في ظل الهجمات الشرسة التي يواجهها الإسلام شرقًا و غربًا و من أبنائه و أعدائه في نفس الوقت و كأن رياحًا لا إتجاهات محددة لها تحاول أن تضمر لهذا الدين العداء المستديم منذ ظهوره و نموه عبر العصور ليكون المصير لدين السلام الهجوم في ظل تخبط أبنائه و بعدهم عن التعاليم الصحيحة ليكون لخصومه الفرصة السانحة للعب على هذا الوتر كما حدث بأنجولا التي أعلنت في يوم 24 نوفمبر من العام 2013 عن منع الإسلام و المسلمين و منع ممارسة شعائر الإسلام و هدم المساجد بالدولة الأنجولية. ذكرت صحيفة (أوبياس أون لاين) الأنجولية عن مصادر قولها إن المسلمين أخبروهم بأن مسجدًا هدم بأوامر من الشرطة بالعاصمة الأنجولية لواندا و تم هدم 60 مسجدًا حتى الآن و توكيدًا على هذا الخبر صرحت وزيرة الثقافة الأنجولية روزا كروز أن بلادها ستعيد النظر في قانون الحرية الدينية و سوف تقوم بتكثيف حربها ضد الإسلام المتطرف الذي ينتشر في القارة الأفريقية. صرح أيضًا بونتو محافظ لواندا بأن هدم المساجد يُجرى بأنجولا لأن المسلمين المتطرفين غير مرحب بهم في أنجولا و ممنوع الآن فصاعدًا بناء المساجد؟! هذه الحملة الشرسة التي بدأت في العام الماضي ببورما في القارة الأسيوية ثم تناقلت رياحها إلى القارة الأفريقية بلواندا و لعل المبادرة التي بدأت بها تكون نقطة بداية و خلق فكرة جديدة للدول المجاورة لها خاصةً و أن دول الجنوب بالقارة الأفريقية عدد المسلمين بها قلة لا تتعدى المائة ألف نسمة و معظم المتدينيين بها من هجرات مختلفة قاموا بجذب أبناء البلد للإسلام عبر سلوكهم و أخلاقهم و إلا ما كان أبناء البلد أعتنقوا الإسلام. تتدين أنجولا بالمسيحية الكاثوليكية بناءً على طبيعة الفترة الإستعمارية لها من قِبل الإستعمار البرتغالي الذي ترك البلاد في العام 1975 و تبلغ نسبة معتنقي الكاثوليكية 55% و البروتستانت 10% و 25% طوائف أفريقية مسيحية و 5% يتبعون كنائس إنجيلية برازيلية و 90 ألف نسمة يتدينون بالإسلام و نسبة ضئيلة جدًا من الملحدين. يوجد 80 مسجدًا بأنجولا و تم هدم ستين مسجدًا يعني لا يتبقى إلا عشرين مسجدًا مما يعني أن الحرب أصبحت إبادية على المسلمين هناك و الذي ينتمي معظمهم من الهجرات السورية و اللبنانية و مواطني غرب أفريقيا الذين هاجروا لأنجولا و معظم مسلمي أفريقيا من الغرب الأفريقي ما بين الكاميرون و غينيا و نيجيريا و ساحل العاج و مالي و غيرها من البلاد. لعل تلك القرارات تزامنت مع الخلط المتعمد لفكرة الإسلام السياسي حسب الهوى الغربي لمحاربة الإسلام لتدخل أنجولا حزمة الدول المعادية للإسلام بسبب ما فعله معتنقي الإسلام السياسي بخلط الأمور ما بين العقيدة السامية و الأهداف السياسية الواهية. لابد من تدخل الأزهر الشريف لحل تلك الأزمة خاصة و أن في القارة الأفريقية نماذج مشرفة رفعت من دين الإسلام في المحافل الدولية خاصةً لعبة كرة القدم التي ظهر بها لاعبون مسلمون معظمهم من منتخبات الغرب الأفريقي كاللاعب النيجيري الراحل رشيدي ياكيني و اللاعب العاجي يايا توريه و اللاعب المالي فردريك كانوتيه هؤلاء شرفوا الكرة الأفريقية في الأندية الأوروبية بأخلاقهم قبل جودة لعبهم و ذلك لتخلقهم بخلق الإسلام بشهادة المدربين و الأندية التي يلعبوا لها و من هذا المنطلق نستطيع أن نزيح المفاهيم المغلوطة مع إبراز أهم الدعاة الأفارقة الكبار الذين سطروا عظمة الإسلام بعلمهم و خلقهم ليتم وقف حملة محاربة الإسلام التي بدأت بأنجولا و لعلها ستصل إلى باقي الجنوب الأفريقي ما لم نتخذ خطوات تنقذ ما يمكن إنقاذه.