دعت مفوضة الاممالمتحدة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي يوم الاربعاء الى تحرك دولي عاجل لحماية المدنيين في سوريا قائلة انها روعت من الحملة العسكرية العنيفة للجيش السوري على مدينة حمص. وانتقدت بيلاي روسيا والصين صراحة لاستخدامهما حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار بمجلس الامن الدولي يدعو الرئيس بشار الاسد للتنحي. وأضافت في بيان "روعني هجوم الحكومة السورية المتعمد على مدينة حمص واستخدامها المدفعية وغيرها من الاسلحة الثقيلة في هجمات بلا تمييز فيما يبدو على مناطق مدنية في المدينة." وقال نشطاء معارضون للاسد في سوريا انه بعد القصف المدفعي اثناء الليل تتوغل القوات الحكومية في مناطق يسيطر عليها مسلحون معارضون في حمص بالدبابات فيما تطلق القوات الصواريخ وقذائف المورتر مما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى. وقالت بيلاي وهي قاضية سابقة بالمحكمة العليا بجنوب افريقيا ان من الضروري جدا "أن يتجاوز المجتمع الدولي السياسة ويقوم بتحرك فعال لحماية السكان المدنيين." وأضافت أن "التفويض المطلق" الذي حصلت عليه سوريا من جراء الفيتو على مشروع القرار "يتنافى مع روح وصياغة" اتفاق عالمي وقع عام 2005 عن العمل الجماعي لحماية المدنيين حين لا تقوم حكومتهم بذلك. وقالت بيلاي انه على مدى الاشهر الاحد عشر الماضية من "الحملة الحكومية الوحشية على الاحتجاجات التي غلب عليها الطابع السلمي في سوريا" قتل واعتقل وعذب واختطف الالاف. وقال مسؤولون بمكتبها في جنيف ان القتلى الان منتشرون على نطاق واسع في أنحاء متفرقة من البلاد بحيث أصبحوا غير قادرين على تقدير أعدادهم. وفي ديسمبر كانون الاول الماضي قالت ان اكثر من خمسة الاف شخص قتلوا. وقالت بيلاي وهي قاضية سابقة ايضا بالمحكمة الجنائية الدولية "كل الادلة تشير الى ضلوع الجيش السوري وقوات الامن في ارتكاب معظم هذه الجرائم. "في ضوء طبيعتها ونطاقها فانها قد تمثل جرائم ضد الانسانية يعاقب عليها القانون الدولي." وأضافت "على من يتولون القيادة أن يتذكروا أن الجرائم الدولية الخطيرة لا تسقط بالتقادم ويجب أن تكون هناك جهود مستمرة مهما استغرقت من وقت لتحقيق العدالة لكل من سقطوا ضحايا للجرائم الجسيمة والممنهجة التي تجري في سوريا اليوم."