ليلة الرعد والأمطار.. توجيهات عاجلة لمحافظ الإسكندرية    وزير العمل يواصل لقاءته في صربيا ويعقد اجتماعا مع مدير هيئة التوظيف الوطني الصربية    مواعيد مباريات اليوم السبت 31 مايو 2025 والقنوات الناقلة    رابطة الأندية: انسحاب الأهلي من القمة ليس انتهاكا للوائح    رحيل نجم جديد عن الأهلي    محافظ الإسكندرية: تأجيل امتحانات الإعدادية لمدة ساعة اليوم    رغم تعديل الطرق الصوفية لموعده...انطلاق الاحتفالات الشعبية بمولد «الشاذلي» والليلة الختامية يوم «عرفة»    ترقب في الأسواق| توقعات بزيادة محدودة.. هل يعود «الأوفر برايس»؟    أخصائية نفسية: طلاب الثانوية العامة قد يلجأون للانتحار بسبب الضغط النفسي    ال 7 وصايا| الصيانة الدورية وتخفيف الحمولة.. أهم طرق ترشيد استهلاك وقود السيارة    نتيجة الصف الرابع الابتدائي 2025 بالشرقية وخطوات الاستعلام برقم الجلوس (الموعد و الرابط)    اليوم.. انطلاق امتحانات الشهادة الإعدادية بمحافظة القليوبية    400 مليون جنيه..الأهلي يتلقى إغراءات ل بيع إمام عاشور .. إعلامي يكشف    إسرائيل تمنع دخول وزراء خارجية عرب لعقد اجتماع في رام الله    قوات الاحتلال تنفذ عمليات نسف شمالي قطاع غزة    عاصفة الإسكندرية.. انهيار أجزاء خارجية من عقار في سبورتنج وتحطم سيارتين    تأخير موعد امتحانات الشهادة الإعدادية بالإسكندرية بسبب العاصفة والأمطار الرعدية    جراديشار: لم أكن أعرف الأهلي قبل قدومي ولكنه أكبر من أي فريق لعبت له    اليوم.. أولى جلسات محاكمة مدربة أسود سيرك طنطا في واقعة النمر    العفريت الذي أرعب الفنانين| «الفوتوغرافيا».. رحلة النور والظلال في 200 سنة    6 طرق للحفاظ على صحة العمود الفقري وتقوية الظهر    «سأصنع التاريخ في باريس».. تصريحات مثيرة من إنريكي قبل نهائي دوري الأبطال    على معلول يودّع الأهلي برسالة مؤثرة للجماهير: كنتم وطن ودفء وأمل لا يخيب    وزير الدفاع الإسرائيلي: لن نمنح الحصانة لأحد وسنرد على أي تهديد    ترامب يكشف موعد الإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة    النائب أحمد السجيني يحذر من سيناريوهين للإيجار القديم: المادة 7 قد تكون الحل السحري    ب62 جنيه شهريًا.. أسعار الغاز الطبيعي اليوم وتكلفة توصيله للمنازل (تفاصيل)    «تنسيق الجامعات 2025»: 12 جامعة أهلية جديدة تنتظر قبول الدفعة الأولى    النيابة تستعجل تحريات واقعة مقتل شاب في الإسكندرية    ماس كهربائي يتسبب في نشوب حريق بمنزلين في سوهاج    جدل بين أولياء الأمور حول «البوكليت التعليمى»    ترامب يعلن عزمه مضاعفة تعرفة واردات الصلب إلى 50%    أحمد حلمي ومنى زكي وعمرو يوسف وكندة علوش في زفاف أمينة خليل.. صور جديدة    «متقوليش هاردلك».. عمرو أديب يوجه رسائل خاصة ل أحمد شوبير    «القاهرة للسينما الفرانكوفونية» يختتم فعاليات دورته الخامسة    أفضل دعاء في العشر الأوائل من ذي الحجة.. ردده الآن للزوج والأبناء وللمتوفي ولزيادة الرزق    بعد تلميحه بالرحيل، قصة تلقي إمام عاشور عرضا ب400 مليون جنيه (فيديو)    رئيس «النحّالين العرب»: قطاع تربية النحل يتعرض لهجمات «شرسة» سنويًا لتشويه المنتج المحلى    محافظة قنا: الالتزام بالإجراءات الوقائية في التعامل مع حالة ولادة لمصابة بالإيدز    لا تتركها برا الثلاجة.. استشاري تغذية يحذر من مخاطر إعادة تجميد اللحوم    موعد أذان فجر السبت 4 من ذي الحجة 2025.. ودعاء في جوف الليل    لا تضيع فضلها.. أهم 7 أعمال خلال العشرة الأوائل من ذي الحجة    الجماع بين الزوجين في العشر الأوائل من ذي الحجة .. هل يجوز؟ الإفتاء تحسم الجدل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 31-5-2025 في محافظة قنا    عاجل|أردوغان يجدد التزام تركيا بالسلام: جهود متواصلة لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا    تغييرات مفاجئة تعكر صفو توازنك.. حظ برج الدلو اليوم 31 مايو    مدير «جي إس إم» للدراسات: فرص نجاح جولة المباحثات الروسية الأوكرانية المقبلة صفرية    «قنا» تتجاوز المستهدف من توريد القمح عن الموسم السابق ب 227990 طنًا    «أصيبت به نوال الدجوي».. ما هو مرض «الدمنشيا» وهل يختلف عن الزهايمر؟    أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. ترامب: سنعلن تفاصيل اتفاق غزة اليوم أو غدا.. إحباط هجوم إرهابى فى روسيا.. وصول مليون و330 ألف حاج للسعودية.. سقوط قتلى فى فيضانات تضرب نيجيريا    سعر الذهب اليوم السبت 31 مايو محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الجديد    مشرف بعثة الحج السياحي: إلغاء ترخيص الشركات السياحية المخالفة للضوابط المنظمة    شريف عبد الفضيل يحكى قصة فيلا الرحاب وانتقاله من الإسماعيلي للأهلى    بدء تصوير "دافنينه سوا" ل محمد ممدوح وطه الدسوقي في هذا الموعد    وزير التعليم يبحث مع «جوجل» تعزيز دمج التكنولوجيا في تطوير المنظومة التعليمية    تطرق أبواب السياسة بثقة :عصر ذهبى لتمكين المرأة فى مصر.. والدولة تفتح أبواب القيادة أمام النساء    الأحد.. مجلس الشيوخ يناقش الأثر التشريعي لقانون التأمين الصحي والضريبة على العقارات المبنية    الأعلى للجامعات: فتح باب القبول بالدراسات العليا لضباط القوات المسلحة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرواية الأفريقية طموح متزايد
نشر في صوت البلد يوم 29 - 05 - 2019

في هذا الكتاب المرجعي “الرواية الأفريقية.. إطلالة مشهدية” للناقد والباحث شوقي بدر يوسف، والصادر عن وكالة الصحافة العربية “ناشرون” بالقاهرة 2017، تتجسد إلى حد كبير رؤيته للطموح المتزايد الذي تدخل به الرواية الأفريقية غمار الإبداع العالمي الذي يعبر عن وجود الإنسان أينما كان.
ولا شك أن الخصوصية الإبداعية التي تتميز بها الكتابات المعبّرة عن البيئة والتضاريس والتراث والمناخ والمكان الأفريقي، بما يعطي هذا الأدب وهذه الكتابة تذكرة المرور إلى الوعي العام بوجود الإنسان وإشكاليات وجوده، وهو ما يعبّر في الوقت ذاته تعبيرًا توثيقيًا عن القضايا التي يطرحها مفهوم الكتابة الروائية تعانقًا مع التيمات والمفاهيم والعناصر الأساسية التي تعتمد عليها الكتابة الإبداعية من ميثولوجيا وأنثربولوجيا وواقع سياسي واقتصادي واجتماعي متشرّب بكل تلك الظروف المحيطة بالبيئة والمتعلقة بالعالم كله من خلال قنوات الاتصال وسدود الإقصاء والتواري على حدّ سواء ما بين العزلة والتواصل، وهو ما قد يعبر به الكتاب بداية:
“جاءت الرواية الأفريقية كسلاح جديد في يد الأفارقة يعبّرون بها عن قوّتهم وتمرّدهم الدائم، ولا شك أن الروائيين الأفارقة في ظل هذه المجرة الروائية الأفريقية قد حققوا إنجازًا إبداعيًا أدهش العالم بأسره بفضل عدد كبير من كتّاب الرواية الأفارقة الذين أثروا المشهد الروائي في أفريقيا والعالم بهذا المنجز الروائي الذي أصبح علامة مضيئة ومهمة من علامات الرواية المؤثرة في المشهد الروائي في العالم”.
وهو ما يجعل خوض غمار الكتابة عن الرواية في أفريقيا تحديدًا اختيارًا مائزًا وصائبًا لما تحبل به من مناخ وأرض بكر وإشكاليات مغايرة للكتابة وتوجهاتها وطموحاتها، وخصوصياتها وتجلّيات كل هذه الفروض المساعدة على عمليتي الإبداع والنقد من ناحية، في الوقت ذاته الذي يكون فيه محملًا بالمسؤولية التوثيقية والتحليلية لما أفرزته هذه الموجات من الكتابة عبر الحقب المتوالية منذ مطلع القرن العشرين وحتى هذه الأيام التي تشهد فيها الرواية ازدهارها بالمفهوم العام، مع التحام الرواية الأفريقية المواكبة بها ومشاركة العالم الروائي في حصد جوائز التميز والابتكار تعبيرًا عن الكيان الحقيقي البشري لهذه الكتلة من اليابسة التي تمثل خُمس مساحة الكرة الأرضية.
وبما عانته في سبيل الثورة والتحرر من الاستعمار وضد التخلف ومحاولات العبور الناجحة بالتنمية إلى الحاضر المواكب والمستقبل الواعد. ذلك الذي يجعل من الرواية عملًا موسوعيًا يستوعب كافة التأثيرات، وما يحدثه من إثارة لمفاهيم الوعي الثقافي الذي ربما تأسست من جديد من خلال هذا المدّ الأدبي والفني المرتبط بالأرض ومدى الاستفادة منها على جميع المستويات بما تطرحه من إيجابيات وسلبيات ورصد لما يعانيه العنصر البشري على مستويي الزمان والمكان تاريخًا وجغرافيا وحاضرًا يتشبع بكل تلك العناصر للوجود “ولا شك أن دراسة الأدب الأفريقي، خاصة فن الرواية، وتحليل اهتماماته يعكسان إضافة إلى الموقف المضاد للاستعمار والجهد الذي يبذله الكتّاب الأفارقة في سبيل تأكيد أصالة الثقافة الأفريقية من جهة والرغبة في دفع أفريقيا على طريق التقدم من جهة أخرى، ويبدو الأدب في الوقت نفسه بمثابة القاعدة الصلبة للوعي الثقافي والأداة الفعالة في عملية التطور الاقتصادي والاجتماعي على صعيد القارة السوداء”.
الإصدارات النقدية وتطور الرواية
ربما كانت تلك هي العلاقات التأسيسية أو المرحلة المهمة التي أقام عليها الكاتب بنيانه المتنامي الذي يعرج به على الإصدارات النقدية التي أسهمت في التأريخ للأدب الأفريقي بعامة والرواية بخاصة، والتي شكلت في معظمها جُل المراجع البحثية التي استند إليها الكتاب في توثيق حركة الأدب والرواية في أفريقيا على المستويين المحلي والعالمي المواكبين لها، ولعل أبرزها كتاب “الأدب الأفريقي” للدكتور علي شلش، وكتاب “سبعة كتاب أفريقيين” -كأول كتاب يتناول الأدب الأفريقي بصفة عامة- للكاتب جيرالد مور، وترجمة الدكتور علي شلش أيضًا، بالإضافة إلى كتاب “نافذة على أفريقيا الصديقة” 1974 لعبد العزيز صادق.
كذلك يعبر كتاب “المنفى المزدوج.. الكتابة الأفريقية والهند الغربية بين ثقافتين” للكاتب كاريث كريفتس، وكتاب “التابع ينهض.. الرواية في غرب أفريقيا” للدكتورة رضوى عاشور، و”ما الأدب الأفريقي؟” دراسة تحليلية لدافيد كوك ترجمة هدى الكيلاني، و”رحلات في الرواية الأفريقية الفرنسية” للكاتبة ملدرد موتيمير عن هذا الزخم النقدي والتعريفي بالرواية الأفريقية خاصة.
وهو التوغل الذي ربما وضع تصورًا عامًا لتصنيف مراحل تطور الرواية في أفريقيا في ثلاث مراحل (بحسب الكتاب):
• مرحلة اكتشاف الذات والتمسك بالموروث الشفاهي واستعارة الحكاية الشعبية وتقديمها في إطار حكائي بحت.
• مرحلة الاحتكاك بالغرب والشعور بالذلة والمهانة والندم حيث كان المثقف الأفريقي في تلك المرحلة هو الخادم الذي يلحق بمؤسسات الإرساليات الأجنبية بغير هوية حقيقية.
• المرحلة النقدية، وهي التي تلت الاستعمار المباشر، حيث وجد المثقف (الروائي) نفسه أمام العجز المطلق، وهي المرحلة التي يبدأ فيها الكاتب التحرر من القمع الداخلي ومن ثم تبدأ مغامرته مع الكتابة الفنية الإبداعية والبحث عن أشكال التعبير الأدبي.
ذلك التأسيس الذي يفتح الباب أمام الروايات الأفريقية وإشكالياتها، ومن خلال المحاور التي تشير إلى ارتباط فن الرواية بحركة “إحياء الأدب الأفريقي” في بداية القرن العشرين برواية لرينيه مارون عام 1921 وفوزها بجائزة غونكور، انتقالا إلى “الرواية الأفريقية والتراث الشفاهي”، “يعتبر الأدب الأفريقي من أهم الآداب وأبرزها في احتوائه على الموروث الشعبي وآدابه المكتوبة بلغات بعض الشعوب الأفريقية كالسواحلية والباتنو والتيلو وغيرها من الشعوب التي تعيش في بعض أجزاء القارة السوداء، ولا سيما في الجنوب من الصحراء الكبرى”.
سوسيولوجيا الحياة وهوية السرد

من المحطات المهمة في الكتاب ارتباط الرواية الأفريقية ارتباطًا وثيقًا بمصطلح سوسيولوجيا الحياة من خلال صياغة تراكمات الحياة ومراحل تطورها وارتباطها الوثيق بحركة المجتمع والحراك الناجم عن ممارسات الشخوص بتركيباتهم المتباينة (الحالة الاجتماعية المتشابكة) وإبراز القضايا الاجتماعية والإشكاليات والأحداث المرتبطة بحركة هذا المجتمع الذي يكون مادة خصبة للروائي يتفاعل معها وبها من أجل تقديم عمل روائي زخم بكل المفردات والظواهر والملامح التي تؤسس لشكل المجتمعات الخارجة (والتي مازالت) من قبليتها وبداوتها إلى حيز التلاقح والمسايرة والاندماج مع العالم الخارجي الجديد عليهم، وهو ما يقرنه الكتاب بالبناء الفني للرواية “ولا شك أن الرواية في أفريقيا قد شهدت تطورًا كبيرًا طال البناء الفني لنصوصها، كما طال سوسيولوجيا مجتمعاتها المختلفة بسيل متراكم ولافت من النصوص، عبّرت وجسّدت ملامح هذه المجتمعات، وما يحدث فيها من ممارسات وأحوال تمس الفرد والمجتمع على حدّ سواء، ومن ثم فإن الفن الروائي في أفريقيا بمضامينه وأشكاله المختلفة هو لون أدبي يمثل الإنسان الأفريقي بقضاياه وإشكاليات حياته المختلفة”.
ويستعرض الكتاب ويتعرض بالتحليل لعدد من النماذج الروائية التي تحمل هذا المضمون الاجتماعي المهم كرواية “رحلة العم ما” للكاتب الجابوني جان ديفاسا نياما التي تجسد أعماق المجتمع الأفريقي بأساطيره وموروث خرافاته، ورواية “ميمونة” للكاتب السنغالي عبدالله ساجي، ورواية “عامل الميناء الأسود” للسنغالي عثمان سمبيني كنموذج لمجتمع الطبقة العاملة بقسوته المادية والمعنوية والواقع الأكثر قسوة للعمال الأفارقة، إلى جانب رواية “ابن امرأة” للكيني تشارلز مانجوا، و”حلم ليلة أفريقية” للنيجيري سيريان إكوينسي، ورواية “الصوت” للسيراليوني غابرييل أوكارا ومعالجة الأفكار الجديدة لقضية صراع الأجيال بقوة من خلال الصدام الحاصل بين الشباب المتفتح الآمل في الحياة والشيوخ الذين عفا عليهم الدهر ومازالوا يتمسكون بالطقوس البالية. وهي روايات تحمل مضامين لا شك تضرب في عمق الإشكالية الاجتماعية بتنوع دروبها واتجاهاتها وتشابكاتها التي تنم عن الطبيعة السوسيولوجية الباحثة في قضايا المجتمع والبيئة والصراع بين المتناقضات سواء الطبيعية أو البشرية التي تنازع النفس، كما تبرز تلك المظاهر في صورها المختلفة الأنثروبولوجية والاجتماعية والسياسية المرتبطة بملامح ومظاهر الهوية الأفريقية الحقيقية من واقع سرديات الأفارقة وخاصة في فن الرواية.
تلك الهوية التي تفرض ذاتها على معظم ما يُكتب من أعمال تبحث في إيجاد الرابط النفسي والقيمي للعلاقة بتلك البيئة الوافدة على الوعي الإنساني العالمي تحاول فكّ رموزها ومن ثم عرضها بالصورة التي تتكامل مع الواقعي بعدما تستقي منه الدوافع الأصيلة للوجود، كي تعرض تراثها وتعبر عن كينوتها جيدا اتكاء على مخزون من الوعي والمعرفة والتاريخ والتراث الشفاهي والمكتوب والمتناقل عبر الأجيال من عمق التاريخ أو من التدوينات.
“فلكل شعب خزينه المعرفي المنظم لرموزه الفكرية، ومرجعيته التأريخية يستمدها من علامات وأيقونات موغلة في القدم”، ذلك مما يعطي الهوية تلك المسحة من المصداقية للمعرفة اللصيقة والمرتبطة بالأرض والوعي والفكر معًا، فالمعرفة وإن كانت بدائية فطرية فهي هنا المفتاح الرئيس لحل شيفرة التعامل والواقع من خلال آليات جديدة للتحرر والثورة على الظلم والاستعمار من خلال استنهاض الهوية “كما تتجلى هوية السرد الأفريقي فيما كتبه منجزوه من الروائيين والكتاب الأفارقة من خلال الاحتفاء بالروح الإنسانية الأفريقية والاتكاء على هويتها الذاتية، وأهمية الأرض والقبيلة والوطن في حياة الإنسان”.
اللغة واتساع دائرة التأثير
في محطة أخرى تمثل اللغات التي تتعامل بها الرواية الأفريقية بوتقة بالغة الأهمية وركنًا فاعلًا في إيجاد العلاقة المباشرة بين ما تنتجه الروايات وبين شيوعها واتساع نطاق تأثيرها فتلعب اللغات واللهجات الأفريقية الدور الأول في ذلك، حيث تحل المجموعة الكردفانية المنسوبة إلى كردفان في السودان في المقام الأول تليها المجموعة الماندية في مالي وخليج غينيا، ومجموعة البمبرا في النيجر، والسواحلية في في كينيا وتنزانيا وأوغندا، وغيرها من اللهجات واللغات المحلية. فضلا عن أن ما يصل الرواية الأفريقية بالعالم الخارجي هو الروايات المكتوبة باللغات الأخرى الأكثر شيوعًا، ولكل منها كتابها الأفارقة المشهورون والمتميزون، وهي على التوالي: الفرنسية، والإنكليزية، والبرتغالية.
كما يبرز الكتاب تنوع لغات الكتابة والترجمات التي ينسب إلى البرتغاليين تأسيس اتصالاتها الأولى بين أوروبا وأفريقيا السوداء من خلال التوغل الاستعماري والوجود القسري منذ منتصف القرن الخامس عشر، والتي عملت على مد جسور التواصل بين أفريقيا واللغة الأوروبية كأول لغة أوروبية تقتحم القارة السوداء، لتتوالى المحطات التوثيقية للكتّاب التي تعرج على أهم الارتباطات بين الرواية وإشكاليات التعامل مع الواقع كتجسيد لموازنات الوجود وظواهره، وكنمط للتعامل بين البشر الذين يميزهم نسيج متشابك يحمل في أطيافه سمات التنوع والتمايز والتعبير عن البيئة شديدة الخصوصية بلهجاتها وعرقياتها وإثنيتها.
كما تجدر الإشارة إلى ظاهرة الكتّاب الأفارقة الزنوج الذين بدأت بواكير إبداعاتهم في الظهور خارج أفريقيا وداخل المجتمع الأميركي والذي كان وقتها يحاول طمس معالم تلك الفئة من الكتاب والمواطنين الزنوج الذين كانوا يعيشون منذ فترة طويلة داخل هذا المجتمع مستخدما التفرقة العنصرية البغيضة، ليمتد تأثير القارة الشابة -ولا تزال- إلى خارجها بالتأثير في القوى المستعمرة والحاكمة على مستوى العالم بما يعني قوة تأثير ثقافتها الإنسانية الشامخة.
ولتشكل رافدًا مهمًا من روافد تأثير الرواية والروح الأفريقية التي تعيش حالة من حالات الطموح المتزايد والرغبة المستمرة في كسر الطوق والخروج الدائم نحو النور والحرية من خلال كلّ تلك العوامل والإحداثيات المتغايرة التي تسير معها العملية الإبداعية المرتبطة بكيان كبير يجمع بين موسوعية الرواية ومرجعيتها الوثيقة الحافظة للتاريخ بحسّ إبداعي، وبين إحدى الركائز الضخمة للحضارة والوعي الإنساني والبيئي متمثلا في القارة السمراء التي مازالت بكرا وقادرة على إحداث الدهشة والعطاء.
في هذا الكتاب المرجعي “الرواية الأفريقية.. إطلالة مشهدية” للناقد والباحث شوقي بدر يوسف، والصادر عن وكالة الصحافة العربية “ناشرون” بالقاهرة 2017، تتجسد إلى حد كبير رؤيته للطموح المتزايد الذي تدخل به الرواية الأفريقية غمار الإبداع العالمي الذي يعبر عن وجود الإنسان أينما كان.
ولا شك أن الخصوصية الإبداعية التي تتميز بها الكتابات المعبّرة عن البيئة والتضاريس والتراث والمناخ والمكان الأفريقي، بما يعطي هذا الأدب وهذه الكتابة تذكرة المرور إلى الوعي العام بوجود الإنسان وإشكاليات وجوده، وهو ما يعبّر في الوقت ذاته تعبيرًا توثيقيًا عن القضايا التي يطرحها مفهوم الكتابة الروائية تعانقًا مع التيمات والمفاهيم والعناصر الأساسية التي تعتمد عليها الكتابة الإبداعية من ميثولوجيا وأنثربولوجيا وواقع سياسي واقتصادي واجتماعي متشرّب بكل تلك الظروف المحيطة بالبيئة والمتعلقة بالعالم كله من خلال قنوات الاتصال وسدود الإقصاء والتواري على حدّ سواء ما بين العزلة والتواصل، وهو ما قد يعبر به الكتاب بداية:
“جاءت الرواية الأفريقية كسلاح جديد في يد الأفارقة يعبّرون بها عن قوّتهم وتمرّدهم الدائم، ولا شك أن الروائيين الأفارقة في ظل هذه المجرة الروائية الأفريقية قد حققوا إنجازًا إبداعيًا أدهش العالم بأسره بفضل عدد كبير من كتّاب الرواية الأفارقة الذين أثروا المشهد الروائي في أفريقيا والعالم بهذا المنجز الروائي الذي أصبح علامة مضيئة ومهمة من علامات الرواية المؤثرة في المشهد الروائي في العالم”.
وهو ما يجعل خوض غمار الكتابة عن الرواية في أفريقيا تحديدًا اختيارًا مائزًا وصائبًا لما تحبل به من مناخ وأرض بكر وإشكاليات مغايرة للكتابة وتوجهاتها وطموحاتها، وخصوصياتها وتجلّيات كل هذه الفروض المساعدة على عمليتي الإبداع والنقد من ناحية، في الوقت ذاته الذي يكون فيه محملًا بالمسؤولية التوثيقية والتحليلية لما أفرزته هذه الموجات من الكتابة عبر الحقب المتوالية منذ مطلع القرن العشرين وحتى هذه الأيام التي تشهد فيها الرواية ازدهارها بالمفهوم العام، مع التحام الرواية الأفريقية المواكبة بها ومشاركة العالم الروائي في حصد جوائز التميز والابتكار تعبيرًا عن الكيان الحقيقي البشري لهذه الكتلة من اليابسة التي تمثل خُمس مساحة الكرة الأرضية.
وبما عانته في سبيل الثورة والتحرر من الاستعمار وضد التخلف ومحاولات العبور الناجحة بالتنمية إلى الحاضر المواكب والمستقبل الواعد. ذلك الذي يجعل من الرواية عملًا موسوعيًا يستوعب كافة التأثيرات، وما يحدثه من إثارة لمفاهيم الوعي الثقافي الذي ربما تأسست من جديد من خلال هذا المدّ الأدبي والفني المرتبط بالأرض ومدى الاستفادة منها على جميع المستويات بما تطرحه من إيجابيات وسلبيات ورصد لما يعانيه العنصر البشري على مستويي الزمان والمكان تاريخًا وجغرافيا وحاضرًا يتشبع بكل تلك العناصر للوجود “ولا شك أن دراسة الأدب الأفريقي، خاصة فن الرواية، وتحليل اهتماماته يعكسان إضافة إلى الموقف المضاد للاستعمار والجهد الذي يبذله الكتّاب الأفارقة في سبيل تأكيد أصالة الثقافة الأفريقية من جهة والرغبة في دفع أفريقيا على طريق التقدم من جهة أخرى، ويبدو الأدب في الوقت نفسه بمثابة القاعدة الصلبة للوعي الثقافي والأداة الفعالة في عملية التطور الاقتصادي والاجتماعي على صعيد القارة السوداء”.
الإصدارات النقدية وتطور الرواية
ربما كانت تلك هي العلاقات التأسيسية أو المرحلة المهمة التي أقام عليها الكاتب بنيانه المتنامي الذي يعرج به على الإصدارات النقدية التي أسهمت في التأريخ للأدب الأفريقي بعامة والرواية بخاصة، والتي شكلت في معظمها جُل المراجع البحثية التي استند إليها الكتاب في توثيق حركة الأدب والرواية في أفريقيا على المستويين المحلي والعالمي المواكبين لها، ولعل أبرزها كتاب “الأدب الأفريقي” للدكتور علي شلش، وكتاب “سبعة كتاب أفريقيين” -كأول كتاب يتناول الأدب الأفريقي بصفة عامة- للكاتب جيرالد مور، وترجمة الدكتور علي شلش أيضًا، بالإضافة إلى كتاب “نافذة على أفريقيا الصديقة” 1974 لعبد العزيز صادق.
كذلك يعبر كتاب “المنفى المزدوج.. الكتابة الأفريقية والهند الغربية بين ثقافتين” للكاتب كاريث كريفتس، وكتاب “التابع ينهض.. الرواية في غرب أفريقيا” للدكتورة رضوى عاشور، و”ما الأدب الأفريقي؟” دراسة تحليلية لدافيد كوك ترجمة هدى الكيلاني، و”رحلات في الرواية الأفريقية الفرنسية” للكاتبة ملدرد موتيمير عن هذا الزخم النقدي والتعريفي بالرواية الأفريقية خاصة.
وهو التوغل الذي ربما وضع تصورًا عامًا لتصنيف مراحل تطور الرواية في أفريقيا في ثلاث مراحل (بحسب الكتاب):
• مرحلة اكتشاف الذات والتمسك بالموروث الشفاهي واستعارة الحكاية الشعبية وتقديمها في إطار حكائي بحت.
• مرحلة الاحتكاك بالغرب والشعور بالذلة والمهانة والندم حيث كان المثقف الأفريقي في تلك المرحلة هو الخادم الذي يلحق بمؤسسات الإرساليات الأجنبية بغير هوية حقيقية.
• المرحلة النقدية، وهي التي تلت الاستعمار المباشر، حيث وجد المثقف (الروائي) نفسه أمام العجز المطلق، وهي المرحلة التي يبدأ فيها الكاتب التحرر من القمع الداخلي ومن ثم تبدأ مغامرته مع الكتابة الفنية الإبداعية والبحث عن أشكال التعبير الأدبي.
ذلك التأسيس الذي يفتح الباب أمام الروايات الأفريقية وإشكالياتها، ومن خلال المحاور التي تشير إلى ارتباط فن الرواية بحركة “إحياء الأدب الأفريقي” في بداية القرن العشرين برواية لرينيه مارون عام 1921 وفوزها بجائزة غونكور، انتقالا إلى “الرواية الأفريقية والتراث الشفاهي”، “يعتبر الأدب الأفريقي من أهم الآداب وأبرزها في احتوائه على الموروث الشعبي وآدابه المكتوبة بلغات بعض الشعوب الأفريقية كالسواحلية والباتنو والتيلو وغيرها من الشعوب التي تعيش في بعض أجزاء القارة السوداء، ولا سيما في الجنوب من الصحراء الكبرى”.
سوسيولوجيا الحياة وهوية السرد

من المحطات المهمة في الكتاب ارتباط الرواية الأفريقية ارتباطًا وثيقًا بمصطلح سوسيولوجيا الحياة من خلال صياغة تراكمات الحياة ومراحل تطورها وارتباطها الوثيق بحركة المجتمع والحراك الناجم عن ممارسات الشخوص بتركيباتهم المتباينة (الحالة الاجتماعية المتشابكة) وإبراز القضايا الاجتماعية والإشكاليات والأحداث المرتبطة بحركة هذا المجتمع الذي يكون مادة خصبة للروائي يتفاعل معها وبها من أجل تقديم عمل روائي زخم بكل المفردات والظواهر والملامح التي تؤسس لشكل المجتمعات الخارجة (والتي مازالت) من قبليتها وبداوتها إلى حيز التلاقح والمسايرة والاندماج مع العالم الخارجي الجديد عليهم، وهو ما يقرنه الكتاب بالبناء الفني للرواية “ولا شك أن الرواية في أفريقيا قد شهدت تطورًا كبيرًا طال البناء الفني لنصوصها، كما طال سوسيولوجيا مجتمعاتها المختلفة بسيل متراكم ولافت من النصوص، عبّرت وجسّدت ملامح هذه المجتمعات، وما يحدث فيها من ممارسات وأحوال تمس الفرد والمجتمع على حدّ سواء، ومن ثم فإن الفن الروائي في أفريقيا بمضامينه وأشكاله المختلفة هو لون أدبي يمثل الإنسان الأفريقي بقضاياه وإشكاليات حياته المختلفة”.
ويستعرض الكتاب ويتعرض بالتحليل لعدد من النماذج الروائية التي تحمل هذا المضمون الاجتماعي المهم كرواية “رحلة العم ما” للكاتب الجابوني جان ديفاسا نياما التي تجسد أعماق المجتمع الأفريقي بأساطيره وموروث خرافاته، ورواية “ميمونة” للكاتب السنغالي عبدالله ساجي، ورواية “عامل الميناء الأسود” للسنغالي عثمان سمبيني كنموذج لمجتمع الطبقة العاملة بقسوته المادية والمعنوية والواقع الأكثر قسوة للعمال الأفارقة، إلى جانب رواية “ابن امرأة” للكيني تشارلز مانجوا، و”حلم ليلة أفريقية” للنيجيري سيريان إكوينسي، ورواية “الصوت” للسيراليوني غابرييل أوكارا ومعالجة الأفكار الجديدة لقضية صراع الأجيال بقوة من خلال الصدام الحاصل بين الشباب المتفتح الآمل في الحياة والشيوخ الذين عفا عليهم الدهر ومازالوا يتمسكون بالطقوس البالية. وهي روايات تحمل مضامين لا شك تضرب في عمق الإشكالية الاجتماعية بتنوع دروبها واتجاهاتها وتشابكاتها التي تنم عن الطبيعة السوسيولوجية الباحثة في قضايا المجتمع والبيئة والصراع بين المتناقضات سواء الطبيعية أو البشرية التي تنازع النفس، كما تبرز تلك المظاهر في صورها المختلفة الأنثروبولوجية والاجتماعية والسياسية المرتبطة بملامح ومظاهر الهوية الأفريقية الحقيقية من واقع سرديات الأفارقة وخاصة في فن الرواية.
تلك الهوية التي تفرض ذاتها على معظم ما يُكتب من أعمال تبحث في إيجاد الرابط النفسي والقيمي للعلاقة بتلك البيئة الوافدة على الوعي الإنساني العالمي تحاول فكّ رموزها ومن ثم عرضها بالصورة التي تتكامل مع الواقعي بعدما تستقي منه الدوافع الأصيلة للوجود، كي تعرض تراثها وتعبر عن كينوتها جيدا اتكاء على مخزون من الوعي والمعرفة والتاريخ والتراث الشفاهي والمكتوب والمتناقل عبر الأجيال من عمق التاريخ أو من التدوينات.
“فلكل شعب خزينه المعرفي المنظم لرموزه الفكرية، ومرجعيته التأريخية يستمدها من علامات وأيقونات موغلة في القدم”، ذلك مما يعطي الهوية تلك المسحة من المصداقية للمعرفة اللصيقة والمرتبطة بالأرض والوعي والفكر معًا، فالمعرفة وإن كانت بدائية فطرية فهي هنا المفتاح الرئيس لحل شيفرة التعامل والواقع من خلال آليات جديدة للتحرر والثورة على الظلم والاستعمار من خلال استنهاض الهوية “كما تتجلى هوية السرد الأفريقي فيما كتبه منجزوه من الروائيين والكتاب الأفارقة من خلال الاحتفاء بالروح الإنسانية الأفريقية والاتكاء على هويتها الذاتية، وأهمية الأرض والقبيلة والوطن في حياة الإنسان”.
اللغة واتساع دائرة التأثير
في محطة أخرى تمثل اللغات التي تتعامل بها الرواية الأفريقية بوتقة بالغة الأهمية وركنًا فاعلًا في إيجاد العلاقة المباشرة بين ما تنتجه الروايات وبين شيوعها واتساع نطاق تأثيرها فتلعب اللغات واللهجات الأفريقية الدور الأول في ذلك، حيث تحل المجموعة الكردفانية المنسوبة إلى كردفان في السودان في المقام الأول تليها المجموعة الماندية في مالي وخليج غينيا، ومجموعة البمبرا في النيجر، والسواحلية في في كينيا وتنزانيا وأوغندا، وغيرها من اللهجات واللغات المحلية. فضلا عن أن ما يصل الرواية الأفريقية بالعالم الخارجي هو الروايات المكتوبة باللغات الأخرى الأكثر شيوعًا، ولكل منها كتابها الأفارقة المشهورون والمتميزون، وهي على التوالي: الفرنسية، والإنكليزية، والبرتغالية.
كما يبرز الكتاب تنوع لغات الكتابة والترجمات التي ينسب إلى البرتغاليين تأسيس اتصالاتها الأولى بين أوروبا وأفريقيا السوداء من خلال التوغل الاستعماري والوجود القسري منذ منتصف القرن الخامس عشر، والتي عملت على مد جسور التواصل بين أفريقيا واللغة الأوروبية كأول لغة أوروبية تقتحم القارة السوداء، لتتوالى المحطات التوثيقية للكتّاب التي تعرج على أهم الارتباطات بين الرواية وإشكاليات التعامل مع الواقع كتجسيد لموازنات الوجود وظواهره، وكنمط للتعامل بين البشر الذين يميزهم نسيج متشابك يحمل في أطيافه سمات التنوع والتمايز والتعبير عن البيئة شديدة الخصوصية بلهجاتها وعرقياتها وإثنيتها.
كما تجدر الإشارة إلى ظاهرة الكتّاب الأفارقة الزنوج الذين بدأت بواكير إبداعاتهم في الظهور خارج أفريقيا وداخل المجتمع الأميركي والذي كان وقتها يحاول طمس معالم تلك الفئة من الكتاب والمواطنين الزنوج الذين كانوا يعيشون منذ فترة طويلة داخل هذا المجتمع مستخدما التفرقة العنصرية البغيضة، ليمتد تأثير القارة الشابة -ولا تزال- إلى خارجها بالتأثير في القوى المستعمرة والحاكمة على مستوى العالم بما يعني قوة تأثير ثقافتها الإنسانية الشامخة.
ولتشكل رافدًا مهمًا من روافد تأثير الرواية والروح الأفريقية التي تعيش حالة من حالات الطموح المتزايد والرغبة المستمرة في كسر الطوق والخروج الدائم نحو النور والحرية من خلال كلّ تلك العوامل والإحداثيات المتغايرة التي تسير معها العملية الإبداعية المرتبطة بكيان كبير يجمع بين موسوعية الرواية ومرجعيتها الوثيقة الحافظة للتاريخ بحسّ إبداعي، وبين إحدى الركائز الضخمة للحضارة والوعي الإنساني والبيئي متمثلا في القارة السمراء التي مازالت بكرا وقادرة على إحداث الدهشة والعطاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.