أطلق عدد من المتطوعين موقعا عالميا للدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، بالجهود الذاتية موجها بالأساس للناطقين باللغة الإنجليزية، وذلك مساهمة منهم في حملة دار الإفتاء المصرية التي بدأتها للتعريف بالإسلام ونبيه في الغرب، عن طريق عرض نتاج المفتي العلمي والفكري. وجاءت فكرة الموقع تلبية لرغبة كثير من الناطقين باللغة الإنجليزية الذين لم يتسنَ لهم الاطلاع على نتاج الشيخ علي جمعة الفكري، والذي سمعوا عنه كثيراً من خلال الحضور الكثيف لفضيلته في تلك المجتمعات من خلال المؤتمرات، خاصة بعد نشر المقالات التي يكتبها فضيلته في كبريات الصحف العالمية. وأوضح الدكتور إبراهيم نجم، المشرف العلمي على الموقع، أن الموقع يحاول ملء هذا الفراغ عن طريق إلقاء الضوء على حياة فضيلة المفتى وأعماله، لا سيما مواقفه بخصوص بعض القضايا الملحة التي تشغل المسلمين وغير المسلمين في الوقت الراهن، فضلاً عن الكثير من القضايا التي تهم مسلمي الغرب. وأشار "نجم" إلى أن المتصفح للموقع يستطيع من خلاله التعرف على المحطات الرئيسة في حياة فضيلته؛ نشأته وتعليمه، وأبرز من درّسوا له وأثروا فيه، وحياته المهنية في خدمة الأمة الإسلامية، كما سيجد حصراً كاملاً بنتاجه العلمي والفكري. وأضاف أن الموقع منتج بأحدث التقنيات الحديثة التي تساعد على توصيل الرسالة المرجوة منه، كما أنه يعرض مجموعة مختارة من التراجم لأعمال فضيلة المفتي، والتي تم اختيارها بعناية تلبية للحاجة المتزايدة لمسلمي أوروبا وأمريكا، والتي يربو عددها على ثلاثين مليون نسمة لمثل هذا الفكر الوسطي المستنير. كما عُنى فيه فضيلته بالتعاطى مع القضايا التى يكثر حولها الجدل، لما لها من تأثير فى الصورة العامة للإسلام. وقال: "إن علماء المسلمين مطالبون بالتفاعل الإيجابي مع هذه المُستجدات والمُنجزات العصرية التي يمكن تسخيرها والإفادة منها في مهمة الشهود الحضاري، ويأتي من أبرز وأهم هذه الوسائل الإنترنت الذي يُمكن مُستخدميه من الإفادة من عشرات الخدمات المُختلفة، والتخاطب مع المُستخدمين الآخرين؛ فهو نافذة على العالم بشعوبه وثقافاته وعلومه المختلفة، ووسيلة اتصال مهمة خاصة مع الأجيال الشابة". وأضاف أن الهدف الأساسي من الموقع هو أن يسمع بعضنا البعض، وأن نشيع جوا من التعارف والتفاهم والبناء المشترك وشيوع ثقافة السلام وتبادل الآراء في ود وحب وسلام تحقيقاً لقوله تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) (البقرة: 143)