دعا مجلس التعاون الخليجي، مجلس الأمن الدولي، الاثنين، إلى الاجتماع بصورة عاجلة "لفك الحصار عن حمص"، وسط سوريا، ومنع ارتكاب "النظام وحلفائه مجازر وحشية"، بحق سكان المدينة التي تتعرض لهجوم من الجيش الحكومي لليوم الثالث على التوالي. وأضاف بيان للأمانة العامة أن دول المجلس "تتابع بقلق بالغ... الحصار الجائر الذي تفرضه قوات النظام السوري على مدينة حمص تمهيدا لاقتحامها، بدعم ومساندة عسكرية من ميليشيات حزب الله اللبناني تحت لواء الحرس الثوري الإيراني". وأوضح البيان أن دول مجلس التعاون "تدعو مجلس الأمن إلى الانعقاد بصورة عاجلة لفك الحصار عن مدينة حمص والحيلولة دون ارتكاب النظام السوري وحلفائه مجازر وحشية" ضد سكانها. واتهم "النظام السوري بعمليات تطهير إثني وطائفي، كما حدث مؤخرا في ريف حمص"، في إشارة إلى معارك القصير مطلع الشهر الماضي. مطالبة سعودية بالحماية بدوره، ناشد مجلس الوزراء السعودي خلال اجتماعه الأسبوعي، الاثنين، برئاسة ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز المجتمع الدولي "التحرك السريع لتقديم الحماية للشعب السوري ومساعدته للدفاع عن نفسه أمام الجرائم النكراء التي ترتكب بحقه". وجدد مطالبة المملكة "البدء الفوري بتنفيذ الاتحاد الأوروبي قراره رفع الحظر عن تسليح المعارضة السورية، وصدور قرار دولي واضح يمنع تزويد النظام السوري الفاقد للشرعية بالسلاح". وتتعرض مدينة حمص التي يطلق عليها المعارضون السوريون تسمية "عاصمة الثورة" إلى هجوم واسع منذ السبت الماضي. إلا أن مقاتلي المعارضة مازالوا يواجهون محاولات من القوات الحكومية لاقتحام الأحياء التي يسيطرون عليها وسط المدينة. وحمص هي ثالث كبرى المدن السورية، وقد شهدت معركة دامية في حي بابا عمرو الذي شكل محطة رئيسية بعد سقوطه بأيدي القوات الحكومية في فبراير 2012. وتعتبر المدينة استراتيجية بالنسبة للقوات الحكومية، لأنها تربط بين العاصمة السورية دمشق ومدن الساحل. وقال مصدر أمني سوري حكومي إن "العمليات العسكرية لم تتوقف في أحياء حمص، وهي تزداد وتيرتها بحسب الأولوية والأهمية لتنظيف أحياء في حمص من المجموعات الإرهابية المسلحة، كأجزاء من الخالدية والحميدية وحمص القديمة". إدانة لحزب الله في غضون ذلك، دان نائب وزير الخارجية الأميركي ويليام بيرنز، الاثنين، تدخل حزب الله في الحرب السورية، قائلا "إن أفعال الجماعة اللبنانية المسلحة تضع مستقبل لبنان في خطر". وتعد هذه التصريحات الأولى التي تصدر عن مسؤول أميركي رفيع المستوى منذ أن ساعد حزب الله القوات الحكومية السورية على تحقيق النصر في المعركة حول بلدة القصير الاستراتيجية الواقعة قرب الحدود بين سوريا ولبنان الشهر الماضي. وقال بيرنز في ختام زيارته التي استمرت يومين في لبنان: "برغم مشاركته في الحكومة اللبنانية، قرر حزب الله وضع مصالحه الخاصة ومصالح داعميه من الخارج فوق مصلحة الشعب اللبناني". وأضاف أن الولاياتالمتحدة دانت "بأشد العبارات" تحركات حزب الله في سوريا وقالت إنها "تعرض مستقبل لبنان للخطر". وقال بيرنز: "في وقت الاضطرابات بالمنطقة وعدم اليقين في الداخل، من مصلحة جميع اللبنانيين ضبط النفس واحترام استقرار لبنان وأمنه". استمرار قصف الأحياء القديمة
ميدانيا استمر تعرض أحياء مدينة حمص المحاصرة لقصف عنيف من قبل القوات الحكومية، كما هزت انفجارات عنيفة بعض الأحياء في المدينة. وقد أظهر شريط فيديو بثه ناشطون على الإنترنت آثار الدمار التي لحقت بجامع خالد بن الوليد إثر تعرضه للقصف.
وفي ريف حمص قال ناشطون إن مدينة تلبيسة، وبلدة الغنطو تعرضتا إلى قصف بقذائف الهاون.
وعلى صعيد آخر قالت شبكة سوريا مباشر إن اشتباكات بين الجيش الحر والقوات الحكومية قد وقعت بحي تشرين في العاصمة دمشق.
وأشارت الشبكة إلى تعرض بلدة بيت سحم في الغوطة الشرقية بريف دمشق لقصف مدفعي وصاروخي وصف بالعنيف.
وأفادت مصادر سكاي نيوز عربية بمقتل رئيس شعبة الأمن السياسي العميد محمد ديب زيتون في تفجير مبنى أمن الدولة في دمشق.
وقد أعلن ما يسمى لواء الشام عما وصفها عملية نوعية استهدفت كبار الضباط بالعاصمة السورية.
وأظهرت مشاهد بثت عبر الإنترنت انفجاراً ضخماً يهز ما قال ناشطون إنه مبنى أمن الدولة في كفرسوسة.
وفي حلب شن الطيران الحربي غارات عدة في محيط مطار كويرس العسكري.
وفي درعا بالجنوب السوري، وقعت اشتباكات بين الجيشين الحر والحكومي في محيط المشفى الوطني، بالتزامن مع قصف لقوات النظام بالصواريخ على حي طريق السد.
وقال ناشطون إن القوات الحكومية قصفت مدينة داعل بريف درعا.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قالت إن أكثر من 60 شخصاً قتلوا في استمرار أعمال العنف في سوريا، الاثنين.