هناك الكثير من النجوم ينتظرون لحظة إشراق شمس الأوسكار في تاريخهم الفني و لكن تحرم الشمس دفء نجاحها لهؤلاء النجوم مدة طويلة ما بين من تصل إليه الشمس متأخرًا و من لم تصل إليه أبدًا و يظل هذا النجم تحت لواء الأكثر ترشحًا دون الفوز بها و لو لمرة واحدة. (بيتر أوتول مع عمر الشريف في لورانس العرب) ينطبق هذا الكلام على نجمنا الكبير (بيتر أوتول) الذي رُشح لتلك الجائزة ثمان مرات و لم يفز بها مرةً واحدة و ينتمي هذا النجم الكبير للمملكة المتحدة حيث ولد بأيرلندا عام 1932 و بدأ تاريخه الفني على مسرح شكسبير ليقدم تحف شكسبير الرائعة على مدار الخمسينات لكي يؤهل عام 1960 للسينما و ليظهر تدريجيًا عبر أفلام متدرجة التميز و الفيلم الذي جذب إليه الأنظار هو (كيف تم سرقة بنك إنجلترا) عام 1960 عن واقعة حقيقية لبعض الأيرلنديين الذين يخططون لإستقلال البلاد و يريدون ضرب المملكة المتحدة في اقتصادها من خلال سرقة بنك إنجلترا عام 1901 و لعب أوتول دور الضابط المسئول عن حراسة البنك ليجذب إليه الأنظار ليلعب دور البطولة في فيلم (لورانس العرب) عام 1962 و ليرشح لتلك الجائزة كأحسن ممثل عام 1963 و لكنها تذهب لجريجوري بك. (فيلم أفضل عام في حياتي) رُشح أوتول للجائزة كأحسن ممثل عام 1965 من خلال دوره في فيلم (بيكيت) مع الفنان ريتشارد برتون و لكن تذهب الجائزة لريكس هاريسون عن دوره في فيلم (سيدتي الجميلة) و في عام 1969 رُشح لنفس الجائزة عن دوره في فيلم (أسد تحت المطر) أمام (كاترين هيبورن) و التي فازت بجائزة الأوسكار أحسن ممثلة عن هذا الفيلم و تذهب جائزة أحسن ممثل ل(كليف روبنستون) عن دوره في فيلم (شارلي). (مطبوع فيلم أسد تحت المطر) في عام 1970 رُشح أوتول لنفس الجائزة عن دوره في فيلم (الوداع يا مستر شيبس) و لكن تذهب تلك الجائزة ل(جون واين) عن دوره في فيلم (الصرير الصحيح) و في عام 1973 رُشح للجائزة عن دوره في فيلم (الفصل المرتب) لكن تذهب الجائزة لمارلون براندو عن فيلم (الأب الروحي) و لكنه يرفض الجائزة من خلال إخطار الفتاة (ساشين ليتل فيزر) و في عام 1981 رشح لها لكن تذهب إلى روبرت دي نيرو و في عام 1983 يرشح لها مرة أخرى عن فيلم (أفضل عام في حياتي) لكنها تذهب إلى (بين كينجسلي) عن دوره في فيلم (غاندي) و تخاصمه الجائزة لمدة 21 عامًا إلى أن تأتي الفرحة المصغرة. في عام 2003 فاز بيتر أوتول بجائزة الأوسكار التكريمية عن مجمل أعماله و سلمتها له (ميريل ستريب) و خطب خطبة عصماء صفق لها شين كونري ، مايكل كين ، نيكول كيدمان و كاميرون دياز و قال (لقد جاءت لي الجائزة كنوع من التتويج لمجمل أعمالي بعد أعوامًا طويلة من الترشيح دون الفوز بها و لكن جاءت الجائزة لتعوضني ما فات). في عام 2007 يرشح لها عن فيلم (فينوس) و لكنها تذهب ل(فورست وايتتكر) عن دوره في فيلم (أخر ملوك أسكتلندا) حيث لعب دور (عديدي أمين). في عام 2012 أعلن أوتول عن إعتزاله التمثيل بعد رحلة عطاء فياضة أمتع بها العالم بأداء مبهر و مقنع و مميز.