خمسون عامًا على زيارة الرئيس الأمريكي رقم 35 جون كيندي لألمانياالغربية و التي قسمت إثر الحرب العالمية الثانية العام 1945 و تم توكيد هذا التقسيم العام 1961 ببناء جدار برلين الذي قسم الأمة الألمانية إلى شرقية و غربية فالشرقية تقع تحت سيطرة الكتلة الشرقية بزعامة الاتحاد السوفيتي و الغربية تقع تحت سيطرة الكتلة الغربية بزعامة الولاياتالمتحدةالأمريكية و هذا الجدار ما هو إلا حالة توكيدية على الحرب الباردة بين الكتلتين. جاءت زيارة الرئيس الأمريكي جون كيندي إلى ألمانياالغربية كحالة إستثنائية و توكيدية على مدى إعجاب الرئيس الشاب بألمانيا منذ شبابه و مدى تعلقه بشخصية الزعيم النازي أدولف هتلر و هو في العشرينات من عمره و أراد هذا الشاب أن يثبت للجميع مدى تميزه السياسي كما كان يروج في دعاياه الانتخابية و كرد عملي على الاتهامات التي وجهها له الرئيس الأسبق هاري ترومان بمدى ضألة خبرته السياسية في تولي دولة مؤسسية كالولاياتالمتحدة لصغر سنه و جاء هذا الشاب ليقلب الموازين على بسيطة العالم. جاءت قصة تلك الخطبة التي تعد من الخطب التاريخية في سجل الخلود حينما قام جون كيندي بزيارة ألمانياالغربية لمدة ثمان ساعات كأول زيارة لرئيس أمريكي بعد قطيعة دامت ثمانية عشر عامًا بين الولاياتالمتحدةالأمريكية و ألمانيا و جاء جون كيندي بعد التقسيم الذي فُرض عبر القوتين ليعيد العلاقات و لكن بلغة القوة الغربية في حي شونبيرج ببرلين يطمئن فيها مواطني ألمانياالغربية بدعم أمريكا لهم بحمايتهم من أي تهديدات قادمة من ألمانياالشرقية عبر صواريخ الاتحاد السوفيتي قائلاً عبارته الشهيرة باللغة الألمانية: (إيش بين إين برلينر) أو (فخور بأني برلينيًا). أوضح بعض الألمان أن طريقة نطق كيندي لكلمة (برلينر) تسببت في لبس لبعض الألمان لإختلاطها بإسم كيك ألماني إلى أن جاء إعلانًا توضيحيًا وضع كلمة كيندي و صورة الكيك و توضع علامة صواب على كلمة كيندي و علامة خطأ على الكيك كنوع من التطمين للشعب الألماني الغربي الخائف من هجوم الاتحاد السوفيتي القابع بألمانياالشرقية. جاء هذا الخطاب مبردًا للألمان ملتهبًا للكتلة الشرقية في إدارة عجلات الحرب الباردة التي بدأت العام 1945 في عهد هاري ترومان و إزدادت لهيبًا في عهد كيندي خاصةً بعد أزمة الصواريخ السوفيتية بكوبا و التي لعب فيها كيندي دور كبير في تجنيب العالم حربًا عالمية ثالثة كادت أن تصل إلى لغة الأسلحة النووية العام 1961 ليتأكد للجميع أن هذا الشاب جاء ليظهر للعالم أمريكا جديدة كما قال الزعيم الفرنسي الكبير شارل ديجول. (خطاب جون كيندي بألمانياالغربية) جاء جدار برلين كأمر جبري من النظام الشيوعي و الذي تسبب في تشتيت أسر كثيرة من الأمة الألمانية دون رد من واشنطون لتعميق أركان الحرب الباردة و لتلعب أمريكا دور الأمة التي تبحث عن إستقرار الأمم الأخرى و هذا ما ورد في جزء من خطاب كيندي قائلاً: (إن الحرية تطرح العديد من الصعوبات والديمقراطية ليست مثالية لكننا لم نحتاج أبداً إلى بناء جدار لتطويق شعبنا ومنعه من مغادرتنا). و أخذ كيندي يؤكد على مدى رعاية أمريكا لألمانياالغربية كإثبات لإعجابه بالأمة الألمانية و التي ختمها في خطابه التاريخي: (كل الناس أحرار أينما عاشوا، إنهم مواطنو برلين ولذلك بصفتي إنسان حر، أنا فخور بأن أقول (إيش بين إين برلينر) أنا برليني).