الانتصار على النفس هو أساس الانتصار على العدو، ومن هنا كان التركيز على تربية النفوس أولا، وهذا ثابت بحديث عمر بن الخطاب، بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ أقبل علينا رجل شديد سواد الشعر، شديد بياض الثياب، لا يرى عليه أثر السفر ولا (...)
يتهيأ المسلمون فى الأيام المقبلة لاستقبال شهر رمضان المعظم، الذى فيه ليلة خير من ألف شهر، ولقد ميزه الله تعالى واختصه بنزول القرآن الكريم دون غيره من الشهور، كما اختصه بفضائل وبركات لم تكن لغيره من شهور العام، ليكون مجالاً للسبق وتدارك الفائت من (...)
حثَّ الإسلام المسلمين على ضرورة تحمل المسؤولية فى كل شؤونهم، ولم يفرق بين أحد وأحد؛ بل وضع الجميع أمام المسؤولية المنوطة بهم، كل حسب قدراته ووظيفته فى الحياة، فكل فرد مسلم يعتبر راعيًا ومرعيًّا فى وقت واحد، عليه واجبات يجب أن يؤديها لأهلها، وله حقوق (...)
ما أقدم عليه تنظيم داعش يوم الجمعة الماضى من تفجير مسجد للشيعة بمحافظة «القطيف» بالسعودية، يكشف عن الوجه القبيح لجماعات العنف المنتسبة للإسلام زورًا، ويبين البون الشاسع بينها وبين المنهج النبوى، ولعبها على وتر الطائفية بغية الوصول إلى مآربها (...)
حين تعظم على الإنسان الابتلاءات، وحين تكبر فى عينه الزلات، ترى الإسلام الحنيف يفتح أمامه أبوابا واسعة من الأمل والرجاء فى العافية والتوبة، فلم يغلق الإسلام باب الأمل على المستويين..
مستوى الأفراد وعلاقاتهم بربهم، ومستوى الأمم وما يعترض طريقها من محن (...)
الإسراء والمعراج معجزة اختص الله بها النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، تكريمًا له، وبيانًا لشرفه صلى الله عليه وسلم، وليطلعه على بعض آياته الكبرى، قال الله تعالى: «سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى (...)
إن الإسلام حين ذمَّ الإفراط والغلو، ذمَّ بنفس الدرجة التفريط فى الدين وفى أوامر الله تعالى، وأشار إلى ذلك أحد العلماء بقوله: «فما أمر الله بأمر إلا للشيطان فيه نزغتان، إما تفريط وإضاعة، وإما إفراط وغلو، ودين الله وسط بين الجافى عنه والغالى فيه، (...)
إذا انحرفت فطرة المرء عن استقامتها، خرجت عن منظومة القيم التى تمثل مطلق الأخلاق البشرية الحميدة، والتى بها عمارة الأرض، وبها معيار الحكم على الأشياء من حيث حسنها وقبحها، وما نراه اليوم من جماعات الإرهاب الأسود من قتل وترويع الآمنين، ما هو إلا انحراف (...)
لقد تعرض تراثنا الإسلامى للهجوم والطعن فيه، من أبنائه أو من غيرهم ممن يريدون الطعن والنيل من ثوابته، وقابل تحديين عظيمين، هما الفهم والانغلاق فى التعامل معه، فالفهم تمثل فى ضرورة فهم التراث الإسلامى وقراءة ما جاء فيه قراءة متأنية وواعية لاستخلاص ما (...)
اجتمع المسلمون الأوائل فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفى عصر الصحابة، رضوان الله عليهم، فى فهمهم للدين على منهج منضبط، يستمد فهمه وفكره من المنهج النبوى القويم، إلى أن ظهرت الفتن الجانبية التى أحدثها البعض نتيجة لفهم خاطئ وغير صحيح للدين، (...)
لقد أوجبت الشريعة الإسلامية على الناس أن يجتمعوا فى المساجد خمس مرات، وفضلت صلاة الجماعة على صلاة الآحاد، لتأنس نفوسهم، وليحققوا قيمة التعاون التى أرسى قواعدها الشرع الحنيف، قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا (...)
نواصل فى هذا المقال مابدأناه الأسبوع الماضى من حديث عن محاربة الإرهاب، وإنه جهاد فى سبيل الله، ونتساءل: أين هؤلاء الإرهابيون القتلة الذين يزرعون المتفجرات الفتاكة لكى تفتك بشعب أعزل وبأطفال أبرياء؟ أين هم من الإسلام الذى يتشدقون بالانتساب إليه؟.. (...)
الإرهاب بجميع أشكاله، سواء أكان إرهابًا فكريًا عقديًا أم إرهابًا مسلحًا تفجيريًا هو خطر يتهدد الوطن وأبناءه ومستقبله، وهو حقيقة لا لبس فيها، حيث يُعد الإرهاب الفكرى العقدى مقدمة للإرهاب المسلح، ومن ثم كان تشديد سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، بما (...)
حرص الإسلام على تنمية الإنسان، وتنمية موارده الاقتصادية، كى يعيش عيشة كريمة هانئة، ملؤها الإنجاز والعمل، هذا العمل الذى ينقله من حد الكفاف إلى مرتبة الكفاية والرفاهية، والذى يتمثل فى المجهود الذى يبذله الإنسان لتحقيق عمارة الأرض التى استُخْلِفَ (...)
لقد تبرأ النبى صلى الله عليه وسلم من الغلاة والمتشددين ورفضهم، واعتبر تطرفهم خروجًا عن السنة المطهرة بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: «فمن رغب عن سنتى فليس منى» فما بالنا اليوم ممن يدعون انتسابهم إلى الإسلام وإلى النبى صلى الله عليه وسلم ويعيثون فى (...)
يتعرض الوطن الغالى لموجة من الإرهاب الدموى الأسود تتبناه جماعات إرهابية متطرفة لا دين لها، أو قل إن دينها العنف وشريعتها القتل وديدنها إزهاق الأنفس والأرواح، دأبت بشتى الصور على أن تبث الرعب فى نفوس هذا الشعب المحصن بفضل الله تعالى الذى أنعم عليه (...)
لم تكن كلمات العالم الأمريكى مايكل هارت عن النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، تمر علينا مرور الكرام قبل أن نقف أمامها بمزيد من التأمل، حيث قال عن النبى، صلى الله عليه وسلم: «إن جمع محمد بين التأثير الدينى والتأثير الدنيوى هو الذى يجعلنى أشعر أن محمدًا (...)
يقول الله تبارك وتعالى فى سورة الأحزاب: «لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا «21» ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما «22»
هاتان الآيتان (...)
بعيدًا عن التنظير أو الحديث فى العموميات أو التحليق خارج مجال المنطقة المراد علاجها وبتر الفاسد منها ليستقيم باقى الجسد، تأتى ضرورة تجديد الخطاب الدينى على رأس أولوياتنا، انطلاقًا من رسالة الإنسان على هذه الأرض التى استخلفه الله فيها: {ويجعلكم خلفاء (...)
نقلا عن اليومى..
تشرق علينا هذه الأيام المباركة ونحتفل بذكرى ميلاد النبى صلى الله عليه وسلم، هذا الحدث الذى يعد أهم حدث فى تاريخ البشرية على الإطلاق منذ أن خلق الله تعالى الكون، كان ميلاده ميلادًا للنور الذى يضىء ظلام البشرية التى انصرفت إلى عبادة (...)
نقلا عن اليومى..
إن التباس الحق بالباطل وحرص البعض من منتسبى العلم أن يلبس الباطل ثوب الحق ظاهرة تستحق منا التوقف والدراسة للنهى الصريح من الله تعالى: {وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}؛ ولأن ذلك (...)
ابتليت الأمة الإسلامية هذه الأيام بمن يخرجون علينا تحت زعم حرية التعبير يطعنون فى ثوابت الدين إلى الدرجة التى قد تصل إلى إنكار ما هو معلوم من الدين بالضررة، وينالون من الصحابة الكرام والإئمة الأعلام، مما يحتم على الخطاب الدينى اليوم أن يكون رادعًا (...)
لقد راعت الشريعة الإسلامية مصالح البلاد والعباد من خلال منظومة متكاملة تمثلت فى مقاصدها العليا، وهى الضروريات التى تشمل حفظ (الدين، النفس، النسل، العقل، المال) والحاجيات والتحسينيات، فقدمت الضروريات على الحاجيات، والحاجيات على التحسنيات.
وعندما نذهب (...)
الخطاب الدينى هو بالأساس عمل دعوى، ولا يستقيم هذا العمل الدعوى إلا إذا اعتمد فى أولوياته على فقه مراتب الأعمال، ذلك الفقه الذى يجب أن يتعلمه المسلم ويهتم به، وهو الذى يعنى العلم بفاضل الأعمال ومفضولها، وأرجحها ومرجوحها، فإذا كانت الأعمال طاعة لله (...)
تحدثنا فى مقالنا السابق عن أن حرية التعبير حقيقة ثابتة أوجبها الإسلام، بل جعلها فريضة، ولم تكن يومًا من مبتدعات الغرب، وكيف أن النبى صلى الله عليه وسلم ضرب أروع الأمثلة هو وصحابته الكرام، والسلف الصالح من بعدهم فى حرية الرأى، وطالبنا بأن يشدد الخطاب (...)