قال نزار بن عبيد مدنى، وزير الدولة للشئون الخارجية السعودى، إن دول مجلس التعاون الخليجى شهدت فى الآونة الأخيرة ارتفاعًا فى مستوى التهديدات التى تتعرض لها على مستوى المنطقة، وهو ما يعد حافزًا لدول المجلس لتبنى صيغ جديدة لمواجهة هذه التهديدات. جاء ذلك فى كلمة ألقاها مدنى اليوم السبت، فى منتدى الأمن الإقليمى التاسع "حوار المنامة"، الذى تستضيفه مملكة البحرين بين يومى 6 و8 من الشهر الجارى. وتحدث المسئول السعودى عن أهمية انتقال دول مجلس التعاون الخليجى الست من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، بحسب وكالة الأنباء السعودية. وقال مدنى "إن الدعوة إلى انتقال مجلس التعاون من مرحلة التنسيق والتعاون إلى مرحلة التكامل والوحدة الكاملة لم تعد ترفاً" .مضيفا أن الانتقال إلى مرحلة الاتحاد "بات ضرورة ملحة تفرضها الأهمية الكبيرة لمنطقة الخليج العربى من النواحى الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية التى جلبت لدولها الكثير من المخاطر والمشكلات، وهو ما يفرض على دول مجلس التعاون الخليجى السعى نحو التكامل والاتحاد بهدف الحفاظ على المكتسبات والمنجزات ودرء المخاطر والتهديدات". ورأى أن المرحلة الراهنة تتطلب من دول مجلس التعاون الخليجى إعادة تصحيح هوية المجلس لتكون قائمة على أساس التوافق فى الرؤى مع التأكيد على المصير الخليجى المشترك وتغليب المصلحة الجماعية لدول المجلس. ودعا مدنى دول مجلس التعاون إلى أن تعمل على المشاركة بنحو فعال فى شؤون منطقة الخليج وأوضاعه السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأن تعمل على جعل منطقة الخليج العربى منطقة قوة إستراتيجية كبرى. معربا عن اعتقاده بأن هذا لن يتحقق إلا بالانتقال من مرحلة التعاون إلى التكامل والاتحاد الخليجى كإطار موحد يجمع دول المجلس. وفى أعقاب كلمة مدنى، أعلن وزير الخارجية العمانى، يوسف بن علوى، معارضة بلاده إقامة اتحاد بين دول مجلس التعاون الخليجى. وقال بن علوى، فى تصريحات صحفية على هامش مشاركته فى المنتدى، إن "سلطنة عمان لن تنضم إلى الاتحاد الخليجى فى حال قيامه". وحول العلاقات مع إيران بعد توقيعها على اتفاقية جنيف مع مجموعة "5+1"، قال المسؤول السعودى إن دول مجلس التعاون أبدت استعدادا لفتح قنوات التواصل مع الجارة إيران وسيستمر هذا النهج من منطلق حرصنا على تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة. وتابع: إذا أردنا دعم ما تتطلع إليه دول المنطقة من أمن واستقرار ورفاه للجميع، يجب أن تواكب توجهات دول مجلس التعاون، خطوات ملموسة من جانب الجارة إيران لتحسين العلاقات. ورأى مدنى أن ما أبداه الجانب الإيرانى فى الآونة الأخيرة من أطروحات جديدة يمكن أن تكون بادرة لتحسين العلاقات إذا ما خلصت النوايا وتطابقت الأفعال مع الأقوال. وتابع بقوله إن الاتفاق الذى نجم عن اجتماع "5+1" فى جنيف مؤخرًا بين الأطراف الدولية وإيران هو "اتفاق مؤقت ومرتبط بفترة محددة وننتظر ما سيسفر عنه من نتائج". وأضاف أنه إذا تحول هذا التفاهم إلى اتفاق نهائى يحول دون حصول أى دولة فى المنطقة على أسلحة الدمار الشامل، فهذا يصب فى مصلحة المنطقة بأسرها ويتوافق مع أطروحات وتطلعات السعودية نحو الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها. وكان وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف قام بجولة خليجية الأسبوع الماضى زار خلالها الإماراتوقطروالكويت وسلطنة عمان. وجاءت جولة ظريف، وهى أول جولة خليجية له منذ توليه منصبه قبل 3 أشهر، لطمأنة دول الخليج، ولاسيما السعودية، بشأن الاتفاق المرحلى الذى توصلت إليه طهران ومجموعة "5+1". ويوم 23 نوفمبر الماضى، توصلت إيران ومجموعة "5+1" "الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا، إضافة إلى ألمانيا" فى جنيف إلى اتفاق مرحلى يقضى بفتح الأولى منشآتها النووية أمام مفتشى الوكالة الدولة للطاقة الذرية "على نحو أفضل"، ووقف بعض أنشطة تخصيب اليورانيوم، مقابل تخفيف العقوبات المفروضة على طهران فى المرحلة الأولى التى تستمر 6 أشهر. وفى أعقاب الاتفاق، ظهرت بقوة دعوات من قبل مراقبين سياسيين إلى ضرورة انتقال دول الخليج من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد على أن تعلن خطوات لذلك فى القمة الخليجية المرتقب عقدها فى الكويت. وكان العاهل السعودى أطلق عام 2011 دعوة إلى انتقال دول مجلس التعاون الخليجى الست "السعودية، قطر، البحرين، الإمارات، الكويت، سلطنة عمان" "من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد". ويحذر مسئولون خليجيون من أن تصنيع إيران أسلحة نووية يمثل تهديدا لدولهم، بينما تنفى طهران السعى إلى إنتاج تلك الأسلحة، وتردد أن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، مثل إنتاج الطاقة الكهربائية.