تترقب مصر مواجهة محتملة في الشوارع بعدما تجاهل الرئيس محمد مرسي في خطاب وجهه للشعب مطالب المعارضة له بالتنحي بعد عام من توليه السلطة. وأسفرت مصادمات على مدى عدة أيام بين مؤيدي الرئيس ومعارضيه عن سقوط عدة قتلى وعشرات الجرحى، ويعتزم الجانبان تنظيم مظاهرات حاشدة مما يزيد احتمال اندلاع اشتباكات أوسع نطاقًا، حذر الجيش من أنها يمكن أن تدفعه إلى التدخل. وتنظم جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها «مرسي» وحلفاؤها غدًا الجمعة تجمعًا حاشدًا في القاهرة ودعت بعض جماعات المعارضة إلى مظاهرات أيضًا، وتأمل المعارضة أن يلبي الملايين دعواتها للنزول إلى الشارع يوم الأحد في الذكرى الأولى لتولي مرسي رئاسة مصر بعد أول انتخابات حرة تشهدها البلاد. وقال رجل يدعى سيد جمعة، حضر إلى ميدان التحرير للتوقيع على استمارة «تمرد» التي تدعو مرسي للتنحي وإجراء انتخابات رئاسية أنه كان من الأفضل لمرسي أن يتنحى بإرادته. وأضاف أن الأفضل له أن يتنحى بدلًا من أن يرتفع سقف مطالب المعارضين. وقال رجل آخر معتصم في التحرير يدعى «عيد»: إنه من الواجب على مرسي أن يرحل؛ لأنه فشل في تسوية أي قضايا كبرى تؤثر على مصر، وفي كلمته الليلة الماضية أقر مرسي بأنه ارتكب بعض الأخطاء وفتح الباب للحوار مع المعارضة، لكن متحدثًا باسم حملة «تمرد»، قال في مؤتمر صحفي: إن مرسي فشل في مهامه، ويتعين عليه أن يسلم السلطة. وأضاف «محمد عبد العزيز» أن الناس سيتوافدون على الميادين والشوارع لمطالبة مرسي بترك السلطة، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ويقول: الجيش الذي ساعد المحتجين في الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك عام 2011 سيتحرك إذا لم يتمكن الساسة من التوصل إلى توافق. وحثت الولاياتالمتحدة التي مازالت تقدم مساعدات للجيش زعماء مصر على التعاون، ووصف مرسي معارضيه بأنهم «أعداء» و«مخربون» موالون للرئيس السابق حسني مبارك، لكنه اعترف بارتكاب أخطاء ووعد بإصلاحات، كما عرض إجراء محادثات بخصوص «المصالحة الوطنية» وتعديلات دستورية؛ لإنهاء حالة الاستقطاب والشلل التي قال: إنها تهدد الديمقراطية. ورفض معارضو هذا قائلين: إنه لم يأت بجديد. ويشكو مرسي وحلفاؤه من أن معارضيهم الذين هزمهم الإسلاميون في سلسلة من الانتخابات العام الماضي يفتقرون إلى الروح الرياضية عند الهزيمة، ورفضوا عروضًا متكررة للتعاون، ويقول المعارضون بدورهم: إن مرسي يقدم هذه العروض بنية سيئة، ويتهمونه باغتصاب الثورة من خلال ترسيخ سيطرة الإخوان على الدولة و"أسلمة" المجتمع على حساب العلمانيين والأقليات الدينية. ويقول الإسلاميون: إن تصرفات المعارضة تصل إلى حد "الانقلاب". ويخشى كثيرون ممن سجنوا في عهد مبارك عودة الحكم العسكري، وحث مرسي على سلمية الاحتجاجات، وحذر من أن "العنف لن يؤدي إلا إلى مزيد من العنف"، ودعا معارضيه إلى التركيز على الانتخابات البرلمانية التي قد تجرى هذا العام بدلًا من المطالب التي وصفها بغير الديمقراطية بسحب الثقة منه من خلال النزول إلى الشوارع. ويمكن أن تمتد آثار الاضطرابات في أكبر دولة عربية خارج حدودها، وترتبط مصر بمعاهدة سلام مع إسرائيل كما توجد بها قناة السويس، وهي ممر حيوي في شبكات النقل العالمية بين أوروبا وآسيا.