تمر اليوم الذكرى الثالثة و الأربعون لوفاة الناشط الأفرو أمريكي زعيم (حزب الفهد الأسود) فريد هامبتون ذلك الحزب الذي ناهض من أجل الأفرو أمريكان من أجل جلب حقوقهم المسلوبة من براثن العنصرية التي كانت سائدة في فترة الستينات على وجه التحديد من القرن العشرين. ولد فريد هامبتون يوم 30 أغسطس من عام 1948 بولاية (إلينوي) التي تُكنى ب(أرض لينكولن) محرر العبيد و هو الرئيس السادس عشر للولايات المتحدةالأمريكية و كأن هذه الولاية مالكة للماركة المسجلة الخاصة بصيحة التحرير من أنياب العبودية و العنصرية ، درس فريد هامبتون القانون بجامعة (تريتون جونيور) القريبة من نهر جروفر حيث قام بدراسة القانون من أجل الدفاع عن حقوق الأفروأمريكان و هي أمنية كل زعيم أفرو أمريكي بأن يدرس القانون من أجل هذا الهدف و خاصةً للتصدي لبطش البوليس الأمريكي للمتظاهرين السود من أجل الحرية التي سعوا إليها قرونًا مديدة. أصبح فريد هامبتون المتحدث القانوني لحركة (إن إيه إيه سي بي) المعروفة باسم (التنظيم القومي للإرتقاء بأحوال الملونين) و التي تأسست على يد الزعيم الأفروأمريكي (ميدجر إيفرز) حيث كانت تنادي بسياسة المقاطعة لمتاجر البيض على وجه التحديد بولاية مسيسيبي مسقط رأس مؤسسها و كان هامبتون ناشطًا في ذلك التنظيم و استطاع أن يضم عدد كبير من الأفرو أمريكان لهذا التنظيم حيث يعد من أبرز التنظيمات التي تنتهج فكرة العصيان المدني. قام فريد هامبتون بتأسيس حزب (الفهد الأسود) عام 1966 منتهجًا مبدأ (الماوية) نسبةً للزعيم الصيني الشيوعي (ماوتسي دونج) و أنتقل فريد هامبتون من منهج (التنظيم القومي للإرتقاء بأحوال الملونين) السائر على العصيان المدني و المقاومة السلمية إلى المقاومة المسلحة حيث جعل حزبه يحمل السلاح من أجل الدفاع عن النفس من بطش القوات البوليسية في الولاياتالمتحدةالأمريكية و إنضم معه عام 1968 (اللجنة التنسيقية الطلابية للمقاومة السلمية) بولاية ألاباما و التي تأسست على يد (بوب براون) في نهاية عام 1967 ليتغير إتجاه اللجنة تجاه تغير إتجاه فريد هامبتون ليكون الإتجاه موحد للحصول على الحرية بشكل عملي لنبذ العنصرية أفة المجتمع الأمريكي و كان الهدف متجهًا نحو مقر السلطة التشريعية بولاية كاليفورنيا للاحتجاج ضد عزم الدولة على منع حمل السلاح الحاوي للرصاص في الأماكن العامة و هو ما كان ينتهجه حزب الفهد الأسود أثناء مسيراتهم المختلفة. ظهر حزب (الفهد الأسود) في وقت بزوغ نيران ثورة الطلاب التي إندلعت عام 1968 بفرنسا ضد شارل ديجول ثم إنتقلت إلى ألمانيا ثم بريطانيا ضد الإتجاه اليميني بنهج الإشتراكية الثورية و التي كانت تدعو لتغيير أنظمة الحكم التقليدية كدعوة شبابية للتمرد مما أدى إلى بزوغها في الولاياتالمتحدة إبان شراسة العنصرية في تلك الفترة و كانت الثورة الطلابية قد نجحت في فرنسا حيث أعتزل ديجول الحياة السياسية بعد أن قدم إستفتاءً لم يصل نسبة تأييده ل60% كما كان يتمنى على الرغم من علو نسبة تأييده و على الرغم من أن ديجول يمثل أيقونة قومية لحركة فرنسا التحررية أثناء الحرب العالمية الثانية لأن الشباب يريد التغيير و أتى من بعده جورج بومبيدو رئيس الوزراء الفرنسي عام 1969. كانت لحركة (حزب الفهد الأسود) صدى كبير كاد أن يهدد الكيان الرئاسي الأمريكي في عهد رينشارد نيكسون خاصةً و أن لرحيق الثورة الطلابية الفرنسية أثر كبير على وجدان الأمم بماركة الثورة الشعبية الفرنسية عام 1789 مما أشعر السلطة الأمريكية بالخطر الناجم من حركة (حزب الفهد الأسود) فقام (مكتب التحقيقات الفيدرالية) بوضع خطط منظمة لشرذمة الحزب و حله من خلال خطة (كوانتولبرو) التي دست عناصر إستخباراتية داخل صفوف الفهد الأسود بخلق أسبابًا واهية أحدثت الإنشقاقات بين عناصر الحزب و التي توجت بوضع خطة تم إتمامها بمقتل (فريد هامبتون) الزعيم يوم 4 ديسمبر عام 1969 حيث هاجمت عناصر من مكتب التحقيق الفيدرالي و شرطة شيكاغو منزل (فريد هامبتون) حيث قُتل بعد أن تم تخدير كل من كان بالمنزل حتى تتم عملية الإغتيال دون أية مقاومة. بعد وفاة (فريد هامبتون) بدأت عناصر الحزب في الإنفصال عن الحزب بنهج أطر مختلفة ما بين الإنضمام ل(جيش تحرير السود) و منهج المقاومة السلمية إلى جانب إعتقال عدد من رموز الحزب و إيداعهم بالسجن مدة طويلة حتى تم إنتهاء الحزب تمامًا عام 1982. نشأ حزب (الفهود السود) عام 1966 في منطقة (أوكلاند) عبر فتح مجموعة من المستوصفات و توزيع الأغذية على ذوي الحاجات الخاصة بين الأفرو أمريكان مع عمل نشاطات إجتماعية لاقت أصداءً كبيرة مع رفعهم لشعار (إفطار لكل طفل).
(المكان الذي قتل فيه فريد هامبتون) من أهداف حزب (الفهود السود) كالآتي: 1- إننا نريد الحرية وقدرة تقرير مصير السود في أميركا. 2- نريد تأمين فرص العمل الكاملة لشعبنا. 3- وضع حد نهائي لنهب السود من قبل الرأسماليين. 4- نريد المساكن اللائقة والنظيفة لإستقبال البشر. 5- نريد تعليم شعبنا دورنا الحقيقي في هذا المجتمع الأميركي. 6- نريد تربية تعلمنا تاريخنا الحقيقي ودورنا في مجتمع اليوم. 7- نريد إعفاء السود من الخدمة العسكرية. 8- نريد الحد الفوري من عنف الشرطة وقتل السود. 9- نريد إطلاق سراح السود من السجون البلدية والمحلية والفيدرالية. 10- نريد محاكمة السود أمام القضاء من قبل أبناء عرقهم كما ينص دستور الولاياتالمتحدة. 11- نريد الأرض و الخبز و السكن و التربية و العدالة و السلام.