرة الأرضية.
خريطة ماكندر.. ميلاد الجغرافيا السياسية
عام 1904 كان الميلاد الحقيقي لعلم الجغرافيا السياسية، على يد الجغرافي الإنجليزي والمتخصص في الجغرافيا السياسية السير هالفورد ماكندر، حيث قام بتأليف الكتاب الشهير "المحيط الجغرافي للتاريخ"، وهو أحد أشهر كتب الجيوبوليتيك في العالم، وهو واضع نظرية قلب اليابس.
جوجل إيرث
ومع التقدم التكنولوجي الكبير وثورة الاتصالات والإنترنت التي شهدها العصر الحديث، ظهرت "جوجل إيرث" كطفرة في رسم الخرائط والجغرافيا، حيث تعتبر مصدر أدق الخرائط في العالم الآن، وهو برنامج خرائطي وجغرافي معلوماتي أنشأته شركة "كي هول"، وكان يطلق عليه في الأصل "EarthViewer 3D"، ويرسم البرنامج خريطة للأرض عن طريق تركيب الصور التي تم الحصول عليها من صور الأقمار الصناعية، والتصوير الجوي ونظم المعلومات الجغرافية الثلاثية الأبعاد الخاصة بالكرة الأرضية.
ويوضح د. محمد صبري، أستاذ الجغرافيا والخرائط بجامعة القاهرة، أن رسم خريطة العالم مر بعدة مراحل تطور حتى وصل إلى شكل خريطة العالم الحالية، بداية من الحضارات القديمة، والتي رسمت العالم بالحدود التي تعرفها ووصلت إليها، ومع توسع الإمبراطوريات والاكتشافات الجديدة، توسعت تلك الحدود وضمت أجزاء جديدة من العالم، وضمت الثلاث قارات الرئيسية "آسيا وأفريقيا وأوروبا"، حتى اكتشف بحار عثماني للأمريكاتين ومن بعده كريستوفر كولومبس، ورسمت أول خريطة كاملة للعالم.
ويشير صبري إلى أن التقدم في الرياضيات وعلم الفلك ساعد في زيادة التقدم في دقة الخرائط، وأصبحت أمريكا الشمالية وشبه القارة الهندية واضحة في الخريطة، لافتا إلى أنه خلال القرن العشرين أصبحت الخرائط أكثر تقدما وخاصة في مجال الطباعة والتصوير، وتم إنتاج العديد والكثير من نسخ للخرائط بجودة عالية، حيث أن وجود التلسكوب أعطى مسحة دقيقة للأرض، وسمح للملاحين وراسمي الخرائط من تحديد الزوايا لنجم الشمال في الليل أو للشمس عند الظهيرة، وصور دقيقة للتضاريس، حيث اتضحت الآن الخريطة مكتملة المعالم، بل أن الخرائط الحديثة شملت رسم تضاريس أعماق المحيطات ورسم حدود للفضاء الخارجي، وذلك بالاستعانة بالأقمار الصناعية، مؤكدا أن الوصول لتلك المرحلة المتقدمة من الدقة والوضوح والكمال في رسم خريطة العالم لا ينسب إلى حضارة أو شخص بعينه بل هو نتاج مجهود تراكمي منذ آلاف السنين.
هذا وتنقسم الخرائط إلى عدة أنواع، الأول الخرائط السياسية، وتبين الحدود السياسية بين الدول، والثاني الخرائط الاقتصادية، تهتم هذه الخرائط بتحديد مناطق الثروات والفعاليات الاقتصادية سواء أكانت زراعية أو صناعية أو تجارية أو طرق مواصلات وغيرهاز، والثالث الخرائط التضاريسية، وتمثل سطح الأرض من جبال وسهول وهضاب وتلال وأودية وغير ذلك، ويستخدم في هذا النوع من الخرائط التلوين أو التظليل لزيادة وضوح الخريطة ولتمييز الأشكال الأرضية المختلفة وتوزيعها، والرابع وهو الخرائط البشرية، وتهتم هذه الخرائط بتوزيع السكان على سطح الأرض، وبيان مناطق الكثافة السكانية، أما النوع الأخير فهو الخرائط المناخية، والتي تهتم بالظواهر المناخية السائدة، كتوزيع الحرارة والأمطار والرطوبة واتجاهات الرياح والضغط الجوي.
خدمة ( وكالة الصحافة العربية )
اتخذ العالم أشكالا عديدة على خرائط الجغرافيين والمسكتشفين حتى وصل إلى صورته الحالية، ففي كل حضارة ومع كل اكتشاف جديد كانت تتطور طريقة رسم الخرائط وتزداد دقة بإضافة رموز وحدود جديدة لها، حتى أنه في البداية لم يكن للأمريكتين وجود على سطح خريطة العالم المرسومة، حيث كان العالم يتكون من ثلاث قارات فقط "آسيا وأفريقيا وأوروبا"، حتى صارت واقعا وانضمت بعد ذلك الأمريكتان إلى كتلة العالم واكتملت خريطة العالم الحالية.
كانت بدايات الرسومات للخرائط من قبل البابليين، فقد عثر على لوح من الطين بمقياس 7.6 × 6.8 سم، في العراق رسمت عليه خريطة لوادي نهر بين تلتين ويقدر بأنها تعود للقرن الخامس والعشرين قبل الميلاد، كما أن خريطة أخرى تعود للقرن الثالث عشر قبل الميلاد اكتشفت في تقر (السومرية)، وكانت تصف جدران ومباني المدينة المقدسة، وتعتبر خريطة العالم البابلية أقدم خريطة تمثيل وصفي في العالم حيث تعود إلى 600 قبل الميلاد.
الخريطة اليونانية
أناكسيماندر، وبطليموس، وإراتوستينس، من أوائل اليونانيين الذين رسموا الخرائط بالاستعانة بالرياضيات، إضافة إلى الملاحظات المدونة من المستكشفين آنذاك، ويعتقد أن "أناكسيماندر" كان أقدم يوناني رسم خريطة للعالم قبل 546 ق.م، وكان مؤمنا بأن شكلها يشبه الأسطوانة المعلقة في الفضاء، وأن عالمه يكون أعلى هذه الأسطوانة، كما أن البحار "سيلاكس" كان أول من أضاف تعليمات الإبحار على الخرائط التي رسمها لتصبح معلما أساسيا فيما بعد لراسمي الخرائط، أما الفضل الأكبر فيعود لكلوديوس بطليموس "أبو الجغرافيا" كما يلقب في التاريخ، فهو الذي اقترح أن الأرض يمكن تخيل شكلها الحقيقي إذا ما استعملت الحسابات الرياضية وعلم الفلك وتوصل إلى الفرضية الكروية للأرض، وعمل نظام إحداثيا، حيث تمكن منذ آلاف السنين من تطوير واحدة من أوائل خرائط العالم، واضعا أوروبا في منتصف الكرة الأرضية، بعد التعرف على المحيط الهادئ ومساحته، دون أن يذكر وجود الأمريكتين قبل اكتشافهما، كما أن إراتوستينس اليوناني المصري كان أول من توصل إلى رسم وحساب تقريبي لمحيط الكرة الأرضية في تجاربه التي أجراها بالإسكندرية وتوصل إلى قيمة تقريبية بين 40000 إلى 46000 كم.
بعدما توصل إليه اليونانيون، أخذه العرب المسلمون وأضافوا إليه، حيث ترجم كتاب "المَجَسْطي"، والذي أشار خلاله إلى أن النظام الفلكي قائم على أساس أن الأرض ثابتة، وأن الأفلاك تدور حولها، ووصف فيه خريطة العالم دون أن يرسمها، ليصممها الباحثون من بعده لتوضيح رؤيته للعالم، كما أنه أول من أشار لوجود خطوط الطول والعرض.
خريطة الإدريسي.. مؤسس علم الجغرافيا
في عام 1154م رسم العالم العربي المسلم ومؤسس علم الجغرافيا محمد الإدريسي خريطته الشهيرة، والتي تعد واحدة من الخرائط القديمة الأكثر تقدما، حيث لجأ إلى تحديد اتجاهات الأنهار والبحيرات والمرتفعات، وضمنها أيضا معلومات عن المدن الرئيسية، بالإضافة إلى حدود الدول، وظلت خريطة العالم المعتمدة والأكثر دقة لعدة قرون، ويلاحظ أن الخريطة مقلوبة لأنه قديما كان يعتقد أن الجنوب يوجد في الأعلى، واستخدمت مصوراته وخرائطه في سائر كشوف عصر النهضة الأوروبية.
واعتمادا على جغرافيا الإدريسي رسم البحار التركي الأمير "بيري ريس"، الخريطة الأولى في التاريخ التي تظهر سواحل القارة الأمريكية بتفاصيل تضاريسية دقيقة.
خريطة فالدسميلر، والظهور الأول لأمريكا
عام 1507م ظهرت الأمريكتان لأول مرة على خرائط العالم، عن طريق خريطة رسمها عالم الخرائط الألماني مارتن فالدسميلر، والذي استخدم لأول مرة اسم أمريكا المقتبسة من اسم "أمريكو فسبوشي"، لينعت به اسم الأراضي المكتشفة للعالم الجديد، ويذكر أن الخريطة ظلت مفقودة واكتشفت فقط في عام 1901 من قبل كاهن، واشترتها مكتبة الكونجرس في الولايات المتحدة مقابل 10 ملايين دولار.
خريطة كافيريو
كانت هذه الخريطة أول خريطة واضحة ودقيقة تضم اسم أمريكا، ورسم الجزر الصغيرة التي لم تكن واضحة في البداية، كما ظهرت بها منطقة البحر الكاريبي وساحل فلوريدا، وكذلك أفريقيا وأوروبا وآسيا، كذلك رسم كريستوفر كولومبوس جزر الهند الغربية، ووصلت الخريطة إلى جودة عالية من التفاصيل والدقة.
وفي القرن السابع عشر بدأ تطبيق نظريات جديدة لتحديد أبعاد الأرض، واختراع أدوات جغرافية وفلكية متطورة مثل بندول الساعة، والتلسكوب، فضلا عن أدوات النظريات مثل جداول اللوغاريتمات، والتفاضل والتكامل، وقانون الجاذبية، هذا بجانب الأخذ بعين الاعتبار ملاحظات العلماء، ما زاد من تقدم رسم الخرائط عن سطح الكرة الأرضية.
خريطة ماكندر.. ميلاد الجغرافيا السياسية
عام 1904 كان الميلاد الحقيقي لعلم الجغرافيا السياسية، على يد الجغرافي الإنجليزي والمتخصص في الجغرافيا السياسية السير هالفورد ماكندر، حيث قام بتأليف الكتاب الشهير "المحيط الجغرافي للتاريخ"، وهو أحد أشهر كتب الجيوبوليتيك في العالم، وهو واضع نظرية قلب اليابس.
جوجل إيرث
ومع التقدم التكنولوجي الكبير وثورة الاتصالات والإنترنت التي شهدها العصر الحديث، ظهرت "جوجل إيرث" كطفرة في رسم الخرائط والجغرافيا، حيث تعتبر مصدر أدق الخرائط في العالم الآن، وهو برنامج خرائطي وجغرافي معلوماتي أنشأته شركة "كي هول"، وكان يطلق عليه في الأصل "EarthViewer 3D"، ويرسم البرنامج خريطة للأرض عن طريق تركيب الصور التي تم الحصول عليها من صور الأقمار الصناعية، والتصوير الجوي ونظم المعلومات الجغرافية الثلاثية الأبعاد الخاصة بالكرة الأرضية.
ويوضح د. محمد صبري، أستاذ الجغرافيا والخرائط بجامعة القاهرة، أن رسم خريطة العالم مر بعدة مراحل تطور حتى وصل إلى شكل خريطة العالم الحالية، بداية من الحضارات القديمة، والتي رسمت العالم بالحدود التي تعرفها ووصلت إليها، ومع توسع الإمبراطوريات والاكتشافات الجديدة، توسعت تلك الحدود وضمت أجزاء جديدة من العالم، وضمت الثلاث قارات الرئيسية "آسيا وأفريقيا وأوروبا"، حتى اكتشف بحار عثماني للأمريكاتين ومن بعده كريستوفر كولومبس، ورسمت أول خريطة كاملة للعالم.
ويشير صبري إلى أن التقدم في الرياضيات وعلم الفلك ساعد في زيادة التقدم في دقة الخرائط، وأصبحت أمريكا الشمالية وشبه القارة الهندية واضحة في الخريطة، لافتا إلى أنه خلال القرن العشرين أصبحت الخرائط أكثر تقدما وخاصة في مجال الطباعة والتصوير، وتم إنتاج العديد والكثير من نسخ للخرائط بجودة عالية، حيث أن وجود التلسكوب أعطى مسحة دقيقة للأرض، وسمح للملاحين وراسمي الخرائط من تحديد الزوايا لنجم الشمال في الليل أو للشمس عند الظهيرة، وصور دقيقة للتضاريس، حيث اتضحت الآن الخريطة مكتملة المعالم، بل أن الخرائط الحديثة شملت رسم تضاريس أعماق المحيطات ورسم حدود للفضاء الخارجي، وذلك بالاستعانة بالأقمار الصناعية، مؤكدا أن الوصول لتلك المرحلة المتقدمة من الدقة والوضوح والكمال في رسم خريطة العالم لا ينسب إلى حضارة أو شخص بعينه بل هو نتاج مجهود تراكمي منذ آلاف السنين.
هذا وتنقسم الخرائط إلى عدة أنواع، الأول الخرائط السياسية، وتبين الحدود السياسية بين الدول، والثاني الخرائط الاقتصادية، تهتم هذه الخرائط بتحديد مناطق الثروات والفعاليات الاقتصادية سواء أكانت زراعية أو صناعية أو تجارية أو طرق مواصلات وغيرهاز، والثالث الخرائط التضاريسية، وتمثل سطح الأرض من جبال وسهول وهضاب وتلال وأودية وغير ذلك، ويستخدم في هذا النوع من الخرائط التلوين أو التظليل لزيادة وضوح الخريطة ولتمييز الأشكال الأرضية المختلفة وتوزيعها، والرابع وهو الخرائط البشرية، وتهتم هذه الخرائط بتوزيع السكان على سطح الأرض، وبيان مناطق الكثافة السكانية، أما النوع الأخير فهو الخرائط المناخية، والتي تهتم بالظواهر المناخية السائدة، كتوزيع الحرارة والأمطار والرطوبة واتجاهات الرياح والضغط الجوي.
خدمة ( وكالة الصحافة العربية )


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.