تصنيفُ العمل الروائي إلى أنواع متعددة حسب موضوعه وشكله الفني يقعُ ضمن اهتمام القاريء والناقد على حد سواء، وقد يختارُ بعضُ الروائيين الإشتغال في عوالم محددة بحيثُ يمكنُ إدراك آليات ترتيب النص والمناورات القائمة على جدلية العلاقة بين الحدث والشخصية في (...)
واصل محمود درويش إنجاز مشروعه الإبداعي مدججاً بالوعي بمفهوم الشعر، وما يتطلبهُ التجديدُ من التثوير في اللغة والخروج من قيد الإكراهات التاريخية بحيثُ لم يعدْ صوتاً ساكناً في مرحلة معينة، ولا يمكنُ اختزال تجربتهُ في حدود القضية رغم أهميتها إذ أدرك بأن (...)
يقولُ المفكر الفرنسي مونتين "ما يُقرأُ بِسُهولةِ نادراً ما يكونُ قدْ كُتِبَ بسهولة"، فعلاً أنَّ الوصول إلى أُسلوب مستساغ في الكتابة يُحَتِمُ على المؤلف الالمام بوسائل مُتنوعة والدراية بما يُمَكِنهُ من الجمع بين البساطة والعمق في عرض الموضوعات بحيثُ (...)
لا تقتصرُ حالةُ الإختناق على مجال السياسة أو الإقتصاد، وهي ما يدورُ حولها الحديثُ في وسائل الإعلام بالإستمرار بل قد تعاني الثقافةُ أيضاً من الإختناق، وإذا كانَ الكسادُ والجدلُ البيزنطي من أبرز أعراض الإختناق، فإنَّ غياب النقد وإستهلاك المفاهيم دون (...)
الحرب تدفعُ بأسوأ ما في الطبيعة البشرية إلى السطح، وتلوث البراءة ويسود في أجوائها منطق القوة. والبحثُ عن الفريسة هو ما يشغل الجميعَ في زمن الحرب. وطبعاً يقعُ الاختيارُ على الضعيفِ دائماً. ويكونُ التنكيل به علامة لتفاقم التوحش.
من هنا نفهمُ لماذا (...)
قد يتوهمُ المُتابعُ للأعمال الإبداعية بأنَّ أصحابها لا يتذوقون غير طعم النجاح والشهرة، وما ينشرونهُ من المؤلفات - التي أصبح صيتُ عناوين بعضها أكثر ذيوعاً من أسمائهم - ليست سوى تعبيرٍ عن الرغبة المُعمدة بالموهبة، وبالتالي فإنَّ بناء مدماك العمل لا (...)
لازم مفهوم الوجودية مشروع جان بول سارتر الفكري وحيثيات مواقفه الصاخبة التي زادتهُ حضوراً على المستوى العالمي بحيثُ تحولَ إلى أيقونة ثقافية وفكرية رافضاً الإنضمام إلى نادي نوبل والأكاديمية الفرنسية، ومن المعلوم أنَّ الوجودية باعتبارها فلسفةً لا (...)
باغت فايروس كورونا المستجد العالم بسرعة تفشيه، ولم يعدْ هناك بلدُ بمنأى عن تداعيات هذا الوباء، ولم يتوقع العلماءُ في البداية بأنَّ المارد يخرجُ من قمقمه ووهان ويغزو القارات البعيدة، ويقطعُ أوصال المجتمعات، لكن ما لبثَ أنَّ صارت أخبار الفايروس تملأ (...)
لم يكنْ تنبؤ نيتشه بأنَّ الأجيال القادمة ستتلقف أعماله وتنكبُ على قراءتها، وربما تضعها في مرتبة القداسة مجرد مواساةٍ للنفس وهروبًا من الواقع من خلال الارتماء في المبهم، بل استند هذا التوقع إلى ثقته بما تحمله أفكارهُ من جرأة مقارعة ما كان من الثوابت (...)
يتأخر الاعتراف بأصحاب الأفكار الرائدة، ويعاني هؤلاءُ في زمانهم وينبذهم المجتمعُ، وقد يتعرضون لملاحقة السلطات المحافظة. هذا كان قدرُ معظم المفكرين والفلاسفة الذين نفضوا الغبار على العقليات الراكدة وأضاءَت طروحاتهم العُتمة والمجهول في حركة التاريخ، (...)
ما برح الإبداع متلازمًا بمفهوم النخبوية وكان الاهتمام بالمجال الإبداعي وظيفةً لأقلية محدودة، بالمقابل فإنَّ الجمهور قد انحصر دورهُ في المتابعة دون أن يكون لرأيه تأثير على المنجز الأدبي، كما أنَّ دائرة التواصل بين المبدع ومتابعيه ظلت محدودة، وكل ما (...)
لم يَشْهَد التاريخ السياسي الحديث شخصية سياسية أثارت الجدلَ بمواقفها وقراراتها، مثلما حصل ذلك مع الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات الذي من الصعوبة بمكان تحديد موقفك حوله أو إصدار الأحكام عليه. إذ تباينت الأراءُ والأفكارُ داخل مصر وخارجها في (...)
من المقولات التي تترددُ كلما يدور الحديثُ عن معاناة المبدعين الكبار أنَّهم ضحية المجتمع وتقاليده وأعرافه، فقد سبق هؤلاءُ زمنهم وهذا ما يؤكد عليه نيتشه مُعلنًا بأنَّه فيلسوف الأجيال القادمة. طبعًا هذا الرأي لا يجانب الصواب فإنَّ عددًا من العباقرة قد (...)
احتد الجدلُ بشأن اكتساح الرواية للمشهد الثقافي والأدبي وعزوف القراء عن متابعة الشعر وانسحاب قامات شعرية من الواجهة وتحولَ بعض الشعراء إلى منصة الرواية بعدما أصبح منبرهم مهجورًا، علمًا أن الأزمة ليست في النص الشعري بقدر ما تكمنُ في المنتسبين إلى بيت (...)
تدشين عملية الترجمة ضرورة معرفية وحضارية يجبُ أن تأخذ طابعًا مؤسساتيًّا ولا يتم الاكتفاء بالجهود الفردية على هذا الصعيد، ومن المعلوم أن السر وراء ازدهار مراحل معينة من تاريخ الحضارات يكمنُ في الاهتمام بمشاريع ثقافية، وتأتي الترجمة لتدعمَ الانفتاح (...)
سيكون الجمودُ والتخشب نصيب تلك المفاهيم الفكرية والأدبية التي لا تقبل بالمراجعة ويرفضُ حراسها طرح الأسئلة بشأنها؛ لأنَّ الأفكار تستمدُ قوتها من سيرورة الحياة وإنصاتها لحركة الواقع، إذاً فإنَّ الفكر لا يقع خارج العالم، وما تتمُ معاينته في الواقع (...)
تحولت الرواية إلى فضاء يستوعبُ الهموم والتطلعات الإنسانية، وبما أنَّ الواقع يكونُ مصدراً أساسياً للمادة الروائية لذا لا يستغربُ أن تنعكس في النص الروائي صورته، هذا إضافة إلى أنَّ الخلفية الثقافية والتجربة الذاتية تلقي بظلالها على أجواء المنجز (...)
إذا كانت الحياةُ برأي غابريل غارسيا ماركيز هى ما يتذكرهُ المرءُ وليس ما يعيشهُ، فإنَّ الروائي الفرنسي باتريك موديانو تطيبُ له الإقامةُ في الذاكرة، وما يحددُ حركة السرد في روايته هو الرغبة في البحث عن شخصيات ما تركت إلا أثراً باهتاً، وعاشت في ظروف (...)
سرديات السجن وتوثيق الملاحقات والكشف عن السراديب التي تكبرُ مساحتها مع ازدياد عدد معارضي النظام الحاكم إلى تيارٍ متموضع في الأدب الروائي، وبذلك لم يعدْ ما يُقامُ خلف الأسوار من حفلات التعذيب متوارياً عن الأنظار، كما سقط القناع عن منهجية السلطة (...)
تختارُ الكاتبة والروائية التركية إليف شافاك مِنطقة جديدة لروايتها المعنونة ب "البنت التي لاتحب اسمها" الصادرة بترجمتها العربية من دار الآداب فبدلاً من الإشتغال على التراث الصوفي أو المُقتنعات العقائدية المُتعددة أو الإختلاف في الهويات تتناولُ مشكلة (...)
احتدمَ الجدل في بدايات القرن العشرين حول دور الفلسفة في العالم المُعاصر الذي صار عنوانه العريض التطور العلمي وما حققته البشرية من اختراقات كبيرة في مُختلف المجالات، وهذا ما وضع مصير الفلسفة على المحك، حيثُ ذهبَ البعضُ إلى إعلان موت الفلسفة كون العلم (...)
الخبر برأي الكاتب والصحافي المصري الكبير محمد حسنين هيكل وحدة أساسية في عملية التحليل السياسي، لأنَّ ما تسمعهُ في قالب خبري هو ما يؤسس لتحولات نوعية في حياة الشعوب. لكن يبدو من خلال متابعة كواليس الأعمال الروائية أن أصحابها استفادوا من المادة (...)
صحيح أنَّ العمل الروائي ليس جزءاً مُقتطعاً من الحياة إنما هو إعادة تفسير وتأويلٍ لوقائع الحياة كما يقول الناقد اللبناني لطيف زيتوني، أكثر من ذلك فإنَّ الرواية هي فرصة لتأمل الأفكار والآراء المختلفة إذ حاول عدد من الفلاسفة صياغة رؤيتهم الفكرية (...)
مع أنَّ البير كامو عاش حياةً قصيرةً. رحل وهو لم يتجاوز ستا وأربعين سنةً لكن ما قدمه من مؤلفات فلسفية وأدبية غزيرة، يُخيلُ إليك بأنَّه كان يُضاعفُ أيامه بمزيد من الإبداع والنتاجات المتنوعة، وعلى الرغم من تبصره الفكري وتَمكنهِ من تشخيص محنة الإنسان (...)
شغل السؤال عن شكل المُستقبل وما يصيرُ إليه الكائن البشري بفعل التحولات الُمتلاحقة حيزاً واسعاً في المدونات الفلسفية والدينية، وتطلعَ الفلاسفة لإقامة مدن يوتوبية ينعمُ فيها الجميعُ بالأمان، غير أن هذه النزعة التفاؤلية بدأت بالتلاشي وحلتْ مكانها نَظرة (...)