التقى الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، اليوم، السيدة حنه رباني كهار، وزيرة خارجية باكستان، التي تزور مصر حالياً ، لبحث تطورات الأوضاع بالمنطقة و تعزيز العلاقات العربية الباكستانية. وأثنت وزيرة خارجية باكستان ، في بداية اللقاء، على ما حققته مصر من تطور سياسى سريع، وما تقوم به جامعة الدول العربية من دور هام، فى ظل ما تشهده الدول العربية من تغيرات سياسية، كما أكدت على عمق العلاقات العربية الباكستانية وأهمية استمرارها وتعزيزها من أجل خدمة قضايا العالم الاسلامى. وأشارت الوزيرة إلى الجهود التى تحرص باكستان على القيام بها من أجل دعم القضايا العربية والاسلامية فى المحافل الدولية، خاصة فى ظل ما يشهده العالم الاسلامى حاليا من تحديات كبيرة فى مواجهة الغرب، مؤكدة على أن مواجهة التحديات التى يشهدها العالم الاسلامى حاليا تتطلب الالتزام بمبادئ ورؤى موحدة ونبذ التطرف الدينى والايديولوجى. ومن جانبه أطلع "العربي" وزيرة الخارجية على مستجدات الأزمة السورية والقضية الفلسطينية، حيث أكد على أن مسار المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية لم يؤدى حتى الآن الى نتائج ملموسة، وأنه يتعين على المجتمع الدولى عند تعامله مع القضية الفلسطينية أن يفرق بين ادارة المشكلة وحل المشكلة من خلال البحث عن جذور المشكلة والبدء بحلها أولا، وهو ما يتكرر حاليا مع الأزمة السورية دون الوصول الى حل لها. وأكد "العربي" على ضرورة دعم وتأييد المطلب الفلسطينى للحصول على وضعية دولة غير عضو فى الأممالمتحدة، والذى من المقرر أن يتوجه به الرئيس عباس الى الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نوفمبر المقبل، مشيرا الى أهمية دعم الدول الاسلامية غير العربية مثل باكستان لهذا المطلب. وعن الأزمة السورية، استعرض الأمين العام الوضع الراهن شديد التعقيد فى سوريا وجهود المبعوث الدولى السيد الأخضر الابراهيمى فى هذا الشأن، مشيرا الى أهمية ما يقوم به ممثل باكستان لدى مجلس الأمن من مشاورات حول هذا الأمر. ومن جانبها، أكدت "كهار" على أن تسليح الشعوب أمر يصعب السيطرة عليه مما يعقد الأزمات الداخلية ويجعلها تستمر عبر الأجيال، الأمر الذى عانت منه باكستان طويلا، مضيفة أن تدخل أطراف خارجية فى الأزمة السورية هو ما جعلها أكثر تعقيدا واختلافا عن باقى ثورات الربيع العربى. وفيما يتعلق بجهود اخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، أتفق "العربي" مع "كهار" على ضرورة تطبيق معايير موحدة على كافة دول المنطقة بما فيها اسرائيل. وعن تعزيز العلاقات العربية الباكستانية، أشار "العربي" الى مذكرة التفاهم التى تم التوقيع عليها بين الأمين العام السابق للجامعة العربية ووزير خارجية باكستان عام 2005، حيث أتفق السيد الأمين العام والسيدة وزيرة خارجية باكستان على أهمية تفعيل هذه المذكرة فى المستقبل القريب من اجل تعزيز العلاقات العربية الباكستانية فى العديد من المجالات. وفى نهاية اللقاء استفسر الأمين العام عن مستجدات الأوضاع فى افغانستان وجهود باكستان من أجل تحقيق الاستقرار السياسى فى أفغانستان، حيث أجابت الوزيرة بأن الوضع أصبح أكثر تعقيدا بسبب تزايد أعداد اللاجئين الفارين من أفغانستان الى باكستان وتكرار الاعتداءات على الجنود الباكستانيين، كما أنه لابد من ضمان ايجاد جيش أفغانى قوى من أجل تحقيق الاستقرار الداخلى.