كشف رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي اليوم عن رغبة بلاده في مواصلة العمل مع السلطات الافغانية لتوطيد الامن والاستقرار واعادة اعمار البلاد عقب انتهاء مهام حلف شمال الاطلسي (ناتو) وسحب قواته المنتشرة في المنطقة بنهاية عام 2014. وقالت وكالة (اوروبا برس) الاسبانية ان راخوي نقل للرئيس الافغاني حامد كرزاي خلال الاجتماع المنعقد في العاصمة الافغانية كابول خلال زيارته المفاجئة غير المعلن عنها لاسباب أمنية اليوم عزم بلاده على مواصلة مهامها العسكرية والتدريبية في الدولة التي مزقتها الحروب لغاية انتهاء مهمة (ايساف) بقيادة حلف الناتو في عام 2014. وأضافت ان راخوي الذي ترأس وفدا اسبانيا رفيع المستوى يضم وزير الدفاع بيدرو مورينيس نقل لكرزاي رغبة اسبانيا في مواصلة دعم السلطات الافغانية عقب انتهاء مهام حلف الناتو وتحقيق اهدافه في المنطقة. وأشار بشكل خاص الى رغبة اسبانيا في مواصلة العمل في مدينة (هرات) غربي البلاد حيث يعمل 350 جنديا وضابطا اسبانيا في الوقت الراهن على ادارة مطار المدينة وتدريب عناصر الجيش الافغاني وتطوير قدارت الشرطة الافغانية على ضمان الامن والاستقرار. ومن المقرر ان يزور راخوي ايضا القاعدة العسكرية الاسبانية في (قلعة نو) الواقعة في ولاية بادغيس شمال غربي افغانستان والتي تضم 965 عنصرا في القوات المسلحة الاسبانية للاطلاع على احوالهم ونقل دعم اسبانيا شعبا وحكومة لهم. يذكر ان مورينيس كان أعرب في وقت سابق الشهر الجاري عن تفاؤله بامكانية تقديم موعد سحب القوات الاسبانية المنتشرة في افغانستان مشيرا الى ان الوضع الامني والسياسي في ولاية (بادغيس) يشهد تحسنا ايجابيا يدعو الى التفكير بتسريع عملية سحب القوات لتكتمل بشكل كامل عام 2013 بدلا من عام 2014. وشدد على ان اسبانيا مازالت ملتزمة بمواعيد سحب القوات المتفق عليها أمام حلفاء شمال الاطلسي حيث سحبت 10 في المئة من قواتها البالغة 1500 عنصر هذا العام بينما من المقرر ان تسحب 40 في المئة منها عام 2013 لاتمام عملية الانسحاب الكاملة في عام 2014. يذكر ان أكثر من 26 ألف عسكري وعنصر أمن اسباني شاركوا في المهمة الاسبانية التي انطلقت في أفغانستان عام 2002 فيما قتل فيها أكثر من 90 ضابطا وجنديا خلال تلك الفترة. وكانت تكلفة المهمات العسكرية للقوات المسلحة الاسبانية في أفغانستان بلغت 6ر378 مليونا عام 2009 وأكثر من 464 مليونا عاما 2010.