بعد إعلان النتائج الأولية بفوز باراك أوباما بولاية ثانية في تسيد البيت الأبيض لينال شرف أول أفرو أمريكي يتولى رئاسة أمريكا عام 2008 و ينال شرف إقتداره بالفوز مرةً ثانية عام 2012 ليحقق حلم من سبقوه من الأفروأمريكان الذي كافحوا العنصرية قرونًا عديدة و كان أبرزهم صاحب صيحة (لدي حلمًا) الزعيم الأفروأمريكي و قس كنيستي إليبنزر و أتلانتا (مارتن لوثر كنج). في عام 1963 بالتحديد يوم 28 أغسطس بواشنطون دي سي العاصمة الأمريكية من أمام النصب التذكاري لإبراهام لينكولن أول رئيس يكافح ضد العنصرية بإلغائه تجارة الرقيق أثناء الحرب الأهلية الأمريكية التي قامت بسبب هذا القرار و جعل للأفرو أمريكان الحق في المواطنة و المطالبة بحقوقهم و هذا هو سر إختيار (مارتن لوثر كنج) لكي يدوي بصرخته أمام من نادى بنبذ العنصرية أمام 250,000 من مناصري الحقوق المدنية إثر دعوته لمسيرة سلمية تندد بالعنصرية حضرها من بين 250,000 مشارك مجموعة من الفنانين الكبار ك(مارلون براندو – شارلتون هيستون – سيدني بواتيه) يشاطرون حلم كنج ما بين البشرة البيضاء و البشرة السمراء الطامحة للمساواة. تعتبر هذه الخطبة من أشهر الخطب التي أُلقيت في تاريخ العالم الغربي و في القرن العشرين طبقًا لتصويت كتاب (خطب الأمريكيين) لما فيها من دعوة جسورة لنبذ العنصرية تحت لواء الحلم بزئير (لدي حلمًا) التي كررها أكثر من مرة في خطبته و التي تأكدت قوتها بناءً على تصريح النائب الأمريكي (جون لويس) نائب بمجلس النواب الأمريكي الذي قال فيه(لقد كان لدى الدكتور كنج القدرة و الكفاءة و القوة في تحويل نصب لينكولن التذكاري إلى منبر. لقد ألهم و علم و أفاد بالطريقة التي تحدث بها ليس فقط الحاضرين لمسيرته و لكنه ألهم و علم كل أمريكا و كل الأجيال القادمة التي لم تولد بعد). بالفعل لقد ظل كنج معلم الأجيال المتتالية المتشوقة لنسيم الحرية جيلاً بعد جيل إلى أن تم الوصول لزهرتها المرجوة بإعطاء الحق للزنوج بتولي المناصب عدا رئاسة الجمهورية التي تقدم لها عديد من الزنوج لتولي الرئاسة لكن كانت بقايا العنصرية معششةً في هذا المكان حتى حينما تقدم جيسي جاكسون أحد أتباع كنج ليرشح نفسه عن الحزب الديمقراطي للرئاسة أمام جورج بوش الأب المرشح الجمهوري في الانتخابات الأولية لكن تم رفض ترشحه للرئاسة و ضاعت عليه الفرصة في أن يكون كاسر القاعدة و لم تأتي رياح التاريخ في صالحه بل أجلت مصالحتها للحلم عشرون عامًا من عام 1987 حتى عام 2007 ليكون مارد تحقيق الحلم ليس من أتباع كنج بل من أبنائه الروحيين الذين تعلموا من مبادئه في السير خلف الحلم مهمًا كانت الظروف لتحقيقه على أرض صلبة لا تهزها الرياح العاتية و هذا المارد هو (باراك حسين أوباما) الذي أستشهد في خطاب تنصيبه رئيسًا لأمريكا يوم 20 يناير 2009 بأن حلم كنج تحقق و أستشهد بحوادث الماضي الأليمة التي تحولت إلى أمجادًا كبيرة ما دام الإيمان بالحلم قائم. في فقرة شهيرة لكنج في خطبته (لدي حلمًا) قال: (عندي حلم بأنه في يوم ما سيعيش أطفالي الأربعة بين أمة لا يُحكم فيها على الفرد من لون بشرته، إنما من ما تحويه شخصيته). و بالفعل جاء اليوم الذي يُحكم فيها على الفرد بشخصيته حينما أختار الشعب الأمريكي ماردها الأسمر (باراك حسين أوباما) لكاريزمته و بلاغته و حضوره القوي و قدرته على مواجهة المشاكل بعبارته الشهيرة (نعم نحن نستطيع) ليكون له الفضل في تأكيد حلم كنج بواقعيته لا بورديته.