دان البابا فرنسيس خلال زيارة لا سابق لها الى جزيرة لامبيدوسا الاثنين "لامبالاة" العالم بمصير المهاجرين الذين لقي مئات منهم مصرعهم في البحر المتوسط في السنوات الاخيرة في اطار سعيهم لحياة افضل والقى باقة من الزهور في البحر.وقال الحبر الاعظم ان العالم "فقد حس المسؤولية الاخوية"، واضاف في قداس بحضور اكثر من عشرة آلاف شخص في الجزيرة الجزء من صقلية ان "ثقافة الرخاء تفقدنا الاحساس بصرخات الآخرين (...) وتؤدي الى عولمة اللامبالاة".وصل البابا فرنسيس الاثنين الى لامبيدوسا في زيارة غير مسبوقة الى هذه الجزيرة الايطالية.وحطت طائرة اسقف بوينوس آيرس السابق في الجزيرة الصغيرة التابعة لارخبيل صقلية بعد اقل من ساعة من وصول 166 مهاجرا بمركب انقذه خفر السواحل الايطالي.وستتسم زيارة البابا هذه بالتواضع اذ انه سيكتفي بالقاء ورود في البحر وترؤس قداس لراحة نفس الضحايا.وسيزور البابا الرصيف الذي يصل اليه اللاجئون منهكين من ليبيا او من تونس بعد انطلاقهم في اغلب الاحيان من مناطق فقيرة او تشهد نزاعات في افريقيا مثل الصومال واثيوبيا، او الشرق الاوسط (العراق وسوريا وافغانستان).وهذه الجزيرة التي تبلغ مساحتها 20 كلم مربعا هي الاقرب الى سواحل شمال افريقيا من بقية سواحل صقلية. وفي نقطة العبور الاقرب لا تبعد لامبيدوسا سوى 138 كلم عن تونس بينما تبعد صقلية عن تونس 215 كلم.وكان الفريد خويريب السكرتير الخاص للحبر الاعظم صرح ان البابا سيزور الجزيرة "حدادا على الاموات".واضاف "ان وجوده اشارة تظهر انه فيما في الشمال هناك اثرياء يهدرون مواردهم، هناك جنوب يترك كل شيء ليجرب حظه وغالبا ما يواجه الموت".وقبيل وصول البابا، رسا مركب جديد ينقل 166 مهاجرا صباح الاثنين في لامبيدوسا. وقال صحافيون من وكالة فرانس برس ان زوارق تابعة للشرطة وامن المرفأ اقتادت المركب الذي يقل هؤلاء المهاجرين السريين الى الشاطئ.وطلب خمسون مهاجرا بعضهم مسلمون التحدث مع البابا الارجنتيني المعروف في بلاده بعنايته بأفقر الفقراء.وقالت عمدة لامبيدوسا اليسارية جيوزي نيكوليني "على بقية ايطاليا واوروبا ان تساعدنا" في اشارة الى تدفق المهاجرين واللاجئين مجددا على لامبيدوزا.واكد كاهن لامبيدوسا الاب ستيفانو نستازي الذي يقف وراء دعوة البابا الى هذه الزيارة، ان القداس يقام في الملعب المحلي الصغير الذي استضاف في بعض الاوقات المهاجرين "الذي لم يشأ احد استقبالهم لا في ايطاليا ولا اوروبا".وقد تدفق على لامبيدوسا في 2011 خلال "الربيع العربي" نحو خمسين الف مهاجر نصفهم من ليبيا والنصف الاخر من تونس.ووجدت السلطات نفسها عاجزة تماما في وجه وصول هذه الاعداد الكبيرة من المهاجرين.وسيلتقي البابا السكان المحليين الذين يبلغ عددهم ستة الاف والذين يعيشون من الصيد البحري والسياحة، لتشجيعهم على الاستمرار في استقبال المهاجرين المنهكين بكرم.وكانت السلطات الايطالية اعترضت مساء الاحد مركبا آخر يقل 120 شخصا امام سواحل صقلية جنوب بورتو بالو اقصى جنوب الجزيرة.وتقول مفوضية اللاجئين ان الاشهر الستة الاولى من 2013 شهدت موت او فقدان نحو اربعين من هؤلاء المهاجرين السريين الذين حاولوا العبور من شمال افريقيا الى ايطاليا، مقابل 500 في 2012.وانقذ خفر السواحل المالطيون والايطاليون في الايام الاخيرة اكثر من 800 من هؤلاء المهاجرين، جاء معظمهم من ليبيا.وقال اندريا ريكاردي مؤسس مجموعة سانت ايجيديو الخيرية ان زيارة البابا تدل على ان "كنيسة الفقراء تنظر الى الجنوب" بينما اعتبرت صحيفة ايل جيورنالي (يمين) التي تملكها عائلة برلوسكوني ان هذه الزيارة "تضفي شرعية على الهجرة غير الشرعية".