كشف وزير الدفاع الأمريكى ليون بانيتا اليوم، الأربعاء، عن أن بلاده أرسلت قوات عسكرية إلى الحدود الأردنية - السورية للمساعدة فى بناء مقر بالأردن وتعزيز القدرات العسكرية للبلاد فى حال تفاقم العنف بطول حدودها مع سوريا. وفى كلمة له أمام مؤتمر وزراء دفاع حلف الناتو فى بروكسل، قال بانيتا، إن الولاياتالمتحدة تتعاون مع الأردن لمراقبة مواقع الأسلحة الكيماوية والبيولوجية فى سوريا وأيضاً لمساعدة الأردن على التعاون مع اللاجئين الذين يتدفقون على الحدود قادمين من سوريا. لكن هذا الكشف الخاص بوجود عسكرى أمريكى بالقرب من النزاع السورى المستمر من تسعة عشر شهراً يشير إلى تصعيد فى الانخراط العسكرى الأمريكى فى النزاع، حتى مع قيام واشنطن بالتصدى لأى مقترح بتدخل مباشر فى سوريا. ويأتى ذلك أيضا عقب أيام عدة من القصف المتبادل بين تركيا وسوريا، وهو مؤشر على أن الحرب الأهلية قد تتسرب عبر الحدود السورية وتصبح نزاعا إقليميا. وقال بانيتا "لدينا مجموعة من قواتنا هناك تعمل على المساعدة فى بناء مقر هناك وعلى ضمان أن تكون العلاقة بين الولاياتالمتحدة والأردن قوية بحيث يمكننا التعامل مع كل العواقب المحتملة لما يحدث فى سوريا". وتأتى هذه التطورات قبل أقل من شهر على الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وفى وقت انتقد فيه المرشح الجمهورى ميت رومنى السياسة الخارجية للرئيس باراك أوباما، متهما الإدارة الأمريكية بتبنى موقف سلبى جداً فى منطقة الشرق الأوسط المضطربة. وكان وزير الدفاع ومسئولون آخرون بالإدارة قد أعربوا عن قلقهم بشأن ترسانة الأسلحة الكيماوية لدى الرئيس السورى بشار الأسد. وقال بانيتا الأسبوع الماضى أن الولاياتالمتحدة تعتقد أنه رغم أن الأسلحة لا تزال آمنة، إلا أن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن النظام ربما نقل الأسلحة لحمايتها. وكانت إدارة أوباما قالت أن استخدام الأسد الأسلحة الكيماوية سيكون "خطا أحمر" من شأنه أن يغير من السياسة الأمريكية بمنح مساعدات غير مميتة فقط للثوار الذين يسعون للإطاحة به. من جانبه، قال السكرتير الصحفى للبنتاجون جورج ليتل والذى يرافق بانيتا، قال أن الولاياتالمتحدة والأردن اتفقا على أن "تعزيز التعاون والتخطيط المفصل ضروريان لمواجهة العواقب الجسيمة لوحشية نظام الأسد". وقال إن الولاياتالمتحدة قدمت مساعدات طبية وخزانات مياه وأشكال أخرى من المساعدات الإنسانية لمعاونة الأردنيين على إغاثة اللاجئين السوريين الفارين إلى بلادهم. وقال ليتل إن أفراد الجيش يتواجدون هناك لمساعدة الأردن على التعامل مع تدفق اللاجئين السوريين على حدوده وتأمين مخزونات سوريا من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية. وقال ليتل فى بيان مكتوب "كما قلنا من قبل، كنا نخطط لعدة طوارئ، سواء من جانب واحد أو مع شركائنا الإقليميين.. هناك سيناريوهات متعددة يمكن أن تؤثر بها أفعال الأسد المذمومة على شركائنا فى المنطقة.. لهذا السبب وأسباب أخرى كثيرة، نعمل دائما على التخطيط للطوارئ، ونتشاور أيضا مع أصدقائنا". وقال مسئول دفاعى أمريكى فى واشنطن أن القوات مؤلفة من نحو مائة مخطط عسكرى وأفراد آخرين مكثوا فى الأردن بعد حضور تدريب سنوى فى مايو ، وقدم عشرات آخرون منذ ذلك الحين حيث يعملون من مركز عسكرى أمريكى- أردنى مشترك شمال عمان كان الأمريكيون يستخدمونه منذ سنوات. وتحدث شريطة التكتم على هويته لأنه غير مخول بالحديث عن المهمة رسمياً. وفى الأردن، تبدو المشكلة الأكبر فى الوقت الراهن هى الضغوط التى تعانى منها البلاد صاحبة الموارد الشحيحة بسبب ما يقدر بمائتى ألف لاجئ سورى تدفقوا على أراضيها عبر الحدود، وهو العدد الأكبر الفار إلى أى بلد آخر. وقام عدة عشرات من اللاجئين بأعمال شغب فى مخيم الزعترى الصحراوى فى المنطقة الحدودية فى وقت سابق من هذا الشهر ودمروا خياما ومؤنا طبية تاركين العشرات من أسر اللاجئين بلا غطاء فى ليل البلاد البارد. من ناحية أخرى، ينتقل رجال أردنيون عبر الحدود إلى سوريا لينضموا إلى ما يقدر مسئولون استخباراتيون أنهم نحو ألفى مقاتل أجنبى يحاربون فى صفوف الثوار السوريين لإسقاط الأسد، وأصيب أحد أفراد قوات حرس الحدود الأردنى بعدما تبادل مسلحون- يعتقد أنهم كانوا يحاولون الانضمام إلى القتال- تبادلوا إطلاق النار على الحدود الشمالية للبلاد. وعزز الأردن حدوده بالمدفعية ونشر مزيدا من الطائرات النفاثة فى قاعدة جوية بالمنطقة الحدودية بعدما قتلت قذيفة هاون سورية خمسة أشخاص فى بلدة حدودية تركية الأسبوع الماضى وردت تركيا بضربات مدفعية. وتعهد قائد الجيش التركى الجنرال نجدت أوزال اليوم الأربعاء بالرد بمزيد من القوة على أى قصف آخر من الجانب السورى معززا الضغوط على جارته الجنوبية بعد يوم من إعلان الناتو استعداده للدفاع عن تركيا.