أتحاشَى زيارةَ مقرِ جامعةِ الدول العربية على رغم خيطِ الودِّ الذى ربطنِى بمن تناوبُوا على قيادتِها فى القرن الحالي. الصّحافى زائرٌ ثقيلٌ بطبيعة مهنته. وارتبطتِ الجامعةُ فى ذهنِى بصورةِ قاربٍ يبحرُ فى بحرٍ عاصفٍ من الأزمات والتحديات والحساسيَّاتِ ومن (...)
مشهدٌ من الماضى السوفيتى قد يساعد فى تفسير بعض الحاضر الإيرانى رغم اختلاف المسارح والمعطيات. فى الأسبوع الأخير من فبراير (شباط) 1986 اتَّجهت أنظار العالم إلى الكرملين بمناسبة انعقاد المؤتمر السابع والعشرين للحزب الشيوعى السوفيتى. كان العالم يترقب (...)
نقلا عن صحيفة «الشرق الأوسط»
قبل ثلاثين عاماً، أوفدتنى «الشرق الأوسط» لتغطية أخبار جدار برلين المتداعى. ولم يكن مستغرباً أن تنتابنى، كصحفى عربى شاب، أسئلة عن العالم الذى أنتمى إليه. تزايدت حدة الأسئلة لاحقاً حين فر الاتحاد السوفيتى إلى متحف التاريخ، (...)
نقلًا عن صحيفة «الشرق الأوسط»
كان يومَ ترمب بلا منازع. نادراً ما أتيحَ لرئيس أن يستدرجَ العالمَ بأسره لانتظار روايته. وهى كانت مثيرةً ومشوقة. كانت لحظة قوة استثنائية فى ولايته. وكان باستطاعته الإعلان عن إنجاز اشتهاه كثيرون. والقول إنَّه عاقبَ كبيرَ (...)
يصعب الاعتقاد بأن دونالد ترامب سيساعدنا على الخروج من الهاوية التى انزلقنا إليها. هذا ليس همه، أو برنامجه. ولم نجهز أنفسنا لجعل مصلحتنا جزءًا من مصلحة حكمه وبلاده. والولايات المتحدة لم تكن يومًا جمعية خيرية ولن تكون. صحيح أننا نستحق الشفقة، لكن ذلك (...)
يتغير العالم بسرعة تفوق قدرتنا على مواكبته وقراءته. يتغير بفعل العولمة وتدفق السلع والأفكار والهجرات السكانية الواسعة. ويتغير تحت وطأة الثورات التكنولوجية المتلاحقة. وتحت تأثير ثورة الاتصالات وتراجع هيبة السدود والحدود. انقضى عهد الجمود والثبات (...)
قالوا إنه غير مؤهل للمنصب الذى يكافح للوصول إليه، وإنه يفتقر إلى الخبرة، ولم يخرج يومًا من صندوق اقتراع، وإنه تلوى على مدى عقود بين الحزبين الجمهورى والديمقراطي، وإن وصوله سيوقظ الأحقاد داخل الأسرة الأمريكية وبين مكوناتها، وإنه يخدع الناس بشعارات (...)
سيدخل سيرغى لافروف التاريخ بوصفه عبقرياً فى فن التضليل.. براعاته تمتد من مبنى بان كى مون فى نيويورك إلى مكتبه فى المبنى الستالينى فى موسكو.. قد يتقدم مقعده على مقعد سلفه أندريه غروميكو.. وربما أقام فى صفحة واحدة مع هنرى كيسنجر حيث لا مكان لتسلل رجل (...)
بين أنقرة وطهران وبغداد ودمشق مصالح كثيرة وحساسيات قديمة، بينها سموم التاريخ ولعنة الجغرافيا، تلتقى هذه الدول وتفترق، تندرج في أحلاف متصارعة ثم تتصافح وتتحدث عن صفحة جديدة، البند الثابت بين العواصم الأربع هو الخوف من تمسك الأكراد بحلمهم القديم رغم (...)
يتخبط الشرق الأوسط والعالم اليوم في ذيول ثلاث محاولات كبرى للانقلاب. محاولات قادها ثلاثة رجال يشربون من ينابيع مختلفة وقواميس متباعدة. والثلاثة هم فلاديمير بوتين وعلي خامنئي وأبو بكر البغدادي.
لم تكن إطلالة البغدادي من الموصل قبل عامين حدثاً عادياً. (...)
على مكاتب مديري الاستخبارات في الغرب ملف حساس وبالغ الخطورة. ملف «العائدين من سورية». لم يعد باستطاعة الأجهزة الأمنية أن تغمض عيونها أو تتساهل. ما جرى في باريس وبروكسل كان مفزعاً ويحتم عليها أن تتعامل مع كل عائد كأنه حزام ناسف. الكلام عن تسلل (...)
لا تكتب عن زيارة باراك أوباما إلى هيروشيما. أنت الصحافي العربي لا يحق لك. لديك من الهيروشيمات ما يكفي ويفيض. هيروشيما الاستبداد. وهيروشيما التكفير. وهيروشيما الميليشيات المسنونة. وهيروشيما الخرائط المغدورة. وهيروشيما الأقليات. وهيروشيما التعصب (...)
تمهل عزيزي القارئ.. لا تغضب.. لا تسارع إلى اعتبار الكلام جارحًا أو مسيئًا.. أنا أيضًا ابن بلد مفكك يدفعه سياسيوه إلى الهاوية.. اسمح لي بأسئلة بسيطة.. هل هناك شعب عراقي واحد أم أننا أمام شعوب عراقية حشرتها خرائط سايكس- بيكو في سجن عائم على النفط؟ هل (...)
مسارعة إيران إلى إعلان مقتل 13 من «مستشاريها» في معارك خان طومان قرب حلب، هي رسالة تذكير لمن يعنيه الأمر. تذكير بأن إيران تقف على خط الدفاع الأول عن نظام الرئيس بشار الأسد. وإذا كان بديهيًا أن تكون الرسالة موجهة إلى أعداء النظام، فإنها موجهة بالقدر (...)
كان العشاء بطيئًا ومسمومًا، هذه مهمة الأصدقاء، يسكبون اليأس في صحنك، والحبر في روحك، تحدثوا عن المدينة كمن يتحدث عن جد مريض يتحشرج، وعن الخريطة ككذبة لم تعد تنطلي على أحد، وعن التعايش كفستان تمزق ويستحيل رتق نسيجه. قبل وليمة الزجاج المطحون استوقفني (...)
كنت في اسطنبول حين اختار رجب طيب أردوغان منبر الأمم المتحدة لمهاجمة ما يعتبره حكماً انقلابياً في مصر. ذهب الرجل أبعد من ذلك حين ارتكب هفوة ديبلوماسية لا يجوز لرئيس دولة بحجم تركيا أن يرتكبها بحق رئيس دولة بحجم مصر. ولم تتأخر آثار الهفوة في الظهور (...)
كنت في اسطنبول حين اختار رجب طيب أردوغان منبر الأمم المتحدة لمهاجمة ما يعتبره حكماً انقلابياً في مصر. ذهب الرجل أبعد من ذلك حين ارتكب هفوة ديبلوماسية لا يجوز لرئيس دولة بحجم تركيا أن يرتكبها بحق رئيس دولة بحجم مصر. ولم تتأخر آثار الهفوة في الظهور (...)
في غزة من الأطفال أكثر مما يجب. أكثر من القدرة على الاحتمال. وهم أطفال مجرمون. يخفون صواريخ في عيونهم. ومتفجرات تحت أظافرهم. ويحفرون الأنفاق بأصابعهم الطرية. أعرفهم عن ظهر قلب. لا يريدون كتباً للقراءة. ولا يريدون ألعاباً. لا يقبلون أقل من استعادة (...)
سقوط محافظة نينوى في يد «داعش» ليس انتكاسة عابرة للجيش العراقي. إنه فضيحة كاملة ومدوية للجيش والحكومة. كلام رئيس الوزراء نوري المالكي عن «خديعة» و»مؤامرة» لا يقلل من خطورة ما حدث. إعلانه عن تشكيل جيش رديف من المتطوعين يحمل أيضاً خطر تجديد شباب (...)
أهل الشرق الأوسط عاطفيون وحماسيون. يحبون الانتصارات لا التسويات. الفيكتب: وز بالضربة القاضية لا بالنقاط. لكن الأوضاع الإقليمية والدولية شديدة التعقيد. ولا تتيح الانتصارات الكاسحة والإسراع في بناء عليها. لهذا لا بد من التمهل في القراءة فنحن لا نزال (...)
حفرت «حماس» أنفاقاً كثيرة. لخرق الحصار. واستقدام السلع والسلاح. تحولت الأنفاق رئة للتنفس ووسيلة للالتفاف. تحولت صناعة مميزة وتجارة رائجة.
ومرت في الأنفاق أشياء كثيرة وأوهام كثيرة. وفجأة طوت مصر صفحة «الإخوان». لم يعد باستطاعة خالد مشعل زيارة محمد (...)
ما أصعب الخريف حين يهب على الحاكم، ما أقساه حين يأتي عاصفاً ومبكراً، تتلاعب الريح بستائر القصر وعيون الحراس. تتكلخ أوراق الهيبة، يتساقط وزراء ومستشارون ومتحدثون. يقفزون من السفينة. يتناسون انحناءاتهم ومدائحهم ويبتعدون.
ما أصعب أن يتجمع أبناء الأحياء (...)
ما اصعب الخريف حين يهب على الحاكم. ما أقساه حين يأتي عاصفاً ومبكراً. تتلاعب الريح بستائر القصر وعيون الحراس. تتكلخ أوراق الهيبة. يتساقط وزراء ومستشارون ومتحدثون. يقفزون من السفينة. يتناسون انحناءاتهم ومدائحهم ويبتعدون.
ما أصعب أن يتجمع أبناء الأحياء (...)
من حق الرئيس محمد مرسي أن يقول إنه أول رئيس مدني منتخب في مصر، وإنه دخل القصر بتفويض من الناخبين لا على ظهر دبابة، وإن زعماء المعارضة باستثناء منافسه أحمد شفيق، اعترفوا بشرعيته ونزاهة الانتخابات، وإن محمد البرادعي وعمرو موسى وحمدين صباحي زاروه في (...)
أموت حنينًا إلى الأيام التي كان باستطاعة المرء أن يقول فيها إنه عربي.. ومن دون أن يسأله سامعه عن طائفته ومذهبه أو يحاول فضح منابعه انطلاقًا من اسمه.. لم أكن معجبًا بمن استغلوا العروبة وتسلقوا إلى السلطة على حبالها.. ولا بمن وظفوا العروبة لسلب الناس (...)